الأحد، 19 أكتوبر 2025

04:34 م

tru

تفوق مفاجئ لـ OpenAI على جوجل في سباق السيطرة على الإنترنت

OpenAI

OpenAI

ياسين عبد العزيز

A A

في تطور يصفه الخبراء بأنه “تحول تاريخي في ميزان القوى الرقمي”، أظهرت بيانات حديثة أن شركة OpenAI قد تمكنت من تجاوز عملاق البحث جوجل في ميدان كان يُعد لعقود حكرًا عليها، وهو فهرسة الإنترنت وجمع البيانات التي تُغذي محركات البحث والذكاء الاصطناعي. 

التقرير الجديد الصادر عن شركة “Hostinger” المتخصصة في خدمات الاستضافة كشف أن زاحف الويب التابع لـ OpenAI والمعروف باسم GPT bot أصبح الأكثر نشاطًا في العالم، متفوقًا بذلك على نظيره الشهير من جوجل الذي طالما تصدّر المشهد.

نشاط غير مسبوق

بحسب الأرقام، أظهر تحليل سجلات أكثر من 5 ملايين موقع ويب أن روبوت GPT زار ما نسبته 88% من هذه المواقع، أي ما يعادل 4.4 مليون موقع إلكتروني، متقدمًا بفارق مريح على زاحف جوجل الذي بلغ معدل تغطيته 78% فقط، أي نحو 3.9 مليون موقع. 

هذا التفوق يعكس حجم التوسع السريع الذي حققته OpenAI في فترة وجيزة، ويشير إلى أن الشركة أصبحت لاعبًا محوريًا في إعادة تشكيل خريطة الويب كما نعرفها.

وتشير الدراسة إلى أن روبوت GPT لا يكتفي بفهرسة الصفحات العامة، بل يستهدف أيضًا البيانات المنظمة والمحتوى التفاعلي الذي يغذي نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT، هذا النهج يتيح للشركة بناء قاعدة بيانات أعمق وأكثر تنوعًا من تلك التي تعتمد عليها محركات البحث التقليدية.

زحف ذكاء اصطناعي

لكن OpenAI ليست وحدها في هذا السباق المحموم، إذ شهد العام الجاري ارتفاعًا كبيرًا في نشاط الزواحف الأخرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل ClaudeBot التابع لشركة Anthropic، إضافة إلى روبوتات داخلية من Meta تعمل على جمع بيانات لدعم مشاريعها التوليدية المختلفة. 

ووفقًا للتقرير ذاته، فإن هذه الزواحف مجتمعة تُولّد نحو 1.4 مليار طلب وصول يوميًا على الإنترنت، وهو رقم ضخم يعكس حجم التحول من فهرسة البحث التقليدي إلى فهرسة المعرفة التوليدية.

في المقابل، تراجع نشاط الزواحف التقليدية مثل Bing وApplebot وأدوات تحليل تحسين محركات البحث مثل Ahrefs، مما يشير إلى أن مشهد الإنترنت لم يعد يدور حول محركات البحث فحسب، بل حول أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتعلم وتنتج محتوى جديدًا من هذه البيانات.

معركة السيطرة

هذا التحول السريع يثير تساؤلات جوهرية حول من يتحكم فعليًا في “رؤية” المستخدمين لما هو موجود على الإنترنت، خاصة مع اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة على البيانات التي تجمعها تلك الزواحف، فكل شركة تمتلك الآن قوة هائلة لتحديد نوعية المحتوى الذي تُدرجه في نماذجها، وبالتالي التأثير على كيفية صياغة المعلومات في نتائج البحث أو في إجابات المحادثات التفاعلية.

وبينما كانت جوجل لعقود المرجع الأوحد في تنظيم محتوى الويب عبر خوارزمياتها المعقدة، فإن صعود OpenAI بهذا الشكل السريع يُعد بمثابة “إنذار مبكر” لحقبة جديدة قد تتحول فيها السيطرة من فهرسة البحث إلى فهرسة الذكاء.

استجابةً لهذه التغيرات، طوّرت شركة Hostinger أداة جديدة تتيح لأصحاب المواقع تحديد الزواحف التي يُسمح لها بجمع بياناتهم، في محاولة للحد من التوسع غير المنضبط لروبوتات الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، يرى خبراء التقنية أن هذا الإجراء قد لا يكون كافيًا في ظل تسارع وتيرة السباق بين الشركات الكبرى.

في نهاية المطاف، يبدو أن سباق فهرسة الإنترنت قد دخل مرحلة جديدة عنوانها “من يملك البيانات يملك القوة”، ومع تجاوز روبوت GPT لنظيره من جوجل، يمكن القول إن الهيمنة الرقمية لم تعد حكرًا على شركة واحدة، فبينما كانت جوجل تُحدد ما نراه في نتائج البحث، أصبحت OpenAI اليوم قادرة على تحديد ما تتعلمه الأنظمة الذكية، وما يُعاد إنتاجه لاحقًا في محتوى الإنترنت ذاته.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً