الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

10:48 م

tru

أبل تعيد ترتيب أوراقها لتسريع سباقها مع ميتا في النظارات الذكية

فيجن برو

فيجن برو

ياسين عبد العزيز

A A

قررت شركة أبل تعليق العمل مؤقتًا على النسخة المبسطة من خوذة “فيجن برو”، لتحوّل تركيزها نحو مشروعٍ أكثر طموحًا يتمثل في تطوير نظارات ذكية قادرة على منافسة منتجات شركة “ميتا”، التي تتصدر المشهد حاليًا في هذا القطاع سريع النمو. 

ويأتي هذا القرار بعد مراجعة داخلية شاملة للمشروعات الجارية داخل أروقة الشركة، أكدت فيها القيادة التنفيذية ضرورة إعادة توزيع الموارد البشرية والتقنية بما يتناسب مع التوجهات الجديدة للسوق.

وبحسب تقرير وكالة “بلومبرغ”، فقد أبلغت أبل فرقها مؤخرًا بوقف العمل مؤقتًا على تطوير الخوذة الجديدة، وتوجيه الجهود نحو تسريع إنتاج النظارات الذكية التي من المتوقع أن تصبح أحد أعمدة منظومة الأجهزة القابلة للارتداء في السنوات المقبلة، هذا القرار يعكس رغبة الشركة في عدم تكرار بطء الإطلاق الذي رافق “فيجن برو”، والذي واجه عقبات في المبيعات رغم التقنيات المتقدمة التي تضمنها.

تقنيات ذكية

تسعى أبل من خلال مشروعها الجديد إلى دخول ميدان الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بقوة، إذ تعتبر النظارات القادمة بوابةً نحو جيلٍ جديد من التكنولوجيا التفاعلية. 

وتشير المعلومات إلى أن الشركة تعمل حاليًا على تطوير نموذجين مختلفين: الأول يُعرف بالاسم الرمزي “N50”، وهو إصدار يعتمد على الاتصال المباشر بهاتف آيفون دون الحاجة إلى شاشة مستقلة، فيما يتوقع أن يتم الكشف عنه العام المقبل تمهيدًا لإطلاقه التجاري في عام 2027.

أما النموذج الثاني فسيكون أكثر تطورًا، حيث سيأتي مزودًا بشاشة عرض مدمجة ووظائف موسعة لمنافسة نظارات “Meta Ray Ban Display” التي أطلقتها ميتا مؤخرًا. 

وتعمل أبل على تسريع وتيرة التطوير لتقديم هذا الإصدار قبل موعده الأصلي في 2028، في محاولة واضحة للحاق بالمنافسة المتصاعدة في سوق الأجهزة القابلة للارتداء.

سباق متصاعد

ورغم إعادة توجيه الموارد نحو مشروع النظارات الذكية، إلا أن أبل لا تزال متأخرة نسبيًا عن منافستها ميتا، التي كانت السباقة في طرح نظارات “Ray Ban Stories” عام 2021، قبل أن تطلق نسختها الأحدث “Ray Ban Meta” عام 2023، والتي حظيت بإقبالٍ واسع لما تقدمه من تصميم أنيق ووظائف محسّنة تشمل كاميرات بدقة أعلى وعمر بطارية أطول.

وتخطط أبل من جهتها لتضمين تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة داخل نظاراتها، إلى جانب دعم التفاعل الصوتي عبر تحسين أداء مساعدها الشخصي “سيري”. 

وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي الشركة إلى تجاوز تأخرها النسبي في تطوير منظومة “Apple Intelligence” التي تواجه منافسة قوية من حلول ميتا وجوجل وأمازون.

رؤية مستقبلية

التحركات الأخيرة لأبل لا يمكن فصلها عن سباقٍ عالمي أوسع بين عمالقة التكنولوجيا لتشكيل مستقبل الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، فإلى جانب ميتا، تعمل شركات مثل أمازون وجوجل على مشاريع مشابهة تدمج الذكاء الاصطناعي في أجهزةٍ يمكن ارتداؤها يوميًا، فيما تتعاون شركة “أوبن إيه آي” مع المصمم الأسطوري جوني إيف، المدير السابق للتصميم في أبل، لتطوير جهاز جديد يجمع بين التصميم الفني والقدرات الإدراكية المتقدمة.

وتشير التسريبات إلى أن نظارات أبل الجديدة ستتوافر بتصميمات متعددة وخيارات تناسب مختلف الفئات، مع شرائح معالجة مطورة وكاميرات وسماعات مدمجة، فضلًا عن مزايا تتعلق بتتبع المؤشرات الصحية والتحكم الصوتي الكامل. 

ويرى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، أن هذه النظارات تمثل المستقبل الحقيقي للأجهزة القابلة للارتداء، معتبرًا أنها أكثر “اجتماعية وملائمة” من الخوذ المغلقة مثل “فيجن برو”.

ومع تراجع الطلب النسبي على خوذة “فيجن برو”، يبدو أن أبل تعيد توجيه المنتج ليخدم بشكلٍ أكبر قطاع الأعمال والمؤسسات، كما تفعل مايكروسوفت وجوجل في أجهزتهما المماثلة، من دون أن تتخلى تمامًا عن فكرة تطوير نسخةٍ أخف وزنًا وأقل تكلفة من الخوذة مستقبلًا. 

وفي ظل هذا السباق المحموم نحو الجيل التالي من الأجهزة الذكية، يتضح أن أبل مصممة على استعادة موقعها الريادي عبر نظاراتٍ تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً