تراجع مبيعات iPhone Air يدفع آبل لتقليص الإنتاج مليون وحدة

تواجه شركة "آبل" الأمريكية مرحلة غير معتادة من التراجع في الطلب على أحدث هواتفها فائقة النحافة، إذ كشفت تقارير اقتصادية حديثة أن الشركة تخطط لتقليص إنتاج هاتف iPhone Air بنحو مليون وحدة خلال العام الجاري، بعد أن جاءت المبيعات العالمية أقل من التوقعات التي وضعتها الشركة عقب إطلاق الهاتف الشهر الماضي. 

ورغم النجاح السريع في السوق الصينية خلال الدقائق الأولى من فتح الطلب المسبق، فإن الإقبال على الهاتف خارج آسيا لم يكن بالزخم الذي كانت تأمله "آبل"، ما أثار تساؤلات حول مستقبل هذه الفئة الجديدة من هواتفها.

مبيعات محدودة

وكانت "آبل" قد طرحت iPhone Air كفئة مستقلة عن سلسلة آيفون 17، ووصفت الجهاز بأنه يمثل “أرفع هاتف في تاريخ الشركة”، حيث اعتمد على تصميم فائق النحافة وهيكل من الألومنيوم خفيف الوزن، مع التركيز على الجماليات والانسيابية أكثر من القوة التقنية، إلا أن هذه المقاربة التصميمية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الاستثمار اليابانية Mizuho Securities، جاءت على حساب بعض المواصفات التي اعتاد المستخدمون على وجودها في أجهزة آبل الرائدة، مثل سعة البطارية الكبيرة وسرعة المعالجة العالية.

وأوضحت التقارير أن مبيعات iPhone 17 ونسختيه Pro وPro Max تسير بوتيرة قوية، فيما جاء أداء iPhone Air ضعيفًا نسبيًا، ما دفع الشركة إلى مراجعة استراتيجيتها الإنتاجية خلال الربع الأخير من العام. 

وتشير مصادر من داخل مصانع التجميع التابعة لآبل إلى أن الشركة وجهت شركاءها في سلسلة التوريد بتقليل الإنتاج تدريجيًا لتجنب تكدس المخزون، مع التركيز على تعزيز إنتاج الموديلات الأعلى مبيعًا.

خطة بديلة

ويرى محللون في قطاع التكنولوجيا أن هاتف iPhone Air قد يكون مجرد محطة انتقالية في خطة آبل التطويرية، إذ تشير بعض التسريبات إلى أن الشركة تعمل على تصميم أول هاتف آيفون قابل للطي خلال دورة التحديثات التصميمية التي تمتد لثلاث سنوات، والمقرر أن تنطلق هذا العام. 

ووفقًا لهؤلاء المحللين، فإن تجربة "آيفون إير" منحت آبل فرصة لاختبار مدى تقبّل المستخدمين لفكرة الهاتف فائق النحافة قبل الانتقال إلى المفهوم الأكثر جرأة المتمثل في الهاتف القابل للطي.

وتشير التقديرات إلى أن الشركة تنوي تعويض الانخفاض في مبيعات iPhone Air عبر زيادة إنتاج النسخ الأعلى من السلسلة، إذ تخطط آبل لرفع إنتاج iPhone 17 Pro وiPhone 17 Pro Max إلى 94 مليون وحدة بحلول نهاية عام 2025، أي بزيادة تبلغ نحو ستة ملايين وحدة عن التقديرات السابقة، استنادًا إلى ارتفاع الطلب في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

منافسة متقاربة

وفي سياق متصل، كشفت تقارير كورية جنوبية أن شركة سامسونج تعتزم إيقاف إنتاج طراز Galaxy S26 Edge فائق النحافة، بعدما واجه الجيل الأول منه Galaxy S25 Edge مبيعات محدودة على الرغم من أنه صُمم خصيصًا لمنافسة هاتف آبل الجديد. 

وتشير هذه الخطوة إلى أن اتجاه السوق نحو الهواتف فائقة النحافة لم يحقق النتائج المرجوة لدى أكبر شركتين في عالم الهواتف الذكية، وهو ما قد يعيد رسم أولويات التصميم في الجيل المقبل من الأجهزة الرائدة.

ويبدو أن المستخدمين باتوا يفضلون الأجهزة التي تجمع بين الأناقة والأداء القوي، لا تلك التي تركز على النحافة فقط على حساب البطارية أو الكاميرا أو متانة الهيكل. 

ومن المتوقع أن تعتمد "آبل" في السنوات المقبلة على استراتيجية أكثر توازنًا بين الشكل والأداء، خاصة مع دخول حقبة جديدة من الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي، والهواتف القابلة للطي أو المزودة بشاشات مرنة قابلة للتخصيص.

وبينما تستعد آبل لإغلاق العام المالي الحالي بتعديلات في خطط الإنتاج، يبقى iPhone Air بمثابة تجربة جريئة لكنها محدودة النجاح، عكست رغبة الشركة في التجديد لكنها كشفت أيضًا عن حساسية السوق تجاه التنازلات التقنية، حتى وإن جاءت في مقابل تصميم فائق الجاذبية.