منافسة ضارية بين كاميرا آيفون 17 برو ماكس وأوبو فايند إكس 9 برو

يشهد عالم التصوير بالهواتف الذكية منافسة غير مسبوقة هذا العام بين عملاقي الصناعة، أبل وأوبو، إذ تسعى كل شركة لتثبيت مكانتها على عرش الكاميرات المحمولة من خلال ابتكاراتها الجديدة في جهازي iPhone 17 Pro Max وOppo Find X9 Pro. 

كلا الهاتفين يعكسان قمة ما وصلت إليه تقنيات التصوير في عام 2025، لكن كل منهما يسير في طريق مختلف نحو تحقيق التميز البصري والأداء الاحترافي.

تطور مذهل

من جانبها، واصلت أبل تعزيز تفوقها في عالم التصوير الحاسوبي عبر تطوير نظام كاميرات موحد في هاتف آيفون 17 برو ماكس، حيث اعتمدت للمرة الأولى على ثلاث عدسات متطابقة من حيث الدقة البالغة 48 ميجابكسل. 

العدسة الأساسية Fusion بفتحة f/1.78 مدعومة بتقنية التثبيت البصري OIS الجيل الثاني، ما يسمح بالتقاط صور غنية بالتفاصيل حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، بينما توفر العدسة الواسعة جدًا زاوية رؤية 120 درجة مثالية لتصوير المناظر الطبيعية والمشاهد العريضة.

أما عدسة التليفوتو الجديدة بتصميم Tetraprism، فتقدم تقريبًا بصريًا يصل إلى 8×، وهو إنجاز تقني يعزز قدرات الهاتف في التصوير البعيد دون التضحية بالجودة أو التفاصيل. 

وتتكامل هذه المنظومة مع محرك أبل الفوتوني Photonic Engine وتقنية Smart HDR 5، اللتين تعملان على تحسين توازن الألوان وتقليل الضوضاء بشكل ذكي للحصول على صور قريبة من الواقعية. 

كما تتيح الكاميرا الأمامية بدقة 18 ميجابكسل ميزة Center Stage التي تُعيد تأطير الصورة تلقائيًا أثناء مكالمات الفيديو لتبقي المستخدم في المنتصف دائمًا.

عدسات ثورية

في المقابل، تقدم أوبو واحدًا من أكثر أنظمة الكاميرات تقدمًا في هاتف Oppo Find X9 Pro، والذي يمثل ثمرة تعاونها المستمر مع العلامة السويدية العريقة Hasselblad. 

الهاتف مجهز بثلاث عدسات رئيسية تُعيد تعريف تجربة التصوير الاحترافي، إذ تعتمد العدسة الأساسية على مستشعر Sony LYT-828 بدقة 50 ميجابكسل مع فتحة f/1.5 ونظام تثبيت بصري متطور بأربعة محاور، ما يمنح صورًا فائقة النقاء حتى في البيئات المظلمة.

العدسة الثانية فائقة الاتساع بدقة 50 ميجابكسل بزاوية رؤية تبلغ 120 درجة، مصممة لتقديم تفاصيل دقيقة في اللقطات العريضة دون تشويه الحواف، بينما يبرز بوضوح المستشعر التليفوتوغرافي الجديد بدقة 200 ميجابكسل من نوع Samsung HP5، الذي يقدم تقريبات تصل إلى 120× رقمياً دون فقدان التفاصيل.

وتستفيد هذه العدسة من محرك المعالجة Lumo Image Engine الذي يدمج البيانات البصرية بذكاء للحصول على صور مفعمة بالألوان والتفاصيل الدقيقة.

أداء احترافي

التعاون الوثيق بين أوبو وHasselblad أتاح تحسينات مذهلة في معالجة الألوان، خصوصًا في تصوير البورتريه وغروب الشمس، حيث تظهر الألوان بدفء طبيعي وتدرج واقعي للبشرة. 

كما أن الكاميرا الأمامية في الهاتف بدقة 50 ميجابكسل مع مستشعر Danxia تمنح توازناً مثالياً في الإضاءة وتدرج الألوان أثناء تصوير السيلفي أو الفيديوهات. 

ويدعم الهاتف تصوير الفيديو بدقة 4K بسرعة 120 إطاراً في الثانية بتقنية Dolby Vision، ما يمنح اللقطات سلاسة وجودة تضاهي الكاميرات السينمائية الاحترافية.

على الجانب الآخر، يواصل آيفون 17 برو ماكس هيمنته في مجال التصوير الحاسوبي بفضل ذكاء معالجاته البرمجية، إذ تُدمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي في كل لقطة لتحسين التفاصيل وتحديد العمق والتباين. 

وتتيح ميزة ProRAW للمستخدمين تحرير الصور باحترافية عالية، بينما تقدم صيغة الفيديو ProRes وDolby Vision جودة سينمائية يمكن الاعتماد عليها في الإنتاجات الاحترافية، مع دعم لتقنية الألوان ACES المستخدمة في استوديوهات هوليوود.

مقارنة شاملة

يتفوق Oppo Find X9 Pro من حيث مدى التقريب الهائل ودقة التفاصيل التي يوفرها مستشعره التليفوتوغرافي، كما يمنح المستخدم مرونة غير مسبوقة في اقتصاص الصور مع الحفاظ على وضوحها، وهو ما يجعله الخيار الأفضل لعشاق التصوير الاحترافي. 

أما iPhone 17 Pro Max فيستمر في التفوق من ناحية توازن الألوان الواقعي والتجانس الكامل بين العدسات، إذ تخرج جميع الصور بانسجام لوني واحد دون الحاجة لتعديلات لاحقة، إلى جانب ثبات مذهل في الأداء داخل مختلف ظروف الإضاءة.

وفي الوقت الذي تُركز فيه أوبو على إبراز قوة العتاد ودقة المستشعرات لتقديم تجربة تصوير أقرب إلى الكاميرات الاحترافية، تعتمد أبل على الذكاء البرمجي والخوارزميات الحاسوبية لصناعة صورة مثالية من مزيج معقد من البيانات، وكلا الاتجاهين يبرزان فلسفتين مختلفتين في عالم التصوير الرقمي: الأولى هندسية بصرية والثانية حاسوبية إبداعية.

في المحصلة، يمكن القول إن الهاتفين يشكلان قمّة ما وصل إليه تطور التصوير المحمول في عام 2025، حيث يقدم آيفون 17 برو ماكس تجربة تصوير سينمائية متكاملة بألوان دقيقة وتوازن رائع، بينما يضع Oppo Find X9 Pro معايير جديدة في التقريب والدقة والتفاصيل. 

ومع فارق السعر الذي يصل إلى نحو 450 دولارًا لصالح أوبو، قد يجد المستخدمون في هاتفها خيارًا أكثر إغراءً من الناحية الاقتصادية دون التضحية بالأداء الفوتوغرافي.