هاتف Pixel 10 يثير الجدل.. 3 مشكلات تهدد سمعة جوجل

رغم أن شركة جوجل أطلقت سلسلة هواتف Pixel 10 في أغسطس الماضي وسط ضجة إعلامية كبيرة وتوقعات مرتفعة، فإنّ ردود الأفعال جاءت بعيدة تمامًا عن ما كانت تأمله الشركة، فبعد أسابيع قليلة من الطرح الرسمي، امتلأت المنتديات التقنية وشبكات التواصل الاجتماعي بشكاوى المستخدمين، الذين أبدوا استياءهم من الأداء العام للهاتف، معتبرين أنّ جوجل لم تقدّم ما يوازي السعر المرتفع ولا ما يتناسب مع سمعة الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وبين بطء الشحن وضعف المعالج ومشكلات التوافق وحتى اختبارات المتانة الفاشلة، وجد المستخدمون أنفسهم أمام تجربة أقل من التوقعات.

معالج محدود

تُسوّق جوجل لمعالجها الجديد Tensor G5 على أنه أقوى شريحة صُنعت خصيصًا لهواتف بيكسل، وقد تم تطويره بالتعاون مع شركة TSMC لتجاوز مشكلات الحرارة المرتفعة التي عانت منها الإصدارات السابقة. 

وبالفعل، أظهرت الاختبارات تحسنًا ملحوظًا في كفاءة الطاقة واستقرار الأداء أثناء الاستخدام الطويل، وهو ما اعتبره البعض خطوة إيجابية، لكن رغم ذلك، فإن هذه القوة لم تكن كافية للمنافسة مع معالجات Apple A18 Pro أو Snapdragon 8 Gen 5 أو حتى Dimensity 9400.

المشكلة الأساسية تكمن في أن Tensor G5 لا يزال أقرب إلى معالجات الفئة المتوسطة، حيث يفتقر إلى السرعة القصوى في معالجة الرسومات أو تشغيل الألعاب الثقيلة، ما يجعل أداء الهاتف غير ثابت عند تشغيل التطبيقات التي تتطلب قوة معالجة عالية. 

وقد عبّر كثير من المستخدمين على منصات مثل Reddit عن إحباطهم من هذا الجانب، معتبرين أن جوجل تُصر بعناد على تصنيع رقائقها الخاصة رغم ضعفها مقارنة بالمنافسين.

كاميرات متكررة

لطالما كانت الكاميرا هي العنصر الأبرز في سلسلة بيكسل، إذ ساهمت في بناء سمعة جوجل بين عشاق التصوير، خاصة بفضل معالجة الصور عبر الذكاء الاصطناعي، غير أن هاتف Pixel 10 جاء بخيبة أمل واضحة على هذا الصعيد، إذ لم يقدّم أي تطوير جوهري في مكونات الكاميرا مقارنة بالأجيال السابقة. 

الكاميرا الأساسية ما تزال تعتمد على المستشعر ذاته الذي استخدمته الشركة في هواتف بيكسل منذ عدة سنوات، وهو ما جعل التحديث يبدو شكليًا أكثر من كونه تقنيًا حقيقيًا.

في المقابل، فإن النسخ الأعلى مثل Pixel 10 Pro XL حققت نتائج مبهرة في اختبارات DxOMark، إلا أن الطراز الأساسي لم يقترب من هذه النتائج، إذ بدت الصور الملتقطة به أقل دقة في التفاصيل وأضعف في ظروف الإضاءة المنخفضة. 

ومع اعتماد جوجل بشكل مفرط على تحسين الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي، يرى بعض الخبراء أن هذا الأسلوب يُخفي نقاط ضعف الأجهزة بدلًا من معالجتها، وأن الصور تبدو جميلة بفضل الخوارزميات وليس العدسات ذاتها.

تجربة ألعاب ضعيفة

من الجوانب التي أثارت غضب المستخدمين كذلك أداء الهاتف في الألعاب والتطبيقات الثقيلة، فرغم الترويج للهاتف باعتباره معززًا بالذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة أكثر سلاسة، إلا أن Pixel 10 فشل في تشغيل بعض الألعاب الشهيرة بسلاسة مثل Genshin Impact، إذ ظهرت حالات من التقطّع وانخفاض معدل الإطارات بشكل واضح. 

كما تبين أن جوجل لم تقم بتحديث وحدات التحكم الخاصة بالألعاب لتتوافق مع أحدث إصدارات التطبيقات، ما جعل تجربة اللعب على الهاتف متأخرة مقارنة بمنافسيه.

يعتمد الهاتف بشكل كبير على التعلم الآلي لتخصيص أداء النظام استنادًا إلى سلوك المستخدم، لكن هذا الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي لم يُترجم إلى تحسّن فعلي في الأداء. 

ووفقًا للمراجعات التقنية، فإن النظام يواجه أحيانًا صعوبة في التبديل بين المهام الثقيلة بسرعة، ما يؤثر على التجربة العامة ويُظهر بطئًا ملحوظًا في بعض الحالات.

خيبة سعرية

المفارقة الكبرى أن جوجل وضعت سعرًا مرتفعًا لهاتف Pixel 10، رغم أنه لا يرقى في الأداء إلى مستوى الأجهزة المنافسة من الفئة نفسها، فبينما يُباع الهاتف بأسعار تقترب من 800 دولار، يمكن للمستخدم العثور على بدائل من شركات مثل OnePlus أو Xiaomi أو Samsung تقدم معالجات أقوى وكاميرات أكثر تطورًا بنفس السعر تقريبًا، هذه المفارقة دفعت كثيرين إلى وصف الهاتف بأنه "جهاز متوسط بسعر هاتف رائد"، وهي العبارة التي انتشرت بكثرة في تقييمات المستخدمين خلال الأسابيع الماضية.

ورغم أن جوجل حاولت تعويض ذلك بإضافة مجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل أداة Circle to Search وتحسينات في Assistant Voice Typing، إلا أن هذه الإضافات لم تكن كافية لتبرير السعر أو تغيير الانطباع العام لدى المستخدمين.

في النهاية، يبدو أن هاتف Pixel 10 يمثل حالة من التناقض بين طموحات جوجل التقنية وواقع الأداء العملي، إذ يحمل تحسينات طفيفة على مستوى البرمجيات لكنه يفتقر إلى التحديثات الجوهرية في العتاد. 

وبينما يراه البعض خيارًا مناسبًا للمستخدمين العاديين، يرى آخرون أنه خطوة متراجعة في مسيرة سلسلة بيكسل التي لطالما اشتهرت بالابتكار والتجديد.