عطل أمازون الأخير يفضح هشاشة الإنترنت العالمي بالكامل

شهد العالم يوم الاثنين انقطاعًا رقميًا واسع النطاق نتيجة عطل في مركز بيانات أمازون ويب سيرفيسز US-EAST-1 في ولاية فيرجينيا الأمريكية، وهو العمود الفقري للبنية السحابية للشركة، ما أدى لتعطّل آلاف المواقع والتطبيقات حول العالم، بما فيها خدمات التواصل الاجتماعي مثل واتساب وسناب شات وريدت، وأدوات مثل ChatGPT وأليكسا ومنصات ألعاب وترفيه مثل فورتنايت وديزني+.

المواقع المتأثرة

بدأ العطل عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وتأثر على نطاق عالمي، كما شمل خدمات الطيران والبنوك ومواقع إخبارية، بينما كان التأثير محدودًا في الدول العربية، حيث أبلغ المستخدمون عن بطء أو انقطاع مؤقت في التطبيقات العالمية مثل أليكسا وبعض الألعاب، ولم تتأثر الخدمات المحلية والبنية التحتية الحكومية بسبب اعتمادها على خوادم محلية أو شبكات احتياطية مستقلة عن مركز فيرجينيا.

أصل المشكلة

أوضحت أمازون أن العطل نجم عن خلل في نظام أسماء النطاقات DNS ضمن واجهات برمجة تطبيقات قاعدة البيانات DynamoDB، ما منع الأنظمة من تحديد العناوين الصحيحة للخوادم، ويُعد DNS بمثابة دفتر أرقام الإنترنت الذي يربط أسماء المواقع بعناوينها الرقمية، وأي خلل فيه يؤدي إلى انقطاع الاتصال بين التطبيقات وخوادمها، مؤكدة أن الخلل كان تقنيًا بحتًا وليس هجومًا سيبرانيًا، رغم الجدل حول هشاشة البنية الرقمية العالمية.

الإصلاح والتداعيات

طبّقت الشركة إجراءات لتخفيف الآثار ثم عالجت الخلل التقني الأساسي، لكن بعض الخدمات احتاجت وقتًا إضافيًا للعودة للعمل الطبيعي، وقد كشف العطل عن ضعف الاعتماد على مزوّدات سحابية مركزية، إذ أي خلل في خادم رئيسي يمكن أن يشل خدمات متعددة حول العالم، كما أظهر الحدث الحاجة لتطوير خطط طوارئ فعّالة، وتوزيع البيانات عبر مناطق متعددة لتجنب تأثير العطل على نطاق عالمي، وهو ما يذكّر بحادثة CrowdStrike في يوليو 2024 التي أوقفت ملايين الأجهزة بسبب تحديث خاطئ.

أدى الحادث إلى إعادة النقاش حول أهمية السيادة الرقمية في العالم العربي، حيث تعتمد كثير من الحكومات والخدمات على مزوّدين عالميين، ورغم تأثير العطل الأخير المحدود، إلا أنه أبرز الحاجة للاستثمار في مراكز بيانات محلية وبنى تحتية سحابية مستقلة، لضمان حماية البيانات الحساسة وإدارة المخاطر الرقمية بكفاءة، وتأكيد أن التحوّل الرقمي يجب أن يوازن بين الكفاءة والأمان والقدرة على الصمود أمام الأزمات التقنية المفاجئة.