الإثنين، 27 أكتوبر 2025

01:33 ص

tru

تقرير جديد يكشف ضغوط أرباح مايكروسوفت وراء تسريح موظفي Xbox وإغلاق استوديوهات كبرى

Xbox

Xbox

ياسين عبد العزيز

A A

كشف تقرير حديث أن شركة مايكروسوفت فرضت على قسم الألعاب التابع لها، والمسؤول عن علامة Xbox، هدفًا طموحًا لتحقيق هامش ربح يصل إلى 30%، وهو ما يمثل تقريبًا ضعف متوسط أرباح صناعة الألعاب المسجل في عام 2024 والذي بلغ 17%. 

هذا الهدف الطموح، الذي أقرّته الإدارة العليا في خريف 2023، شكّل وفقًا للتحقيقات السبب المباشر وراء موجات التسريح الواسعة وإغلاق عدد من استوديوهات التطوير البارزة داخل الشركة.

هوامش الأرباح

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري، فإن المديرة المالية للشركة إيمي هود كانت صاحبة المبادرة في وضع ما يُعرف داخليًا بمصطلح “هوامش المساءلة”، وهو نظام يهدف إلى رفع كفاءة قطاع الألعاب وتحقيق مستويات أعلى من الربحية. 

غير أن هذه السياسة المالية جاءت على حساب الاستقرار الوظيفي والإبداعي داخل فرق التطوير، إذ أظهرت وثائق مسرّبة من لجنة التجارة الفيدرالية في عام 2023 أن هامش الربح الفعلي لقسم Xbox لم يتجاوز 12% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2022، بينما تراوح في السنوات الست السابقة بين 10% و20% فقط، أي أقل بكثير من الهدف الجديد المفروض.

خسائر بشرية

وقد انعكست تلك السياسات مباشرة على العاملين في القطاع، حيث شهدت الشركة منذ بداية عام 2023 سلسلة من التسريحات الواسعة التي شملت أكثر من 10 آلاف موظف، تلاها تسريح إضافي لما يقرب من 1900 موظف داخل قسم الألعاب في يناير 2024، ثم 650 آخرين في سبتمبر من العام نفسه، قبل أن تصل الموجة الأكبر في يوليو 2025 بإلغاء 9000 وظيفة دفعة واحدة. 

هذه القرارات لم تقتصر على تخفيض العمالة فحسب، بل امتدت إلى إغلاق استوديوهات تطوير شهيرة مثل Arkane Austin وTango Gameworks وAlpha Dog Games وRoundhouse Games، إلى جانب إلغاء مشاريع بارزة كانت تحظى بانتظار جماهيري كبير مثل Perfect Dark وEverwild وProject Blackbird وContraband.

توتر داخلي

وعلى الرغم من الانتقادات الحادة التي واجهتها الشركة عقب هذه القرارات، اكتفت مايكروسوفت بإصدار بيان مقتضب جاء فيه أن “معايير النجاح تختلف من مشروع إلى آخر”، من دون تقديم توضيحات كافية حول استراتيجية الأرباح الجديدة أو أثرها على فرق التطوير. 

في المقابل، يرى محللون أن خدمة Game Pass، التي تمثل أحد أبرز أعمدة نموذج أعمال Xbox الحالي، تواجه تحديات داخلية معقدة، إذ تتأرجح بين السعي لزيادة عدد المشتركين وبين تراجع المبيعات المباشرة للألعاب، ما يزيد من صعوبة تحقيق التوازن المالي المطلوب.

وفي محاولة لتقليص الفجوة المالية، أقدمت مايكروسوفت مؤخرًا على رفع أسعار اشتراك Game Pass Ultimate، غير أن الخطوة جاءت بنتائج عكسية، حيث قوبلت بسخط واسع من المستخدمين وأدت إلى موجة من إلغاء الاشتراكات. 

ويرى محللون أن هذه الأزمة تعكس مفارقة واضحة بين التطلعات المالية المبالغ فيها والواقع السوقي الذي يفرض تحديات مستمرة في ظل تشبّع سوق الألعاب وضعف وتيرة النمو في الأجهزة المنزلية.

وفي خضم هذه التطورات، يبدو أن شركة مايكروسوفت تقف أمام مفترق طرق حقيقي، فبينما تسعى لتعظيم أرباحها والمحافظة على ثقة المستثمرين، تواجه في المقابل انتقادات لاذعة من مجتمع اللاعبين والمطورين على حد سواء، الذين يرون أن طموحات الشركة المالية جاءت على حساب الابتكار والإبداع الذي طالما ميّز علامتها Xbox، وهو ما يجعل مستقبل القسم على المحك ما لم تُراجع الشركة سياساتها وتعيد التوازن بين الربح والاستدامة الإبداعية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً