ميتا تسرّح 600 موظف لتعزيز كفاءة أقسام الذكاء الاصطناعي وتطوير الابتكار
ميتا
ياسين عبد العزيز
في خطوة جديدة ضمن خطة إعادة الهيكلة التي يقودها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، أعلنت شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب عن تسريح نحو 600 موظف من قسم الذكاء الاصطناعي، في إطار استراتيجية تهدف إلى تسريع وتيرة تطوير منتجاتها المستقبلية وتقليص البيروقراطية الداخلية التي تعيق اتخاذ القرار.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تغييرات تنظيمية متتالية تشهدها الشركة منذ أكثر من ثلاث سنوات بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتوجيه الموارد نحو المشاريع الأكثر تأثيراً.
قرارات حاسمة
وكشف ألكسندر وانج، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في الشركة، في مذكرة داخلية أرسلت للموظفين، عن تفاصيل القرار، موضحاً أن تقليص حجم الفرق العاملة من شأنه أن يجعل عمليات التطوير أكثر سرعة ومرونة.
وأكد وانج أن «كلما قل عدد المشاركين في النقاش، أصبح الطريق إلى القرار أقصر»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستسمح للفِرق بالتركيز على المشاريع الأكثر أهمية دون تشتيت الموارد البشرية في اجتماعات بيروقراطية مطولة.
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه التسريحات تُمثل جزءاً من إعادة هيكلة شاملة داخل وحدة الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى "ميتا" إلى دمج بعض المهام التقنية داخل فرق أصغر وأكثر تخصصاً تعمل مباشرة على تطوير خوارزميات جديدة لأنظمة التوصية، وتحسين قدرات روبوتات المحادثة، وتعزيز منتجاتها القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل الإعلانات الذكية والبحث التنبؤي.
توسع الأتمتة
ولم تقتصر موجة التسريحات على قسم الذكاء الاصطناعي فحسب، بل امتدت إلى قسم إدارة المخاطر، الذي شهد هو الآخر تقليصاً في عدد العاملين تجاوز 100 موظف.

ويُعد هذا القسم مسؤولاً عن مراقبة مدى التزام منتجات الشركة باتفاقيات لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية ومعايير الخصوصية العالمية.
وأوضح ميشيل بروتي، كبير مسؤولي الخصوصية في ميتا، في مذكرة أخرى للموظفين، أن الشركة تعتزم الاعتماد بشكل أكبر على أنظمة آلية في مراجعة الامتثال بدلاً من التدقيق اليدوي التقليدي.
وقال بروتي إن «التحول نحو الأتمتة يتيح لنا اتساقاً أفضل ونتائج أكثر موثوقية عبر مختلف فرق ميتا، دون الإخلال بالتزاماتنا تجاه الجهات التنظيمية».
وأشار إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة ستقوم بتحليل البيانات وتحديد المخاطر بشكل أسرع وأكثر دقة، ما يسمح للشركة بالتعامل بمرونة مع القوانين المتغيرة المتعلقة بالخصوصية والأمن الرقمي.
إعادة هيكلة
ورغم أن بروتي لم يحدد العدد الدقيق للوظائف المتأثرة في فريق إدارة المخاطر، فإن تقارير إعلامية وصفت ما حدث بأنه "تفريغ شبه كامل" للقسم المعني بمراجعة مخاطر الخصوصية والنزاهة داخل الشركة، خصوصاً في مكتب لندن الذي شهد أكبر نسبة من التقليصات.
وأكدت المصادر أن ميتا تعتزم دمج المهام المتبقية ضمن وحدة الامتثال الرئيسية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في المراقبة الآلية.
وفي تعليق رسمي، قال متحدث باسم الشركة إن ميتا «تراجع هيكلها التنظيمي بشكل دوري بما يتماشى مع تطور برامجها الداخلية»، مضيفاً أن الهدف هو "تسريع الابتكار مع الحفاظ على أعلى معايير الامتثال".
وأوضح أن الشركة لا تزال ملتزمة بتطوير أدواتها التقنية وتحسين جودة منتجاتها الرقمية دون المساس بمسؤولياتها القانونية والتنظيمية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي ضمن مرحلة انتقالية تقودها ميتا منذ عام 2022، تزامناً مع التحول نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي والواقع الافتراضي، في محاولة لمجاراة المنافسة المتصاعدة مع شركات مثل OpenAI وAnthropic وجوجل ديب مايند.
ويعتبر البعض أن قرارات التسريح الأخيرة تمثل بداية لحقبة جديدة داخل الشركة، تتبنى فيها نموذجاً تشغيلياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في إدارة الموارد البشرية وتحليل البيانات التشغيلية.
وتشير التقارير إلى أن زوكربيرغ يسعى إلى جعل ميتا أكثر خفة واستجابة في مواجهة التحولات السريعة التي يشهدها سوق التكنولوجيا العالمي، خصوصاً بعد أن بات الذكاء الاصطناعي محور المنافسة بين عمالقة التقنية.
ورغم الانتقادات التي طالت الشركة بسبب فقدان مئات الوظائف، يرى بعض الخبراء أن الخطوة قد تُسهم في تحقيق استدامة طويلة المدى للشركة إذا نجحت في تحويل الأتمتة إلى عنصر إنتاجي فعال يرفع الكفاءة ويقلل التكاليف التشغيلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً