قفزة استثنائية في سرعات Starlink تعزز ثورة الإنترنت الفضائي عالميًا
Starlink
ياسين عبد العزيز
شهد عام 2025 نقلة نوعية في أداء شبكة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس”، حيث سجّلت الشبكة قفزة كبيرة في سرعات التحميل والرفع، ما يؤكد التقدم التقني الهائل الذي أحرزته الشركة بفضل التوسع السريع في عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والتحديثات البرمجية المتواصلة، التي حسّنت من أداء النظام على المستويين الفضائي والأرضي.
تسارع مذهل
خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، ارتفعت سرعات التحميل في شبكة Starlink بنسبة تجاوزت 50%، بعد أن كانت تبلغ في مطلع يناير نحو 150 ميجابت في الثانية لتصل حاليًا إلى أكثر من 200 ميجابت، بينما تحسّنت سرعات الرفع من 20 إلى ما يزيد على 30 ميجابت في الثانية، وهي أرقام مذهلة تعكس مدى التطوير السريع الذي شهدته المنظومة التقنية للشبكة.
هذه النتائج تمثل المعدلات المتوسطة خلال ساعات الذروة، إلا أن تقارير المستخدمين تشير إلى تسجيل بعضهم سرعات تحميل استثنائية بلغت 300 إلى 400 ميجابت في أوقات معينة، ما يعكس تزايد كفاءة النظام مع كل تحديث جديد.
توسع غير مسبوق
هذا التحسن اللافت في الأداء لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة مباشرة لوتيرة الإطلاقات غير المسبوقة التي نفذتها “سبيس إكس” خلال العام، فحتى 21 أكتوبر 2025، كانت الشركة قد أطلقت 134 دفعة من أقمار “ستارلينك” عبر صواريخ “فالكون”، وهو رقم يفوق ما تم إنجازه خلال العام الماضي بأكمله.
هذا التوسع السريع في الكوكبة المدارية انعكس إيجابًا على المستخدمين الذين بدأوا يلمسون تحسنًا فعليًا في تجربة الاتصال، خصوصًا بعد تخفيض سعر طبق Starlink القياسي بنسبة 20% على منصة “أمازون”، ما جعل الخدمة أكثر جذبًا وانتشارًا.
إلى جانب الكمية، شهدت الأقمار الجديدة تطورًا تقنيًا لافتًا، إذ أصبحت النسخ الحديثة “V2 Mini” تشكل أكثر من نصف إجمالي الأقمار الموجودة في المدار، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في رفع كفاءة التحميل والرفع بفضل قدراتها العالية في معالجة البيانات وتوزيع الحزم عبر الفضاء.
تحديثات متقدمة
وفي سياق متصل، دفعت “سبيس إكس” خلال عام 2025 بسلسلة من التحديثات البرمجية الجوهرية، طالت أنظمة تشكيل الحزم في الفضاء والمحطات الأرضية، لتحسين كفاءة الاتصال وتقليل الفاقد في الإشارة.
ورغم أن أحد هذه التحديثات تسبب في أول انقطاع واسع للخدمة منذ إطلاقها، فإن الشركة سرعان ما تجاوزت الأزمة، ليلاحظ المستخدمون بعد استئناف التشغيل زيادة كبيرة في السرعات وثباتًا أكبر في جودة الاتصال.
كما تعمل الشركة حاليًا على تنفيذ تحديثات إضافية استعدادًا لإطلاق الجيل الجديد من الأقمار “Starlink V3”، التي تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، إذ يصل حجم كل قمر بعد نشره إلى ما يقارب حجم طائرة “بوينغ 737”، في دلالة على النقلة الهائلة في سعة المعالجة والتغطية التي ستوفرها هذه الأقمار.
ووفقًا للتقديرات التقنية، فإن كل عملية إطلاق من فئة “V3” على متن صاروخ “ستارشيب 3” الجديد ستضيف نحو 60 تيرابت في الثانية من السعة الإضافية، أي ما يعادل 20 ضعفًا من سعة الأقمار السابقة، وهو ما يمهد لمرحلة جديدة من الإنترنت الفضائي بسرعات تقترب من مستوى “الجيجابت” بحلول عام 2026.
آفاق المستقبل
المؤشرات الحالية تشير إلى أن Starlink تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ثورة حقيقية في الاتصال الفضائي العالمي، حيث من المتوقع أن تتاح سرعات تتجاوز 1 جيجابت في الثانية للمستخدمين الذين يمتلكون طبق “Performance” المتقدم، بينما يترقب كثيرون أن تطلق الشركة تحديثات تشمل مجموعة “Standard Kit” أيضًا لتواكب هذه السرعات الفائقة، وتمنح المستخدمين العاديين تجربة تصفح وتنزيل غير مسبوقة.
وفي ظل هذا الزخم التقني والابتكار المستمر، يبدو أن شبكة Starlink تقترب من تحقيق هدفها الأكبر، وهو إتاحة إنترنت سريع ومستقر في كل مكان على الكوكب، لتعيد رسم خريطة الاتصال الرقمي وتدفع العالم نحو مرحلة جديدة من التواصل غير المحدود.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً