جوجل تطلق تصميمًا بصريًا جديدًا لمتصفح كروم على أندرويد

بدأت جوجل في طرح تحديث جديد لمتصفح كروم على نظام أندرويد يحمل الرقم 141، ويأتي هذا التحديث بتصميم بصري مختلف كليًا يعتمد على لغة Material 3 Expressive التي تركز على البساطة والمرونة وسهولة التفاعل، حيث تقدم واجهة أكثر هدوءًا في الألوان وأكثر نعومة في الأيقونات والحركات، ما يجعل تجربة التصفح اليومية أكثر سلاسة وانسيابًا من أي وقت مضى.

واجهة جديدة

يعتمد التصميم الجديد على مفهوم يجعل كل عنصر في الواجهة أكثر قربًا من المستخدم، فالأيقونات أصبحت داخل دوائر واضحة بحواف مستديرة تمنح مظهرًا متوازنًا، بينما الألوان أصبحت ديناميكية تتغير بحسب الخلفية ونمط النظام لتقليل التشويش البصري. 

كما أضافت جوجل تحسينات في توزيع القوائم بحيث يسهل الوصول إلى الخيارات الأساسية دون الحاجة إلى التنقل بين صفحات متعددة.

الواجهة الجديدة لا تكتفي بتغيير المظهر الخارجي فقط، بل تُعيد أيضًا تنظيم عناصر التجربة البصرية لتكون أكثر انسجامًا مع لغة التصميم التي تعمل جوجل على تطبيقها تدريجيًا في جميع منتجاتها، بدءًا من نظام أندرويد وصولًا إلى تطبيقاتها الأساسية مثل Gmail وYouTube وDrive.

تحسين التجربة

التحديث الجديد يقدم مجموعة من التغييرات الدقيقة التي تؤثر بشكل واضح على طريقة استخدام المتصفح، إذ أصبح زر إنشاء التبويبات داخل مربع بارز يسهل الضغط عليه، كما تم توسيع أيقونة التصفح الخفي لتصبح أوضح عند التبديل بين الوضعين العادي والخاص، بينما أصبحت ألوان المجموعات تُطبَّق على البطاقة بالكامل مما يسهل التمييز بين المهام المفتوحة.

إلى جانب ذلك أعادت جوجل ترتيب قسم الإعدادات بحيث تظهر أهم الأدوات في الجزء العلوي لتقليل الوقت الذي يستغرقه المستخدم في البحث عن الخيارات المتكررة، هذه التغييرات الصغيرة تجعل التنقل أسرع وأكثر انسيابًا، وتقلل من الجهد الذهني الذي يبذله المستخدم عند التصفح المستمر خلال اليوم.

تجربة استخدام

يؤكد مطورو جوجل أن الهدف من Material 3 Expressive ليس فقط تحسين الشكل، بل جعل التفاعل مع المتصفح أكثر طبيعية، فالتحديث الجديد يعتمد على حركات انتقالية خفيفة تمنح المستخدم شعورًا بالاستجابة الفورية، كما أن الألوان المتدرجة تُساعد العين على التكيف أثناء الانتقال بين الصفحات، ما يقلل من الإحساس بالإرهاق البصري.

يشعر المستخدم عند فتح التبويبات الجديدة أن التمرير يشبه التعامل مع بطاقات حقيقية، وهو ما يخلق نوعًا من التفاعل الحي بينه وبين الواجهة. 

ومن خلال هذه التفاصيل الدقيقة، تسعى جوجل لتطوير علاقة أكثر دفئًا بين المستخدم والجهاز، بحيث يشعر أن كل حركة استجابية محسوبة بعناية لتناسب طبيعة الاستخدام اليومي.

رؤية موحدة

يشكل هذا التحديث جزءًا من استراتيجية جوجل لتوحيد واجهات تصميمها عبر جميع التطبيقات والخدمات، حيث تهدف الشركة إلى جعل تجربة المستخدم متسقة على مختلف الأجهزة، سواء على الهواتف أو الحواسيب أو الأجهزة اللوحية، فاعتماد تصميم Material 3 Expressive في متصفح كروم يعني أن باقي التطبيقات ستحصل على تحسينات مشابهة في الفترة المقبلة.

يتوقع محللون أن هذا التوجه سيؤدي إلى تقليل الفجوة البصرية بين منتجات جوجل المختلفة، ما يمنح المستخدمين شعورًا بالاستمرارية عند الانتقال من تطبيق إلى آخر، وهو ما ينعكس إيجابًا على تجربة الاستخدام العامة. 

كما يشير الخبراء إلى أن بعض الخصائص ستصل تدريجيًا إلى المستخدمين تبعًا لمنطقتهم ونوع الجهاز الذي يعملون عليه، نظرًا لأن الشركة تُفعّل التغييرات من خلال خوادمها بشكل متدرج.

في النهاية يعكس تحديث كروم 141 على أندرويد توجه جوجل نحو تقديم تجربة بصرية أكثر اتساقًا وراحة للمستخدمين، فهو ليس مجرد تحديث تجميلي، بل خطوة نحو جعل التفاعل مع الأجهزة اليومية أكثر سلاسة وهدوءًا. 

التفاصيل الصغيرة التي أضافتها جوجل قد تبدو غير ملحوظة للوهلة الأولى، لكنها تصنع فارقًا ملموسًا عند الاستخدام الطويل، وتجعل التصفح اليومي أكثر راحة وسرعة وانسيابية.