سوني تدخل سباق الكاميرات بدقة 200 ميجابكسل لتحدي سامسونج بقوة

تستعد شركة سوني للدخول بقوة إلى ساحة المنافسة في سوق مستشعرات الكاميرات المخصصة للهواتف الذكية، بعد أن ظلت تركز لسنوات على تطوير حساسات بدقة 50 ميجابكسل، إذ تعمل الشركة الآن على إطلاق أول مستشعر بدقة 200 ميجابكسل يحمل اسم LYT-910، في خطوة واضحة لتحدي التفوق الذي تملكه سامسونج منذ أن قدمت أول مستشعر بهذا الحجم في هاتف Motorola Edge 30 Ultra ثم في Galaxy S23 Ultra.

تفاصيل المستشعر

كشف المسرب التقني FeniBook عن أولى المعلومات الدقيقة حول مستشعر سوني الجديد، موضحًا أنه يأتي بحجم 1/1.11 بوصة مع حجم بكسل يبلغ 0.7 ميكرومتر، ما يجعله من بين أكبر المستشعرات المتوفرة في السوق حاليًا. 

وسيتيح المستشعر للمستخدمين إمكانية التقاط الصور بدقة 200 ميجابكسل كاملة، أو بدقة 50 ميجابكسل باستخدام تقنية دمج البكسلات Pixel Binning التي تعمل على تحسين جودة الصورة في ظروف الإضاءة المنخفضة.

ويعتمد المستشعر الجديد على تقنية الاقتصاص داخل المستشعر In-sensor Crop التي تمنح المستخدم ميزة التكبير البصري حتى 4x دون فقدان التفاصيل، وهي ميزة تجعل الصور أكثر وضوحًا في اللقطات البعيدة وتقلل الحاجة إلى العدسات المساعدة في الهواتف الرائدة. 

كما أكدت التسريبات أن المستشعر سيوفر أداءً متقدمًا في التصوير الديناميكي HDR بفضل نطاق ديناميكي يتجاوز 100 ديسيبل، ما يعني قدرة أكبر على موازنة الإضاءة بين المناطق المضيئة والمعتمة في المشهد.

أداء الفيديو

ومن المتوقع أن يقدم مستشعر LYT-910 أداءً قويًا في تسجيل الفيديو، إذ تشير التسريبات إلى أنه سيدعم تصوير مقاطع 4K بسرعة 120 إطارًا في الثانية، وبدقة 8K بسرعة 30 إطارًا في الثانية مع دعم تقنية HDR، ما يمنح الهواتف المزودة به قدرة على منافسة الكاميرات الاحترافية في تسجيل اللقطات عالية الوضوح. 

كما ستتيح سوني من خلال هذا المستشعر تحقيق تدرجات ألوان أكثر دقة واستجابة أسرع في ظروف التصوير الصعبة.

ورغم أن الشركة لم تعلن رسميًا عن موعد الإطلاق، فإن تقارير تقنية متعددة تتحدث عن إمكانية ظهوره لأول مرة في هواتف OPPO Find X9 Ultra وVivo X300 Ultra خلال العام القادم، ما يؤكد استمرار سوني في بناء شراكات قوية مع الشركات الصينية التي تعتمد على مستشعراتها في معظم هواتفها الرائدة.

مقارنة مع سامسونج

وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار سامسونج في تطوير مستشعراتها الخاصة من سلسلة ISOCELL، إذ يُعد مستشعر ISOCELL HP1 بحجم 1/1.22 بوصة أول مستشعر بدقة 200 ميجابكسل في السوق، تلاه ISOCELL HP2 بحجم 1/1.4 بوصة الذي استُخدم في Galaxy S24 Ultra وحقق أداءً قويًا من حيث التفاصيل وتوازن الألوان. 

كما أطلقت سامسونج مستشعرًا جديدًا تحت اسم ISOCELL HP5 يتميز بحجم بكسل يبلغ 0.5 ميكرومتر، ليصبح الأصغر عالميًا في فئته من حيث دقة البنية وتكامل التصميم.

وفي الوقت نفسه، تعمل سامسونج على تطوير مستشعر آخر يعرف باسم ISOCELL HPB المخصص لكاميرات التقريب في هواتف مثل Vivo X300 Pro، مما يعكس استمرارها في تقديم حلول متعددة الاستخدامات تتناسب مع مختلف احتياجات المصنعين.

ورغم ذلك، فإن دخول سوني هذا المجال بدقة 200 ميجابكسل يمثل تحولًا لافتًا في سوق المستشعرات، إذ تعتمد معظم الهواتف الرائدة من شاومي وأوبو وفيفو على حساسات سوني بدقة أقل، ما يجعل LYT-910 خطوة استراتيجية لإعادة التوازن في المنافسة التقنية مع سامسونج التي ظلت تهيمن على هذا المجال منذ عام 2022.

ويُتوقع أن تحتفظ سامسونج بمستشعرها ISOCELL HP2 في الجيل القادم من أجهزتها، حيث من المرجح أن يأتي Galaxy S26 Ultra به، بينما ستركز سوني على تسويق مستشعرها الجديد للشركات التي تبحث عن تكنولوجيا تصوير احترافية دون الاعتماد على منافس مباشر في السوق.

في النهاية، يبدو أن عام 2025 سيشهد مواجهة مباشرة بين اثنين من أكبر الأسماء في عالم تقنيات التصوير، حيث تراهن سوني على خبرتها في إنتاج الحساسات البصرية الدقيقة، بينما تواصل سامسونج الدفاع عن موقعها الريادي بالابتكار والتطوير المستمر، لتبقى النتيجة النهائية في يد المستخدم الذي سيحصل على كاميرات هواتف تقدم أداءً يقترب من الكاميرات الاحترافية في الدقة والوضوح والسرعة.