هواوي تكشف ملامح أول هاتف رباعي الطي وتؤكد خططها المستقبلية

في خطوة جديدة تعزز مكانتها في سوق الأجهزة القابلة للطي، تحدث “هي غانغ” الرئيس التنفيذي لقطاع المنتجات الاستهلاكية في شركة هواوي عن نية الشركة إطلاق المزيد من الأجهزة المبتكرة خلال الفترة المقبلة، ملمحا إلى أن هاتفًا جديدًا بأربع طيات قد يرى النور في عام 2026، ليكون استمرارًا لتفوق الشركة في هذا المجال الذي تتصدره منذ سنوات.

ابتكار مستمر

أوضح “هي غانغ” خلال فعالية خاصة عقدتها الشركة في 25 أكتوبر بعنوان “لقاء غرفة المعيشة لعشاق هواوي”، والتي شارك فيها لاعب تنس الطاولة الأولمبي “ما لونغ”، أن ما قدمته هواوي حتى الآن لا يمثل سوى بداية الطريق، مؤكدا أن العام المقبل سيشهد طرح أجهزة جديدة بتصميمات وتقنيات غير مسبوقة، وهو ما يعكس ثقة الشركة في قدرتها على قيادة سوق الهواتف القابلة للطي رغم المنافسة القوية.

وخلال الجلسة، أجاب “هي غانغ” عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها المستخدمون حول مستقبل هواتف هواوي القابلة للطي، وكان أبرزها سؤال عن نية الشركة تطوير نسخة جديدة من هاتفها القابل للطي ثلاثي المفاصل أو الانتقال مباشرة إلى إطلاق هاتف رباعي الطي.

براءة اختراع جديدة

ورد “هي غانغ” بأن الشركة تواصل العمل على تقديم منتجات مبتكرة تتجاوز التوقعات، مؤكدا أن بعض التفاصيل لا يمكن الكشف عنها في الوقت الحالي، لكنه أشار بوضوح إلى أن “المفاجآت التقنية قادمة”. 

وقد دعم هذا التلميح ما ظهر في سجلات مكتب براءات الاختراع الصيني، حيث تقدمت هواوي مؤخرا بطلب رسمي لتسجيل براءة اختراع لهاتف قابل للطي بأربع جهات، تحت عنوان “طريقة العرض، والجهاز الإلكتروني، والوسيط القابل للقراءة والتخزين”.

وتشير هذه البراءة إلى تركيز الشركة على تطوير تقنيات عرض متقدمة تتيح طي الشاشة في أكثر من اتجاه، وهو ما قد يفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة التي تجمع بين الهاتف واللوحي في تجربة واحدة. 

ومع ذلك، شدد الخبراء على أن تسجيل براءة اختراع لا يعني بالضرورة إطلاق منتج فعلي، لكنه يوضح بجلاء التوجه البحثي الذي تسير فيه الشركة.

تحديات التقنية

ورغم التوقعات الكبيرة حول الهاتف رباعي الطي، لا تزال التحديات التقنية تمثل عقبة أمام التنفيذ التجاري، فقد كشف “هي غانغ” خلال الحوار أن تطوير الأجهزة القابلة للطي يتطلب توازنا دقيقا بين المتانة، والسُمك، وسلاسة المفصلات، وهي معايير معقدة تحتاج إلى سنوات من الاختبار والتحسين. 

وأكد أن هواوي استثمرت بشكل كبير في هذا المجال عبر فرق بحث وهندسة مخصصة لتقنيات المفاصل المتعددة.

وعند سؤاله عن أصعب التحديات التي واجهت الشركة خلال العام الحالي، قال “هي غانغ” إنه يعمل في هواوي منذ أكثر من عقدين، وخاض العديد من المراحل التطويرية، لكنه اعتبر أن بناء نظام التشغيل الخاص بالشركة وتأسيس منظومة بيئية متكاملة من التطبيقات والخدمات كان التحدي الأكبر على الإطلاق، إذ استغرق وقتا وجهدا ضخما لتوفير بديل متكامل ومستقل عن أنظمة التشغيل المنافسة.

ورغم التحديات، تواصل هواوي تعزيز حضورها العالمي في قطاع الأجهزة الذكية، مستفيدة من خبرتها في تصميم الشاشات المرنة ومعالجات الصور وتقنيات البطاريات. 

وقد أثبتت تفوقها فعليا بإطلاقها هاتف “Mate XTs” ثلاثي الطي، الذي يعد الأول من نوعه في الأسواق، ما جعلها الشركة الوحيدة التي وصلت إلى هذه المرحلة من التطوير التجاري في عالم الأجهزة القابلة للطي.

ويؤكد هذا الإنجاز أن هواوي لا تكتفي بالمنافسة، بل تضع معايير جديدة في التصميم والأداء، خصوصا وأن أجهزتها الأخيرة أظهرت قدرة فائقة على تحمل الطي المتكرر، إلى جانب كفاءة عالية في إدارة الطاقة، ما يمنحها ميزة تنافسية أمام الشركات الأخرى التي لا تزال في مراحل أولية من تطوير هذه التقنية.

ويبدو أن هواوي تتجه بثقة نحو عام 2026، مستندة إلى قاعدة تكنولوجية قوية وخطط بحثية طموحة، ومع تسارع الابتكار في عالم الهواتف الذكية، قد يكون الهاتف رباعي الطي هو الخطوة التالية التي تعيد رسم شكل السوق العالمية مجددا.