سامسونج تجهز لإطلاق أول هاتف ثلاثي الطي في خمس دول فقط

تتجه شركة سامسونج إلى مرحلة جديدة في عالم الأجهزة القابلة للطي، إذ تستعد لإطلاق هاتفها المنتظر الذي يمكن طيه ثلاث مرات، في خطوة تسعى من خلالها لاختبار مدى تقبّل السوق لتصميم مختلف جذرياً عن سلسلة Galaxy Z Fold المعتادة، ويبدو أن الشركة اختارت استراتيجية إطلاق محدودة تشمل خمس دول فقط من بينها دولة عربية واحدة.

بحسب تغريدة نشرها المسرّب الشهير إيفان بلاس على منصة X، فإن الهاتف الجديد سيُطرح في كوريا الجنوبية والصين وسنغافورة وتايوان وربما الإمارات العربية المتحدة، بينما لن يتوفر في الأسواق الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا وكندا، وهي خطوة فاجأت كثيرين ممن توقعوا طرح الهاتف في الأسواق الأمريكية أولاً.

الأسواق المحدودة

تُعرف سامسونج بسياستها الحذرة عند تقديم تصاميم جديدة، إذ تفضل في البداية إطلاقها في أسواق محددة قبل التوسع لاحقاً، ويبدو أن هذا النهج مستمر مع الهاتف الجديد ثلاثي الطي، خصوصاً بعد التجربة السابقة مع هاتف Galaxy Z Fold 6 SE الذي أُطلق حصرياً في كوريا الجنوبية والصين.

تشير التقارير إلى أن سامسونج ستنتج فقط خمسين ألف وحدة من هذا الهاتف، وهو رقم محدود يعكس مدى تحفظ الشركة وتوقعها لمبيعات أولية منخفضة، وقد يرجع ذلك إلى تكلفة الإنتاج العالية وتعقيد التصميم الداخلي الذي يجعل من الصعب تصنيع الجهاز على نطاق واسع.

التقنية والتصميم

الهاتف الجديد سيُطوى في نقطتين بدلاً من واحدة، ما يمنحه قدرة على التحول إلى شاشة كبيرة أقرب إلى جهاز لوحي عند الفتح الكامل، وهي ميزة يمكن أن تفتح الباب أمام استخدامات مختلفة في الإنتاجية والترفيه، وتعتبر هذه الخطوة أكبر تغيير في سلسلة الهواتف القابلة للطي من سامسونج منذ أول طراز صدر عام 2019.

ومن المتوقع أن يُعرض الجهاز خلال قمة APEC الشهر المقبل، ولكن تحت زجاج واقٍ يمنع الحضور من تجربته مباشرة، ما يدل على أن الشركة ما زالت تختبر بعض الجوانب التقنية أو ربما تخفي تفاصيل التصميم النهائي، وتشير تسريبات أخرى إلى أن الاسم التجاري للهاتف لم يُحسم بعد، إذ يُتداول بين Galaxy G Fold وMultifold 7، وقد تلجأ سامسونج إلى اسم جديد كلياً يواكب الطابع التجريبي للجهاز.

التسويق والتحديات

رغم أن سامسونج كانت قد أتمت تطوير خطوط الإنتاج منذ فترة، إلا أن التأجيل المتكرر لإطلاق الهاتف جاء نتيجة تردد داخلي بشأن جدوى هذا النوع من الأجهزة، خصوصاً أن أول هاتف قابل للطي للشركة واجه مشاكل في المبيعات عند طرحه، ومع ارتفاع السعر المتوقع الذي يصل إلى نحو 3000 دولار، يُتوقع أن يكون الطلب محدوداً في البداية.

ويرى محللون أن هذا السعر المرتفع قد يضع الهاتف في فئة موجهة لهواة التكنولوجيا والباحثين عن التميز التقني فقط، وليس للمستخدمين العاديين، كما أن طرحه في عدد محدود من الأسواق يمنح سامسونج فرصة لمراقبة ردود الأفعال وتحسين الجيل الثاني قبل التوسع العالمي، ويشير بعض الخبراء إلى أن نجاح أو فشل هذا الهاتف سيحدد مستقبل الأجهزة متعددة الطي في الصناعة بأكملها.

من ناحية المنافسة، تعد هواوي الشركة الوحيدة التي سبقت سامسونج في هذا المجال، بعد أن طرحت هاتفها Mate XTs ثلاثي الطي في الصين، لكن غيابه عن الأسواق العالمية وخاصة السوق الأمريكية جعل من تأثيره محدوداً، ما يمنح سامسونج فرصة لتقديم أول منتج ثلاثي الطي على نطاق دولي ولو بشكل جزئي.