تغييرات مفاجئة في سلسلة جالكسي إس 26 تربك خطط سامسونج المستقبلية

في تطور غير متوقع داخل أروقة العملاق الكوري سامسونج، كشفت تسريبات حديثة عن حالة من الارتباك تضرب خط إنتاج الشركة القادم من سلسلة Galaxy S26، بعد أن قررت سامسونج إعادة هيكلة تشكيلتها الرائدة وإلغاء بعض الطرازات التي كانت جزءًا من خططها المسبقة، وهو ما أدى إلى تأجيل مواعيد الإطلاق المنتظرة لكل من السلسلة الجديدة ونظام التشغيل المرافق لها One UI 8.5 المبني على أندرويد 16. 

وتأتي هذه التغييرات في وقت تعمل فيه سامسونج على تعزيز مكانتها التكنولوجية في ظل منافسة محتدمة مع أبل وشركات أخرى تسعى للهيمنة على سوق الهواتف الذكية في 2025.

إعادة هيكلة

بدأت القصة حينما أكد المسرّب التقني المعروف تارون فاتس عبر منصة X أن سامسونج قررت تأجيل إطلاق النسخة التجريبية من واجهة One UI 8.5 التي كانت مخصصة في الأساس لهواتف سلسلة Galaxy S25، مشيرًا إلى أن هذا القرار مرتبط مباشرة بخطط تطوير سلسلة Galaxy S26، فبدلًا من أن تتكون العائلة الجديدة من طرازات S26 Pro وS26 Edge وS26 Ultra كما كان متوقعًا، قررت سامسونج تغيير التشكيلة بالكامل لتضم فقط Galaxy S26 و**+Galaxy S26** وGalaxy S26 Ultra، وهو ما تسبب في إعادة ترتيب جدول الإنتاج وتعديل خطة الإعلان الرسمية للسلسلة التي كانت مقررة في يناير أو فبراير 2025 لتُرحّل الآن إلى مارس من العام نفسه.

هذه التغييرات، التي وُصفت بأنها “خلط للأوراق داخل سامسونج”، لم تقتصر على المنتجات فحسب، بل أثرت أيضًا على الجدول الزمني لتحديثات النظام، فإطلاق One UI 8.5 كان من المقرر أن يتم بالتوازي مع إطلاق سلسلة S26، إلا أن تأجيل الهواتف تسبب بدوره في تأجيل النظام، ما خلق فجوة في خارطة التحديثات البرمجية للشركة خلال النصف الأول من العام القادم.

برنامج مؤجل

ورغم هذه الاضطرابات، لم تتوقف سامسونج عن طرح التحديثات السابقة، فقد أطلقت مؤخرًا واجهتها الجديدة One UI 8.0 المبنية على نظام Android 16 لعدد واسع من الأجهزة. 

ويُعد هذا التحديث من أسرع وأضخم ما قدمته الشركة في تاريخها، إذ بدأ الإطلاق الرسمي في سبتمبر 2025 مع سلسلة Galaxy S25، ثم توسع لاحقًا ليشمل عشرات الهواتف والأجهزة اللوحية من الفئات المتوسطة والرائدة على حد سواء.

في الأسابيع الأخيرة فقط، وصل التحديث إلى هواتف Galaxy A33 وA53 وA73 الصادر عام 2022، إلى جانب أجهزة أخرى مثل Galaxy M56 وM35 وM53 وA35 وM15 5G وGalaxy Watch 7، ما يعكس التزام سامسونج الكبير بإيصال أحدث التحسينات البرمجية لمستخدميها في مختلف الفئات السعرية. 

كما شملت قائمة الأجهزة التي حصلت على التحديث سلسلة Galaxy S23 وS22 وS24، بالإضافة إلى الأجهزة القابلة للطي مثل Z Fold 6 وZ Flip 6، وهو ما جعل One UI 8 أحد أكثر الإصدارات انتشارًا في تاريخ واجهات سامسونج.

أداء مرتقب

ورغم النجاح الكبير الذي حققته واجهة One UI 8، فإن الأنظار الآن تتجه نحو One UI 8.5 المنتظر أن يقدم تحسينات إضافية في الأداء واستقرار النظام، إلى جانب ميزات جديدة في الذكاء الاصطناعي وتعدد المهام. 

ويُنتظر أن يُطلق هذا التحديث بالتزامن مع ظهور هاتف Galaxy S26 Ultra، الذي تؤكد التسريبات أنه سيكون “وحش أداء” بفضل معالجه الجديد وقدراته الرسومية المتقدمة، وإن كانت بعض المصادر قد حذرت من احتمال وجود جانب سلبي يتعلق باستهلاك الطاقة أو حرارة التشغيل نتيجة التطوير المكثف في العتاد.

من ناحية أخرى، تشير التقارير إلى أن سامسونج ستواصل الاعتماد على واجهة المستخدم الموحدة لتقديم تجربة أكثر سلاسة بين هواتفها وأجهزتها اللوحية مثل Galaxy Tab S10، التي تلقت بالفعل تحديث One UI 8 مع تحسينات في المهام المتعددة وتجربة القلم الذكي.

وبينما تواصل الشركة توسيع نطاق تحديثاتها لأجهزة السنوات الماضية مثل Galaxy S21 FE وZ Fold 4 وZ Flip 4، فإن الأنظار تتعلق الآن بالموعد الجديد لإطلاق سلسلة S26، التي من المتوقع أن تمثل نقطة تحول في استراتيجية سامسونج للعام القادم، سواء من حيث البرمجيات أو التصاميم أو تسعير الفئات الرائدة.

في النهاية، تعكس فوضى التغييرات في عائلة Galaxy S26 طبيعة المنافسة الشرسة التي تعيشها سوق الهواتف الذكية اليوم، حيث لم يعد هناك مجال للخطأ في التوقيت أو القرار، فكل تأجيل أو تعديل بسيط يمكن أن يغير موازين القوة في الصناعة بأكملها.