تصاعد المنافسة بين ون بلس وسامسونج يكشف تغير موازين القوة التقنية

تشهد سوق الهواتف الذكية العالمية تحولاً واضحًا، حيث تبرز الشركات الصينية مثل ون بلس وشاومي وفيفو كمنافسين حقيقيين لشركة سامسونج التي تواجه مرحلة دقيقة في مسارها بعد تراجع مبيعات سلسلة Galaxy S25، ويبدو أن عام 2025 سيكون عامًا مفصليًا يعيد ترتيب المشهد بين المصنعين الكبار، في ظل تقنيات متقاربة وأسعار أكثر جرأة من الجانب الصيني.

تواجه سامسونج صعوبات متزايدة، فقد كشفت التقارير أن مبيعات هاتف Galaxy S25 Ultra لم تحقق الأهداف المرسومة، وأن الطرازات الأخرى من السلسلة لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا من المستخدمين، الأمر الذي أدى إلى تأجيل تطوير بعض الموديلات مثل Galaxy S26 Edge وربما إلغائها بالكامل، ومع أن الشركة الكورية تستعد لإطلاق معالجها الجديد Exynos 2600، إلا أن المعلومات تشير إلى تأخير موعد طرح سلسلة Galaxy S26 من يناير إلى مارس، مما يمنح الشركات الصينية فرصة إضافية للسيطرة على السوق.

ون بلس 15

من أبرز المنافسين المتوقعين لهاتف سامسونج القادم، هاتف ون بلس 15، الذي يترقبه المستخدمون في الصين بنهاية أكتوبر، قبل طرحه عالميًا في نوفمبر، الهاتف يأتي بمواصفات قوية أبرزها بطارية سعتها 7300 مللي أمبير مع شحن سريع بقدرة 120 واط وشحن لاسلكي بقدرة 50 واط، إضافة إلى شاشة بمعدل تحديث 165 هرتز توفر سلاسة عالية في الاستخدام، وهو ما يضعه مباشرة في مواجهة Galaxy S26 Ultra، خاصة أن تصميمه الأنيق ولونه الأرجواني وخياراته المتنوعة تجعل منه خيارًا جذابًا للمستخدمين الذين يبحثون عن أداء متوازن وسعر تنافسي.

وتؤكد تسريبات داخلية أن الهاتف سيقدم أداءً مستقرًا في المهام الثقيلة، مع نظام تبريد مطور للحفاظ على كفاءة المعالج، كما تعمل ون بلس على تحسين واجهة المستخدم لتكون أسرع وأكثر استجابة، وهو توجه واضح نحو منافسة سامسونج في الجودة والتجربة البصرية.

فيفو X300 برو

في المقابل، تجهز فيفو لإطلاق هاتفها الجديد X300 برو في 30 أكتوبر، ويتوقع أن يحقق انتشارًا واسعًا نظرًا لجمعه بين الأداء القوي والكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، ورغم أن بطاريته قد تكون أقل من منافسيه بسعة 6510 مللي أمبير، إلا أن ما يميز هذا الهاتف فعلاً هو نظام التصوير المتطور الذي يعتمد على مستشعر رئيسي بدقة 50 ميجابكسل مع تثبيت بصري بمعيار CIPA 5.5، وعدسة تليفوتوغرافية بدقة 200 ميجابكسل باستخدام مستشعر ISOCELL HPB، بقدرة تكبير بصري تصل إلى 3.7x، إضافة إلى عدسة واسعة وأخرى أمامية بنفس الدقة، وهو ما يجعل تجربة التصوير قريبة جدًا من مستوى الكاميرات الاحترافية.

هذا التفوق في أنظمة الكاميرات يمثل تحديًا مباشرًا لسامسونج، التي رغم نيتها لاستخدام مستشعر رئيسي بدقة 200 ميجابكسل في Galaxy S26 Ultra، إلا أن الفروقات في التفاصيل والتثبيت وجودة الإضاءة قد تميل لصالح المنافسين الصينيين.

شاومي 17 برو

تدخل شاومي السباق عبر هاتفها الجديد 17 برو الذي يأتي بمعالج Snapdragon 8 Elite Gen 5، وكاميرا خلفية ثلاثية بدقة 50 ميجابكسل، وشاشة خلفية ذكية، وتصميم يجمع بين البساطة والتقنية المتقدمة، وتؤكد التسريبات أن الأداء الحراري والسرعة في المعالجة سيتفوقان على الإصدارات السابقة، مما يجعل الهاتف خيارًا مغريًا لمستخدمي هواتف الأندرويد المتقدمة، وخاصة في السوق الصينية التي تشكل أحد أهم معاقل المنافسة مع سامسونج.

ورغم أن سامسونج لا تزال تسيطر على حصص سوقية كبيرة عالميًا، إلا أن استمرارها في الاعتماد على تحسينات طفيفة في الأداء دون تطوير جذري قد يفتح الباب أمام الشركات الصينية لاكتساب ثقة المستخدمين في الأسواق الغربية أيضًا، خاصة أن الفارق في الأسعار بات محدودًا بينما الفارق في الابتكار بدأ يميل شرقًا.

تدرك سامسونج أن مستقبلها في الفئة العليا لم يعد مضمونًا كما كان، فمع كل جيل جديد من الهواتف الصينية تتقلص الفجوة في الأداء والتصميم والتصوير، وربما يكون العام المقبل بداية لمرحلة جديدة لا تتربع فيها سامسونج على القمة منفردة، بل تتقاسمها مع منافسين جدد قادمين من شنجن وشنغهاي.