الإمارات وقطر تتفوقان عالميًا ومصر تتراجع في سرعات الإنترنت المحمول

شهد تقرير “سبيد تيست” العالمي لشهر سبتمبر 2025 تغيرات ملحوظة في ترتيب الدول من حيث متوسط سرعات الإنترنت عبر الهاتف المحمول، حيث أظهر التقرير استمرار تفوق دول الخليج العربي في الصدارة العالمية، مقابل تراجع ترتيب مصر اثني عشر مركزًا لتستقر في المرتبة الثالثة والثمانين عالميًا بسرعة تنزيل بلغت 46.71 ميجابت في الثانية، رغم الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي الإنترنت عبر المحمول داخل السوق المصري، والذي وصل إلى أكثر من 90.6 مليون اشتراك نشط بنهاية يوليو 2025 مقارنة بـ88.5 مليون في يونيو، ما يعكس نمواً سنوياً يقدر بأكثر من عشرة ملايين مستخدم عن يوليو 2024.

تفوق خليجي

واصلت دول الخليج العربي السيطرة على قائمة الدول الأسرع عالميًا في سرعات الإنترنت عبر المحمول، إذ احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عالميًا بسرعة مذهلة بلغت 624.87 ميجابت في الثانية، تلتها قطر في المركز الثاني بسرعة 508.49 ميجابت.

وجاءت الكويت في المرتبة الثالثة بسرعة 411.75 ميجابت، لتؤكد المنطقة تفوقها الواضح في تطوير بنية الاتصالات الرقمية وتوسيع نطاق شبكات الجيل الخامس التي أصبحت معياراً رئيسياً في الأداء.

يرى محللون أن تصدر الإمارات وقطر يعكس حجم الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في البنية التحتية الرقمية خلال السنوات الأخيرة، حيث ركزت الدولتان على نشر شبكات الجيل الخامس بشكل واسع وتوفير تغطية شبه كاملة في المدن الكبرى والمناطق السكنية، وهو ما انعكس على جودة الاتصال وسرعة نقل البيانات، مما جعل التجربة الرقمية في تلك الدول نموذجاً يحتذى به عالمياً.

ترتيب عالمي

وجاءت البرازيل في المركز الرابع عالمياً بسرعة بلغت 243.62 ميجابت في الثانية، تلتها بلغاريا في المركز الخامس بسرعة 229.49 ميجابت، بينما احتلت البحرين المركز السادس بسرعة 227.59 ميجابت، ثم كوريا الجنوبية في المركز السابع بسرعة 227.07 ميجابت.

وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز التاسع بسرعة 191.40 ميجابت، مما يعكس استمرار تفوق دول الشرق الأوسط وآسيا في قائمة الدول الأسرع من حيث جودة الإنترنت عبر الهاتف المحمول.

ويشير التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط باتت اليوم من أكثر المناطق تطورًا في خدمات الإنترنت المحمول، بعد أن تحولت المنافسة بين دولها من مجرد تحسين السرعة إلى بناء منظومات رقمية شاملة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهو ما يعزز قدرتها على جذب الاستثمارات العالمية في مجالات التكنولوجيا والخدمات الرقمية الحديثة.

وضع مصر

أما في مصر، فقد أظهر التقرير أن البلاد لا تزال تواجه تحديات في تحسين جودة خدمات الإنترنت عبر المحمول رغم الزيادة في عدد المستخدمين، إذ تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تنفيذ خطط لتطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق خدمات الجيل الرابع والخامس، إلى جانب تعزيز كفاءة محطات الشبكات وتحسين سرعة الاستجابة، في محاولة لتقليل الفجوة بين مصر والدول المتقدمة في هذا المجال.

وتعكس الأرقام الحالية الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في شبكات الاتصالات المحلية وتحسين جودة الخدمة في المحافظات البعيدة والمناطق الريفية، إذ تشير بيانات شركات الاتصالات إلى أن متوسط الاستخدام اليومي للإنترنت عبر الهاتف المحمول ارتفع بشكل كبير خلال العام الأخير، مدفوعًا بتوسع التطبيقات التعليمية والتجارية والترفيهية التي تعتمد على الاتصال المستمر بالشبكة.

ويؤكد خبراء القطاع أن رفع ترتيب مصر في تصنيفات “سبيد تيست” خلال الفترات المقبلة يتطلب التركيز على نشر خدمات الجيل الخامس بشكل أوسع، وزيادة قدرات البنية التحتية بما يتناسب مع عدد المستخدمين المتزايد، إلى جانب تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص لتسريع وتيرة التحول الرقمي.

وفي الوقت الذي تحافظ فيه الإمارات وقطر على موقع الصدارة، تستمر مصر في مساعيها لتحسين جودة الاتصال والوصول إلى سرعات أعلى خلال السنوات القادمة، بما يواكب التحولات الرقمية في المنطقة والعالم، ويعزز مكانتها كمركز إقليمي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.