OpenAI تفتح محتوى للبالغين عبر ChatGPT وسط جدل واسع

أعلنت شركة OpenAI عن خطة جديدة تسمح للمستخدمين البالغين، بعد التحقق من أعمارهم، بالوصول إلى محتوى مخصص للبالغين عبر روبوت المحادثة ChatGPT، مؤكدة أن الهدف هو “معاملة البالغين كبالغين” مع الالتزام بضوابط السلامة الرقمية، وهو ما أشعل جدلًا واسعًا بين المهتمين بالتقنيات، والمحللين الذين يتابعون تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المجتمع.

التأثير النفسي

يأتي القرار في وقت يزداد فيه النقاش حول التأثيرات النفسية والاجتماعية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد انتشار ما يعرف بـ"ذهان الذكاء الاصطناعي"، وهي حالة مرتبطة بالتفاعل الطويل مع روبوتات المحادثة.

ويرى خبراء أن خطوة OpenAI تهدف لمجاراة المنافسة من شركات أخرى مثل xAI التابعة لإيلون ماسك، التي طرحت روبوتات دردشة تتسم بجرأة أكبر في طبيعة المحتوى وطريقة التفاعل.

روبوتات عاطفية

تكشف البيانات عن اتجاه عالمي متزايد نحو روبوتات المحادثة العاطفية أو الرومانسية، إذ أظهرت دراسة لهارفارد بيزنس ريفيو أن غالبية المشاركين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لأغراض الرفقة أو الدعم النفسي.

كما أظهرت بيانات ARK Invest أن المنصات المخصصة للبالغين استحوذت على 14.5% من السوق العالمية العام الماضي، بعد أن لم تتجاوز نسبتها 1.5% في العام السابق، لتنافس منصات مثل OnlyFans، بينما تطلق شركات أخرى مثل Character.ai وReplika أدوات مشابهة لتقديم تجربة عاطفية أو جنسية للمستخدمين.

مخاوف الأطفال

أثارت الخطوة مخاوف منظمات حماية الأطفال، التي حذرت من احتمالية تسرب المحتوى إلى المراهقين رغم أنظمة التحقق من الأعمار، فيما أبدى المستثمر مارك كوبان قلقه من أن هذه الخطوة قد تؤثر سلبًا على ثقة أولياء الأمور في الأمان الرقمي.

كما بدأت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية تحقيقًا حول تعامل روبوتات الدردشة مع المستخدمين القُصّر، بينما يناقش مشرعون في عدة ولايات قوانين لتنظيم محتوى البالغين داخل الذكاء الاصطناعي.

أكدت OpenAI أنها تعمل على تطوير نظام دقيق للتحقق من عمر المستخدمين، لمنع من هم دون الثامنة عشرة من الوصول للمحتوى غير الملائم.

وأوضح سام ألتمان أن الشركة "لا تسعى لأن تكون شرطة أخلاقية للعالم"، لكنها تضع السلامة النفسية للمستخدمين على رأس أولوياتها، مع تحقيق التوازن بين حرية البالغين وحماية الفئات الأصغر، وضمان بيئة آمنة ومسؤولة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.