سامسونج تفاجئ العالم بهاتف ثلاثي الطيات يجمع بين الابتكار والرفاهية التقنية

في خطوة جديدة تؤكد ريادتها في عالم الأجهزة الذكية، كشفت شركة سامسونج للإلكترونيات للمرة الأولى عن النموذج الفعلي لهاتفها الذكي "Tri-Fold Phone"، وهو أول هاتف ثلاثي الطيات في تاريخها، وذلك خلال قمة الرؤساء التنفيذيين لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC). 

وجاء الإعلان ضمن فعالية K-Tech Showcase التي أقيمت في Air Dome داخل متنزه غيونغجو إكسبو بارك في كوريا الجنوبية، حيث أزاحت سامسونج الستار عن ابتكارها الجديد الذي جذب أنظار قادة التكنولوجيا والإعلام العالمي.

تصميم ثوري

يختلف الهاتف الجديد عن جميع الهواتف القابلة للطي التي سبقته، إذ يمتلك مفصلين بدلاً من واحد، ما يسمح بطي الشاشة مرتين لتتحول من شكل هاتف ذكي إلى جهاز لوحي مصغر خلال لحظات.

وقد كشفت الصور المعروضة عن تصميم مميز يجمع بين النحافة والمتانة، في حين جاءت نسبة الشاشة أعرض أفقياً مقارنة بالارتفاع، لتمنح المستخدم تجربة مشاهدة أقرب إلى الأجهزة اللوحية، مع توزيع متناسق للشاشات الثلاث الخارجية التي تُطوى جنباً إلى جنب لتشكل واجهة متصلة أنيقة.

ورغم الحماس الكبير الذي أثاره الهاتف، إلا أن سامسونج لم تسمح للحضور بلمسه أو تجربته فعلياً، إذ اكتفت بعرضه داخل صندوق زجاجي شفاف، ما زاد من غموض التصميم الداخلي وآلية الطي المعقدة، لكن الصور التي سُربت من الفعالية أظهرت مدى التطور في المفصلات وحواف العرض الرفيعة التي تكشف عن مستوى متقدم من الدقة الهندسية.

شاشة مذهلة

وفقاً للمعلومات الرسمية، يبلغ قياس الشاشة الخارجية نحو 6.5 بوصات، وهو حجم مشابه لهواتف سلسلة Galaxy Fold السابقة، بينما يصل حجم الشاشة الكاملة عند فتح الهاتف بالكامل إلى 10 بوصات تقريباً، ما يجعله بديلاً عملياً للأجهزة اللوحية الصغيرة. 

وتؤكد الشركة أن المواد المستخدمة في تصنيع الشاشة هي من الجيل الأحدث للزجاج المرن المقاوم للخدوش، وهو ما يضمن متانة أكبر وقدرة أعلى على تحمل الطي المتكرر دون تلف.

كما يُتوقع أن يدعم الهاتف تقنيات العرض المتقدمة مثل Dynamic AMOLED 2X مع معدل تحديث يبلغ 120 هرتز، لتوفير تجربة استخدام سلسة أثناء التنقل بين أوضاع الشاشة المختلفة. 

ويأتي ذلك ضمن رؤية سامسونج لتقديم مفهوم جديد للهاتف القابل للطي يجمع بين الإنتاجية والترفيه في جهاز واحد، يتيح للمستخدم تعدد المهام ومشاهدة المحتوى بدقة عالية في الوقت نفسه.

إطلاق محدود

رغم الضجة الإعلامية التي صاحبت الكشف عن الهاتف، تشير التوقعات إلى أن الإطلاق الأولي سيكون محدوداً، إذ يُقدر أن يتراوح عدد الوحدات المنتجة بين 50,000 و100,000 وحدة فقط، مع اقتصار التوفر على أسواق محددة مثل كوريا الجنوبية والصين، وهما السوقان اللذان يشهدان اهتماماً متزايداً بالأجهزة القابلة للطي. 

وتشير تقارير تقنية إلى أن سعر الجهاز قد يبلغ نحو 3000 دولار أمريكي، وهو ما يعكس الفئة الفاخرة التي تستهدفها سامسونج من خلال هذا الابتكار.

ويرى خبراء الصناعة أن الشركة لا تهدف من خلال هذا الهاتف إلى تحقيق مبيعات ضخمة بقدر ما تسعى إلى تعزيز صورتها كعلامة رائدة في الابتكار التقني، خاصة في ظل المنافسة المتصاعدة مع شركات مثل هواوي وشاومي في هذا القطاع المتنامي. 

وذكر أحد المصادر من داخل قطاع التكنولوجيا أن “سوق الهواتف القابلة للطي يشهد تباطؤاً في النمو، وسامسونج تحاول استعراض قوتها التقنية عبر تنويع منتجاتها وابتكار مفاهيم جديدة تجذب المستخدمين الباحثين عن التجربة المميزة.”

تجدر الإشارة إلى أن شركة هواوي كانت قد سبقت سامسونج في إطلاق أول هاتف Tri-Fold في العالم تحت اسم Mate XT في سبتمبر من العام الماضي، قبل أن تقدم الجيل الثاني منه Mate XTs مطلع الشهر الماضي، ما يضع المنافسة بين العملاقين في أوجها مع كل جيل جديد من الهواتف الذكية القابلة للطي. 

ومع هذا الكشف المثير، يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً محورياً في رسم ملامح مستقبل الأجهزة الذكية متعددة الطيات، حيث تحاول كل شركة أن تثبت أنها صاحبة الريادة في الجمع بين الابتكار، والجمال، والتجربة التقنية الكاملة.