شاومي تتبنى سياسة دعم ممتد لهواتفها الذكية حتى خمس سنوات كاملة

تواصل شركة شاومي الصينية تعزيز مكانتها في سوق الهواتف الذكية العالمي من خلال خطوة جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين على المدى الطويل، إذ أعلنت الشركة رسميًا عن تبنيها لسياسة دعم موسّعة تشمل تحديثات النظام والأمان لعدد كبير من أجهزتها الحديثة، في خطوة وُصفت بأنها من بين أهم التحولات في تاريخ الشركة منذ تأسيسها، وجاء هذا الإعلان ليؤكد التزام شاومي بتقديم منتجات تجمع بين الأداء العالي والاستمرارية التقنية.

دعم موسّع

تُعد مسألة مدة الدعم البرمجي من القضايا الحساسة لدى مستخدمي الهواتف الذكية، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على الأجهزة في مختلف نواحي الحياة اليومية، فقد أدركت شاومي أن بقاء الأجهزة دون تحديثات أمنية أو تطويرات للنظام بعد مرور عامين فقط، يُضعف من ثقة المستخدمين بها ويعرّضهم لمخاطر رقمية محتملة، لذلك قررت الشركة رفع سقف التزامها لتوفير دعم يصل إلى خمس سنوات كاملة للأنظمة، وأربع سنوات لتحديثات الأمان.

ويبدو أن الشركة الصينية استلهمت تجربتها من منافسيها الكبار مثل سامسونج وجوجل، اللتين أصبحتا تقدمان دعمًا يصل إلى سبع سنوات لبعض الأجهزة الرائدة، لكن شاومي تسعى لتطبيق نهج عملي ومتوازن، يضمن حصول فئات متعددة من المستخدمين على الدعم، سواء كانوا من مقتني الهواتف الاقتصادية أو الرائدة.

خطوة استراتيجية

بحسب ما نشرته الشركة عبر مركز أمن شاومي Xiaomi Security Center ضمن قسم "Android Enterprise Recommended (AER) Seal"، فإن السياسة الجديدة لن تكون مجرد حملة دعائية لزيادة المبيعات، بل التزامًا فعليًا تُوثّقه الشركة بوضوح على موقعها الرسمي، وأوضحت أن الأجهزة الجديدة مثل Xiaomi 15T وXiaomi 15 Ultra وRedmi 15 5G ستكون ضمن أولى الهواتف التي ستستفيد من هذه الخطوة، إلى جانب Redmi Pad 2 Pro وRedmi Note 13 Pro وغيرها من الطرازات التي تم إطلاقها مؤخرًا.

ووفقًا للمواصفات التي نشرتها الشركة، فإن الأجهزة المؤهلة ستحصل على أربعة تحديثات رئيسية لنظام التشغيل أندرويد، مع تحديثات أمان شهرية تمتد لعام إضافي، ما يعني أن الهاتف الذي يبدأ بنظام أندرويد 16 سيصل إلى أندرويد 21 خلال دورة حياته، هذه الميزة تمنح المستخدمين ثقة أكبر في استمرارية أجهزتهم وتقلل من الحاجة إلى الترقية المبكرة لهواتف جديدة.

التزام شاومي

ترى شاومي أن هذه الخطوة لا تعكس فقط التزامها تجاه المستخدمين، بل تمثل أيضًا رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز صورة العلامة التجارية كمنافس قوي في فئة الهواتف طويلة الأجل، وهي خطوة تأتي بعد سنوات من الانتقادات التي وُجّهت إليها بسبب محدودية الدعم لأجهزتها ذات الأسعار المنخفضة.

وتطمح الشركة إلى أن تصبح السياسة الجديدة معيارًا عامًا في منظومتها، بحيث يحصل المستخدم على تجربة موحدة سواء اشترى هاتفًا من فئة Redmi الاقتصادية أو من سلسلة Xiaomi Ultra الرائدة، وقد أشارت مصادر داخلية إلى أن هذا التغيير جاء بعد دراسة شاملة لتوجهات السوق العالمية، وارتفاع الطلب على الأجهزة التي تحافظ على قيمتها التقنية لفترة أطول.

في الوقت نفسه، شددت شاومي على أن توسيع الدعم لا يعني رفع الأسعار بشكل مباشر، بل سيتم تحقيق التوازن عبر تحسين كفاءة البرمجيات وتقليل الفجوة بين الأجهزة القديمة والجديدة، ما يعزز استدامة منتجاتها في سوق يشهد منافسة شرسة من الشركات الكورية والأمريكية.

ومن المنتظر أن تبدأ الشركة بتطبيق السياسة تدريجيًا مع بداية العام المقبل، على أن تُعلن لاحقًا عن قائمة كاملة تضم الأجهزة المؤهلة، لتصبح هذه الخطوة نقطة تحول حقيقية في طريقة تعامل شاومي مع قاعدة مستخدميها حول العالم، وخصوصًا في الأسواق الآسيوية والأوروبية التي تُعد الأكثر اعتمادًا على منتجاتها.