جوجل تكشف النقاب عن نموذج ثوري لنظارات الأندرويد XR بشراكة ممتدة مع ماجيك ليب

كشفت شركة «جوجل» عن نموذج أولي جديد لنظارات تعمل بنظام «Android XR»، ضمن عرض تقديمي جمع بين قادة الشركة ونظرائهم من «ماجيك ليب». 

هذا الإعلان لم يكن مجرد استعراض لتقنية واعدة، بل إشارة واضحة إلى أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي يُعيد رسم حدود التفاعل البشري مع العالم الرقمي، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي بالواقع المعزز في تجربة متكاملة وغير مسبوقة.

شراكة ممتدة

لم يكن إطلاق هذا النموذج وليد اللحظة، بل امتدادًا لشراكة بدأت عام 2024 بين «جوجل» و«ماجيك ليب»، عندما أعلنت الشركتان عن تعاونهما لتطوير نظارات الواقع المعزز وتصنيعها. 

واليوم، تُعلن «جوجل» عن تمديد هذه الشراكة لثلاث سنوات إضافية، في خطوة تؤكد ثقتها في رؤية «ماجيك ليب» وخبرتها في هذا المجال. 

وأوضح تقرير لموقع «Android Central» أن النظارات التي كُشف عنها ليست منتجًا نهائيًا، بل نموذجًا مرجعيًا يُحدد معايير تصميم نظام «Android XR» الأوسع، الذي تسعى جوجل لترسيخه كمحور رئيسي في منظومتها المستقبلية.

ويأتي هذا التطور بعد أن فُتح باب نظام أندرويد لتقنيات الواقع الممتد هذا الشهر، مع إطلاق نظارة «Galaxy XR» من «سامسونج»، ما يشير إلى أن المنافسة في سوق الواقع المختلط بدأت تأخذ منحى جديدًا، يُبشّر بسباق تقني محموم بين كبريات الشركات.

تقنيات متقدمة

النموذج الذي قدمته «جوجل» بالتعاون مع «ماجيك ليب» يُجسّد تزاوجًا هندسيًا بين مكونات من الشركتين، إذ تعتمد النظارات على أدلة الموجات والعدسات الخاصة بـ«ماجيك ليب»، إلى جانب تقنية الإضاءة المتطورة للشاشات «Raxium microLED» من «جوجل»، هذه التركيبة تتيح عرض صور فائقة الدقة ضمن إطار خفيف الوزن، ما يجعل ارتداء النظارات مريحًا لفترات طويلة، دون التضحية بجودة التجربة البصرية أو الأداء.

وخلال العرض التقديمي، قدّم كل من روس روزنبرج الرئيس التنفيذي لـ«ماجيك ليب»، وجاد ميسكيل نائب الرئيس الأول، وجاستون باين المدير الأول لإدارة منتجات الواقع الممتد في «جوجل»، لمحة عن ما يمكن أن تحققه هذه التقنية في حياتنا اليومية. 

وأكد شهرام إيزادي، نائب رئيس قسم تقنيات الواقع الممتد في «جوجل»، أن دقة عدسات «ماجيك ليب» تُساهم في جعل الطبقات الرقمية تبدو وكأنها جزء من العالم الواقعي، مشيرًا إلى أن النظارات تحتوي على كاميرات وميكروفونات مدمجة وشاشات عرض دقيقة داخل العدسات، ما يمنح المستخدم القدرة على طرح الأسئلة أو التفاعل مع محيطه بطريقة طبيعية تمامًا.

تجربة تفاعلية

خلال العرض، تم تقديم سلسلة من التجارب الحية التي أبرزت كيف يمكن للنظارات أن تغيّر طريقة تعامل الإنسان مع المعلومات، ففي أحد الأمثلة، ظهر مستخدم يسير في الشارع ويسأل عن تفاصيل المباني والمتاجر المحيطة، لتظهر الإجابات مباشرة أمام عينيه بوضوح مذهل. 

وفي مثال آخر، ساعد نظام الذكاء الاصطناعي «جيميني» المستخدم على اختيار سجادة داخل متجر، بعد تحليل الأنماط والألوان وتقديم اقتراحات تناسب ذوقه، مما يعكس تطور قدرات التحليل البصري للنظام.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد أظهر العرض كيف يمكن للنظارات أن تتحول إلى مساعد ذكي في مجالات ترفيهية مثل الرياضة، إذ قدمت للمستخدم نصائح تقنية أثناء ممارسة لعبة الجولف، لتصحح أخطاءه بناءً على تحليل تسديداته، هذه الاستخدامات المتنوعة تُبرز كيف يمكن دمج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تفاصيل الحياة اليومية بطريقة تبدو أكثر سلاسة من الاعتماد على الهاتف أو الأجهزة التقليدية.

ومع استمرار «جوجل» في استثمارها في قطاع الواقع الممتد، يبدو أنها تراهن على أن «Android XR» سيكون الخطوة التالية لتوحيد تجارب المستخدمين بين العالمين الواقعي والرقمي، لتصبح النظارات الذكية منصة المستقبل التي تُعيد تعريف معنى الاتصال والمعلومات.