واتساب يمنح مستخدميه سيطرة كاملة على التخزين عبر تحديث جديد ذكي

أعلن تطبيق "واتساب" عن تطوير ميزة طال انتظارها تتيح للمستخدمين إدارة مساحة التخزين بطريقة أكثر دقة وسلاسة، إذ ستسمح الميزة الجديدة بإدارة كل محادثة على حدة من خلال خيار مبتكر يحمل اسم "إدارة التخزين"، ليتمكن المستخدم من معرفة حجم البيانات التي تشغلها كل دردشة، وحذفها أو التحكم فيها بسهولة. 

هذا التحديث المنتظر يأتي في وقت يعاني فيه كثير من المستخدمين من مشكلة امتلاء الذاكرة بسبب الصور ومقاطع الفيديو التي تتراكم في الخلفية دون إدراك.

تحكم جديد

بحسب ما كشفه موقع WABetaInfo المتخصص في تتبع تحديثات واتساب، فإن الميزة ظهرت بالفعل في نسخة تجريبية حديثة من التطبيق، ما يشير إلى قرب إطلاقها رسميًا لجميع المستخدمين خلال الأسابيع المقبلة. 

وتعد هذه الخطوة استجابة مباشرة لشكاوى متكررة من المستخدمين حول صعوبة تنظيف بيانات المحادثات القديمة أو الضخمة دون التأثير على باقي المحادثات، فبدلًا من الاعتماد على صفحة إدارة التخزين العامة التي تجمع كل الملفات في مكان واحد، أصبح بإمكان المستخدم الآن التحكم في كل دردشة على حدة، ما يمنح مرونة وسرعة في التعامل مع الملفات غير الضرورية.

تجربة مبسطة

في الوضع الحالي، يحتاج المستخدم للانتقال إلى إعدادات واتساب، ثم إلى "التخزين والبيانات" ومنها إلى "إدارة التخزين" لمراجعة إجمالي المساحة التي يستخدمها التطبيق، لكن هذه الواجهة لا تقدم تفاصيل دقيقة حول حجم الملفات في كل محادثة على حدة، مما يجعل من الصعب تحديد مصدر المشكلة أو المحادثة التي تستهلك أكبر مساحة. 

ومع التحديث الجديد، سيظهر الخيار داخل صفحة معلومات أي دردشة، سواء كانت فردية أو جماعية، حيث يمكن للمستخدم رؤية الحجم الكامل للوسائط المخزنة مثل الصور ومقاطع الفيديو والملفات الصوتية والمستندات. 

ومن هناك، يستطيع حذف الملفات الكبيرة مباشرة أو تحديد نوع معين من البيانات لإزالته دون المساس ببقية المحتوى.

إدارة مرنة

التحديث الجديد لا يقتصر فقط على تقليل الفوضى في مساحة الهاتف، بل يمثل نقلة نوعية في طريقة تعامل واتساب مع البيانات، إذ يمنح المستخدمين سيطرة أكبر على ما يحتفظون به داخل التطبيق، فالكثيرون يعانون من تكدس ملفات متكررة مثل مقاطع "صباح الخير" أو الصور الدعائية التي تتداولها المجموعات، ومع مرور الوقت تستهلك هذه البيانات قدرًا كبيرًا من ذاكرة الهاتف، ما يؤدي إلى بطء الأداء وصعوبة تثبيت تطبيقات جديدة، لذا فإن هذه الميزة الجديدة تمثل حلاً عمليًا لتلك المشكلة المزمنة، خاصة للمستخدمين الذين يعتمدون على الهواتف ذات السعة التخزينية المحدودة.

إضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن واتساب قد يعمل على تطوير الميزة مستقبلًا لتشمل أدوات ذكية إضافية، مثل تحليل تلقائي للملفات المتكررة أو غير الضرورية، واقتراح حذفها تلقائيًا، وهي خطوة من شأنها أن تجعل التطبيق أكثر ذكاءً واستقلالية في إدارة بياناته الداخلية. 

كما أن وجود خيار "إدارة التخزين" في كل محادثة سيجعل المستخدم أكثر وعيًا بحجم البيانات التي يتبادلها يوميًا، مما يساهم في الحد من استخدام الذاكرة بشكل غير مبرر.

ورغم أن الشركة لم تحدد موعدًا دقيقًا لإطلاق التحديث رسميًا، إلا أن ظهوره في النسخ التجريبية يشير إلى أنه في مراحله النهائية من التطوير، ومن المتوقع أن يبدأ بالوصول إلى هواتف أندرويد أولًا، ثم إلى أجهزة آيفون خلال فترة وجيزة. 

ومع هذا التطوير، يواصل واتساب سعيه للحفاظ على موقعه كأكثر تطبيقات المراسلة اكتمالًا وملاءمة للاستخدام اليومي، عبر موازنة الأداء العالي مع بساطة التصميم وسهولة الاستخدام.

بهذا التحديث الجديد، يعيد واتساب تعريف مفهوم التحكم في البيانات الشخصية، من خلال منح المستخدمين القدرة على إدارة كل دردشة بشكل منفصل، وهو ما سيغير طريقة تعاملهم مع التطبيق بشكل جذري، ويجعل من إدارة الذاكرة مهمة سهلة بدلًا من عبء يومي متكرر.