آبل تستعيد بريقها العالمي مع ارتفاع مبيعات آيفون برو وتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار

تُظهر النتائج المالية الأخيرة لشركة آبل أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي لا يزال يمتلك القدرة على إشعال موجة ترقية قوية لهواتف آيفون، حتى في غياب الميزات المتقدمة للذكاء الاصطناعي التي تأخرت الشركة في تبنيها. 

ورغم الانتقادات التي طالتها من بعض المحللين في وول ستريت، إلا أن الطلب الكبير على سلسلة آيفون 17 التي تم إطلاقها في التاسع عشر من سبتمبر أعاد الثقة في أداء الشركة، حيث شهدت الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة والصين إقبالًا واسعًا بفضل الشاشة فائقة الوضوح، وخيارات التخزين الموسعة، والمعالج الجديد الذي عزز الأداء بشكل ملحوظ.

مكاسب فصلية

أداء أسهم آبل خلال الربع المالي الأخير كان لافتًا، إذ سجلت الشركة أفضل مكاسب فصلية منذ أكثر من عامين، حيث ارتفعت الأسهم بنسبة 24% في الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر، هذا الارتفاع القوي جاء مدفوعًا بالثقة المتزايدة في منتجات الشركة، وتحديدًا آيفون برو، الذي شهد طلبًا كبيرًا مقارنة بالإصدارات السابقة. 

وقد ساهمت هذه النتائج في تعزيز موقع الشركة عالميًا، لتصبح ثالث شركة في التاريخ تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار، رغم أنها لا تزال متأخرة قليلًا عن بعض أعضاء مجموعة “Magnificent Seven” من حيث أداء السهم السنوي، بسبب تأخرها النسبي في تبني استراتيجيات الذكاء الاصطناعي.

مبيعات آيفون

المحلل التقني في eMarketer، جاكوب بورن، أوضح أن آبل تدخل موسم الأرباح الجديد بزخم قوي، مع ارتفاع متوقع في مبيعات هواتف آيفون 17 في كل من الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي يعيد الشركة إلى موقعها الريادي في سوق الهواتف الذكية. 

ومع ذلك، يرى بورن أن المنافسة لا تزال محتدمة، وأن معركة الهيمنة على السوق ستتأثر بمدى قدرة آبل على إدماج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها القادمة.

تقديرات مكتب الأبحاث Counterpoint تشير إلى أن مبيعات آيفون 17 في أول عشرة أيام من طرحه كانت أعلى بنسبة 14% مقارنة بالسلسلة السابقة، وهو ما يعكس حجم الإقبال على فئة آيفون برو التي تحقق للشركة أرباحًا أعلى بفضل هوامشها المرتفعة. 

كما أظهرت تقارير شركة IDC أن الشحنات الموجهة إلى السوق الصينية ارتفعت خلال الربع المالي المنتهي في سبتمبر، رغم المنافسة القوية من شركات مثل شاومي وهواوي التي كثفت من عروضها محليًا.

الذكاء الاصطناعي

وفقًا لتقديرات وول ستريت، ارتفعت مبيعات آيفون الإجمالية بنسبة 8.6% لتصل إلى نحو 50 مليار دولار خلال الربع المالي الرابع للشركة، وهو رقم قياسي غير مسبوق لتلك الفترة من العام، بينما يتوقع أن ترتفع الإيرادات الكلية بنسبة 7.6% لتصل إلى أكثر من 102 مليار دولار، مع تحقيق صافي ربح يبلغ 1.77 دولار للسهم الواحد، هذه الأرقام تعزز مكانة آبل كشركة قادرة على تحقيق أداء مالي قوي رغم المنافسة الشديدة والتحولات التكنولوجية المتسارعة.

وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الشركة تعمل على إعادة توزيع إنتاج هواتف آيفون الموجهة إلى الأسواق الأمريكية من الصين إلى الهند، في خطوة تهدف إلى تقليل تأثير الرسوم الجمركية المفروضة منذ يوليو، حيث تتوقع آبل تكبد نحو 1.1 مليار دولار من التكاليف الإضافية نتيجة لذلك.

وفي الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مستقبل آبل في عالم الذكاء الاصطناعي، لا تزال الأسئلة قائمة حول خطط الشركة المستقبلية بعد تأجيل إطلاق المساعد الصوتي سيري المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى عام 2026، إضافة إلى مغادرة عدد من مهندسيها البارزين من قسم الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الأخيرة. 

ومع ذلك، يعتقد خبراء السوق أن الشركة تتبع نهجًا حذرًا يهدف إلى دمج هذه التقنيات بطريقة أكثر أمنًا وخصوصية، بما يتماشى مع فلسفتها الطويلة في حماية بيانات المستخدمين.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن آبل تسير بخطى ثابتة نحو الحفاظ على موقعها الريادي، مستندة إلى قوة علامتها التجارية، وولاء مستخدميها، وقدرتها على تجاوز التحديات بمنتجات تجمع بين الأداء المتفوق والتصميم الأنيق. 

ومع اقتراب العام المالي الجديد، تترقب الأسواق مزيدًا من الإعلانات التي قد تحدد مستقبل الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.