الجمعة، 07 نوفمبر 2025

03:47 م

الذكاء الاصطناعي يخلق 16 وظيفة جديدة تغير خريطة العمل في أمريكا

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

يشهد سوق العمل الأمريكي تحولاً كبيراً مع صعود الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت مؤسسات كبرى عن ظهور 16 وظيفة جديدة بالكامل لم تكن موجودة من قبل، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير التقنية على فرص العمل التقليدية، بينما يرى بعض الخبراء أن هذه التحولات تمثل بداية لمرحلة مختلفة من التفاعل بين الإنسان والآلة داخل بيئات العمل الحديثة.

وظائف مبتكرة

أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن موجة التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي دفعت شركات كبرى مثل «وولمارت» و«سيلزفورس» و«وركداي» ومكتب المحاسبة العالمي «كيه بي إم جي» إلى إنشاء مسميات وظيفية جديدة تتماشى مع متطلبات الثورة التقنية، حيث برزت أدوار غير مألوفة مثل «مهندس تنسيق الأنظمة»، و«مصمم المحادثات»، و«مهندس التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي»، و«مهندس معرفة»، وهي وظائف تمثل امتداداً للأدوار السابقة لكن بمهام أكثر تخصصاً.

ويؤكد محللو سوق العمل أن هذه الوظائف الجديدة تعكس انتقالاً تدريجياً من المهام الروتينية إلى الوظائف التي تتطلب تفكيراً تحليلياً وتفاعلاً مباشراً مع الأنظمة الذكية، كما تُظهر التوجه العام للشركات نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف الإدارات التشغيلية بدلاً من اعتباره تقنية مساعدة فقط.

تحول سوق العمل

ترى الصحيفة أن موجة التغيير الحالية في سوق العمل الأمريكي ليست مجرد تحديث تقني، بل إعادة صياغة شاملة لطبيعة المهن، إذ بدأت الشركات بإعادة هيكلة وظائفها التقليدية لتشمل مهام جديدة تعتمد على الإشراف على أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها وتوجيه مخرجاتها لخدمة الأهداف المؤسسية، وهو ما يجعل العامل البشري جزءاً أساسياً في تشغيل الذكاء الاصطناعي وليس بديلاً عنه.

وفي المقابل، تزايدت المخاوف بين الموظفين من إمكانية فقدان وظائفهم نتيجة لتسارع وتيرة الأتمتة، خاصة بعد تصريحات بعض الرؤساء التنفيذيين الذين توقعوا أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل ملايين الوظائف في السنوات المقبلة، إلا أن خبراء الاقتصاد يرون أن الخطر الحقيقي يكمن في عدم مواكبة العاملين لمهارات العصر الجديد أكثر من فقدانهم لوظائفهم الحالية.

تعاون الإنسان والآلة

تشير التقارير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نموذجاً متقدماً من التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث سيعمل الطرفان جنباً إلى جنب لتنفيذ المهام المعقدة وتحليل البيانات الضخمة وصنع القرارات، بينما سيترك المجال للعنصر البشري لتقديم اللمسة الإبداعية واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تتطلب حكماً إنسانياً.

ويرى الباحثون في شؤون العمل أن المهارات المطلوبة في سوق المستقبل ستتغير جذرياً، فبدلاً من التركيز على المهارات التقنية البحتة، ستصبح مهارات التواصل، والفهم العميق للبيانات، والقدرة على العمل مع الأنظمة الذكية هي العوامل الحاسمة في التوظيف، وهو ما يفرض على المؤسسات التعليمية والشركات الاستثمار في تدريب العاملين وتأهيلهم للمستقبل القريب.

كما أن بعض هذه الوظائف الجديدة مثل «مصمم المحادثات» بدأ يلقى اهتماماً متزايداً في قطاعات التكنولوجيا وخدمة العملاء، إذ يعتمد على بناء حوارات ذكية بين المستخدم والآلة بأسلوب طبيعي وسلس، في حين يتولى «مهندس المعرفة» مهمة تدريب الأنظمة الذكية على فهم المعلومات وتنظيمها بما يسهل عملية التحليل واتخاذ القرار.

ويؤكد الخبراء أن الشركات التي تنجح في تحقيق توازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري ستكون الأكثر قدرة على النمو خلال العقد المقبل، لأن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون إشراف بشري قد يؤدي إلى فقدان المرونة والدقة في التقييم.

ويبدو أن الولايات المتحدة تدخل فعلياً مرحلة جديدة من التحول الوظيفي، حيث لم يعد الخوف من فقدان الوظائف هو القضية الرئيسية، بل كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في خلق مهن جديدة تعزز الإنتاجية وتطور بيئة العمل، وتعيد تعريف مفهوم الوظيفة في القرن الحادي والعشرين.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً