ميديا تيك تهيمن على تصنيفات الأداء وتُزيح كوالكوم عن عرش الفئة المتوسطة

شهدت سوق الهواتف الذكية خلال أكتوبر 2025 تحولًا غير مسبوق في موازين القوى داخل فئة الهواتف المتوسطة، حيث تمكّنت شركة ميديا تيك من تحقيق إنجاز جديد باكتساحها المراكز العشرة الأولى في أحدث تصنيف صادر عن منصة AnTuTu المتخصصة في قياس الأداء، لتُزيح منافستها التقليدية كوالكوم عن المشهد تمامًا، بعد سنوات من تفوق الأخيرة في معظم الفئات السعرية. 

هذا التحول يؤكد نجاح ميديا تيك في تطوير معالجات Dimensity التي باتت تُشكّل العمود الفقري لأداء الأجهزة المتوسطة حول العالم.

تصدر الأداء

وفقًا لنتائج أكتوبر 2025 التي أعلنتها منصة AnTuTu، فقد تصدر هاتف Realme Neo 7 SE القائمة بعد أن حقق ما يقارب 1,931,641 نقطة مدعومًا بمعالج Dimensity 8400 Max، ليؤكد تفوق ميديا تيك في معادلة الأداء مقابل السعر. 

وجاء في المركز الثاني هاتف iQOO Z10 Turbo المزود بشريحة Dimensity 8400 محققًا 1,915,499 نقطة، بينما حل في المركز الثالث Vivo Y300 GT بنفس المعالج وبنتيجة 1,909,184 نقطة. 

أما المركز الرابع فكان من نصيب Redmi Turbo 4 بمعالج Dimensity 8400 Ultra بمتوسط أداء بلغ 1,868,587 نقطة، ما يعكس اتساع اعتماد الشركات الصينية الكبرى على معالجات ميديا تيك لتحقيق توازن بين الكفاءة والأداء.

منافسة قوية

في المراتب التالية، واصلت العلامة التجارية Oppo حضورها اللافت، إذ جاء Oppo Reno 14 في المركز الخامس بمعالج Dimensity 8350 محققًا 1,495,632 نقطة، تلاه شقيقه Reno 14 Pro في المركز السادس بمعالج Dimensity 8450 بنتيجة بلغت 1,485,371 نقطة. 

أما المركز السابع فكان من نصيب Motorola Edge 60 Pro بنسخته التي تأتي بسعة تخزين 512 جيجابايت، محققًا 1,451,715 نقطة باستخدام نفس معالج Dimensity 8350. 

كما حلت أجهزة Oppo K13 Turbo 5G وReno 13 Pro وReno 13 في المراكز الثلاثة الأخيرة، مدعومة بشرائح Dimensity 8450 و8300 Ultra، محققة أداء تراوح بين 1,450,850 و1,283,913 نقطة، ما جعل العلامة التايوانية تتفوق كليًا على منافستها الأمريكية.

غياب كوالكوم

وأوضحت منصة AnTuTu أن غياب معالجات Snapdragon من تصنيف الفئة المتوسطة يعود إلى عدم استيفاء بعض الهواتف لشروط التقييم الشهرية، إذ تشترط المنصة أن يخضع كل طراز لأكثر من ألف اختبار أداء فعلي قبل إدراجه في القائمة الرسمية. 

ومع ذلك، يرى محللون أن نتائج أكتوبر ليست صدفة مؤقتة، بل تعكس تفوقًا حقيقيًا في كفاءة شرائح ميديا تيك الجديدة، خاصة أنها توفر أداءً عاليًا واستهلاكًا أقل للطاقة بفضل معمارية تصنيعها المتطورة.

ورغم أن هذه النتائج تمنح ميديا تيك دفعة قوية على صعيد السمعة التقنية، إلا أن الخبراء يحذرون من الاعتماد الكلي على نتائج اختبارات الأداء الاصطناعية، لأنها لا تمثل تجربة الاستخدام الفعلية بشكل كامل، إذ يجب أيضًا مراعاة عناصر أخرى مثل جودة الشاشة وكفاءة الكاميرات وسعة البطارية ونظام التبريد الداخلي عند تقييم الهاتف. 

ومع استمرار المنافسة المحتدمة بين الشركات المصنعة للمعالجات، يبدو أن عام 2026 سيشهد سباقًا تقنيًا أكثر حدة بين ميديا تيك وكوالكوم على صدارة الأداء في مختلف الفئات.