دان هاوزر يحسم الجدل ويؤكد أن سلسلة GTA ستبقى أمريكية الهوى دائمًا

في حديث جديد أثار اهتمام عشاق الألعاب حول العالم، أكد دان هاوزر، المؤسس المشارك لشركة Rockstar Games والعقل الإبداعي وراء سلسلة Grand Theft Auto، أن السلسلة الشهيرة ستظل دائمًا تدور داخل الولايات المتحدة، معتبرًا أن هوية اللعبة متجذّرة في الثقافة الأمريكية بشكل يجعل من الصعب نقلها إلى أي مكان آخر. 

هذا التصريح جاء خلال مشاركته في بودكاست Lex Fridman، حيث قدّم نظرة عميقة حول فلسفة تصميم اللعبة والاختيارات الفنية التي شكلت ملامحها عبر العقود.

هوية أمريكية

أوضح هاوزر في حديثه أن الطابع الأمريكي ليس مجرد خلفية جغرافية للأحداث، بل هو جزء أساسي من روح اللعبة وسردها، إذ قال إن عالم GTA لا يمكن أن يعمل بنفس الجاذبية إذا نُقل إلى بيئة خارج الولايات المتحدة، لأن عناصرها الأساسية — من الأسلحة إلى اللهجة وحتى القيم الاجتماعية — تعكس الثقافة الأمريكية المعاصرة بكل ما فيها من تناقضات. 

وأشار إلى أن السلسلة تعتمد على المبالغة الساخرة في تصوير المجتمع الأمريكي، ما يجعلها في الوقت ذاته نقدًا فكاهيًا وواقعيًا له.

وأضاف هاوزر أن اللعبة تستمد قوتها من كونها انعكاسًا ساخرًا للحياة اليومية في المدن الأمريكية، حيث تتقاطع الجريمة مع الطموح، وتختلط الحرية بالفوضى، مشيرًا إلى أن هذه الملامح من الصعب محاكاتها في أماكن أخرى من العالم دون فقدان جزء من روح اللعبة الأصلية.

تجربة لندن

ورغم تمسكه بهذه الرؤية، لم يخفِ هاوزر اعتزازه بالتجربة السابقة التي خاضها فريق التطوير في عام 1999 مع Grand Theft Auto: London 1969، والتي كانت أول حزمة مهام إضافية تصدر للعبة على جهاز PlayStation الأصلي. 

وقال إن تلك التجربة كانت ممتعة ومختلفة، لكنها في الوقت ذاته كشفت مدى التحدي الذي يواجه الفريق عندما يحاول نقل مفاهيم GTA إلى سياق ثقافي آخر. 

وأوضح أن النسخة اللندنية كانت محدودة الحجم مقارنة بالإصدارات الكاملة، وأنها لم تكن قادرة على تقديم عمق السرد أو الواقعية الساخرة التي اعتادها الجمهور من الأجزاء الأمريكية.

وتابع قائلاً إن لندن كانت محاولة تجريبية ناجحة من حيث الفكرة، لكنها أثبتت أن السلسلة لا تزدهر إلا في بيئتها الأصلية، حيث تتاح للفريق حرية أكبر في المزج بين الجدية والسخرية، والتعبير عن الواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب جريء لا يخلو من التهكم.

مستقبل السلسلة

وفيما يترقب العالم إصدار GTA 6، أكد هاوزر أن الجزء الجديد سيواصل هذا النهج، إذ ستدور أحداثه في مدينة Vice City الخيالية المستوحاة من مدينة ميامي الأمريكية. 

وتُظهر المقاطع الدعائية التي نشرتها Rockstar Games أن اللعبة ستغوص أكثر في تفاصيل الثقافة الأمريكية الحديثة، مع تركيز أكبر على مواقع تعكس التنوع الاجتماعي والحياة الليلية الصاخبة في الولايات المتحدة.

وأشار مراقبون إلى أن اختيار Vice City ليس مصادفة، بل يعكس رغبة Rockstar في العودة إلى جذور السلسلة الكلاسيكية التي ارتبطت بأجواء أمريكا الجنوبية الشرقية، بكل ما تحمله من رموز فنية وثقافية. 

ويبدو أن الفريق يسعى من خلال هذا الجزء إلى تقديم تجربة أكثر واقعية وعاطفية، مع الاحتفاظ بعناصر الجنون والسخرية التي جعلت GTA واحدة من أكثر السلاسل تأثيرًا في تاريخ صناعة الألعاب.

وفي ضوء هذه التصريحات، يتضح أن فكرة خروج السلسلة من الأراضي الأمريكية تظل مستبعدة تمامًا، ليس بدافع القيود التقنية أو السوقية، بل بسبب رؤيتها الإبداعية التي تجعل من المجتمع الأمريكي مرآة دائمة لعوالمها الفوضوية، فبالنسبة لدان هاوزر، فإن GTA ليست مجرد لعبة عن الجريمة، بل عمل فني عن الحرية والانحراف، عن الحلم الأمريكي حين يتحوّل إلى مطاردة مستمرة داخل مدينة لا تنام.