واتساب يقتحم ساعات آبل الذكية بتجربة متكاملة تعيد تعريف التواصل الرقمي

في خطوة وُصفت بأنها الأبرز منذ بداية دمج تطبيقات التواصل بالأجهزة القابلة للارتداء، أعلنت شركة «ميتا» رسميًا عن إطلاق النسخة الكاملة من تطبيق واتساب لساعات آبل الذكية، ليمنح المستخدمين للمرة الأولى القدرة على إدارة محادثاتهم والرد على الرسائل مباشرةً من معصمهم دون الحاجة إلى استخدام هواتفهم. 

هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية الشركة لتوسيع تجربة الاتصال عبر منصاتها وتحقيق تكامل أكبر بين واتساب وأجهزة آبل الذكية.

تجربة محسّنة

التطبيق الجديد يُقدّم تجربة استخدام محسّنة بشكل كبير مقارنة بالإصدارات السابقة التي كانت تقتصر على عرض الإشعارات فقط، إذ أصبح بإمكان المستخدمين الآن استعراض الرسائل بشكل كامل دون اختصار، والتفاعل مع المحادثات من خلال الرموز التعبيرية، إضافةً إلى تسجيل الرسائل الصوتية وإرسالها مباشرة من الساعة. 

كما يدعم التطبيق عرض الصور والملصقات بدقة عالية، مع إمكانية الوصول إلى جزء أوسع من سجل المحادثات عبر الشاشة الصغيرة، مما يمنح المستخدم تجربة أكثر سلاسة وغنى في التفاعل اليومي.

الميزة الأبرز التي لاقت استحسان المستخدمين هي دعم إشعارات المكالمات، إذ يُظهر واتساب تفاصيل المتصل على واجهة الساعة، ما يتيح للمستخدم معرفة هوية المتصل قبل الرد، وهو ما يجعل تجربة الاتصال أكثر تكاملاً من أي وقت مضى.

بداية التطوير

وأكدت «ميتا» في بيانها الرسمي أن هذا الإصدار يُمثل البداية فقط لتجربة واتساب على ساعة آبل، مشيرةً إلى أن الشركة تعمل على إضافة المزيد من الخصائص خلال الأشهر المقبلة. 

ويتطلب التطبيق الجديد وجود ساعة Apple Watch Series 4 أو أحدث، إلى جانب نظام التشغيل watchOS 10 على الأقل.

ويُعد هذا التطوير نقلة نوعية في تاريخ واتساب على الساعات الذكية، بعد أن ظلّت نسخة التطبيق السابقة تقتصر على عرض الإشعارات من الهاتف مع إمكانية رد محدودة للغاية. 

ومع الإصدار الجديد، بات التطبيق قريبًا في إمكاناته من تطبيق الرسائل الرسمي الذي تطوّره آبل، مما يضع واتساب في منافسة مباشرة على مستوى تجربة الاستخدام داخل منظومة الساعة الذكية.

توسع المنصات

تُخطط ميتا، بحسب مصادرها الداخلية، لإضافة خصائص جديدة مستقبلاً مثل إجراء المكالمات الصوتية من الساعة مباشرة، وهي خطوة من شأنها أن تجعل واتساب منصة تواصل متكاملة يمكن الاعتماد عليها بالكامل دون الحاجة إلى حمل الهاتف في كل مرة.

يأتي هذا الإطلاق في وقتٍ تُركّز فيه ميتا على تعزيز مكانة واتساب باعتباره التطبيق الأوسع انتشارًا ضمن منظومتها، خاصة بعد قرارها في عام 2023 بإيقاف تطبيق «ماسنجر» لساعات آبل، وتأكيدها مؤخرًا نيتها إنهاء دعم إصدار ماسنجر على نظام macOS في أجهزة الحواسيب، وهو ما يعكس بوضوح توجه الشركة لتكثيف مواردها في تطوير واتساب باعتباره التطبيق الأكثر نشاطًا عالميًا مع أكثر من 3 مليارات مستخدم شهريًا.

اللافت أن ميتا لم تغفل عن المنافسة في جانب الساعات الأخرى، إذ توفّر بالفعل نسخة من واتساب لنظام «Wear OS» المستخدم في ساعات جوجل وسامسونج، ما يجعل إطلاق نسخة آبل الخطوة الطبيعية التالية لاستكمال تغطية المنصات الرئيسية. 

وبهذا الانتشار، تسعى ميتا إلى تحقيق تكامل حقيقي بين الأجهزة الذكية المختلفة تحت مظلة واتساب، مما يعزز من حضور التطبيق في الحياة اليومية للمستخدمين عبر كل الشاشات الممكنة.

من الواضح أن إطلاق واتساب الكامل على ساعات آبل لا يُمثّل مجرد تحديث تقني، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من الاندماج بين التكنولوجيا والتواصل الإنساني، حيث لم يعد الوصول إلى الرسائل أو الصور أو حتى المكالمات مقيدًا بحجم الشاشة أو نوع الجهاز، بل أصبح جزءًا من تجربة متصلة وسريعة تواكب وتيرة الحياة الحديثة.