تطبيق Sora من OpenAI يصل إلى أندرويد ويوسّع ثورة الفيديو الذكي عالميًا

أطلقت شركة OpenAI رسميًا تطبيقها الثوري Sora لتوليد مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي على نظام أندرويد، بعد أشهر من طرحه حصريًا على أجهزة آيفون. 

ويأتي هذا الإطلاق الجديد في إطار استراتيجية توسّع واضحة تهدف إلى ترسيخ مكانة الشركة في سوق إنتاج الفيديو الذكي، حيث أصبح التطبيق متاحًا الآن في كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وفيتنام، على أن يشهد لاحقًا توسعًا تدريجيًا نحو أسواق أخرى.

منذ ظهوره الأول على نظام iOS في سبتمبر الماضي، لفت التطبيق الأنظار بسرعة مذهلة، إذ تصدّر قوائم التحميل في متجر “آب ستور” خلال أيام قليلة، متجاوزًا حاجز المليون تنزيل في الأسبوع الأول فقط. 

ذلك النجاح المبكر عزّز ثقة OpenAI في إطلاقه لأجهزة أندرويد، التي تُشكّل الشريحة الأكبر من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم، ما يعني أن التطبيق مقبل على مرحلة جديدة من الانتشار والنمو في عدد المستخدمين.

مميزات متطورة

يحافظ إصدار أندرويد من تطبيق Sora على جميع الخصائص المذهلة التي ميّزت نسخته السابقة على أجهزة آيفون، وعلى رأسها ميزة Cameos التي تتيح للمستخدمين الظهور داخل مقاطع الفيديو المولّدة بالذكاء الاصطناعي، باستخدام ملامحهم الحقيقية في مواقف وأنشطة متنوعة. 

وتعمل هذه التقنية عبر دمج الوجه البشري في مشاهد خيالية أو واقعية بشكل متقن يصعب تمييزه عن المقاطع المصوّرة الفعلية، مما يمنح المستخدم تجربة غير مسبوقة في صناعة المحتوى المرئي.

كما يقدم التطبيق واجهة استخدام تفاعلية تشبه إلى حد كبير واجهة تطبيق تيك توك، حيث يمكن للمستخدمين تصفح المقاطع، الإعجاب بها، مشاركتها، أو حتى التفاعل مع منشئيها الآخرين. 

وتسعى OpenAI من خلال هذه الخطوة إلى تحويل Sora إلى منصة اجتماعية قائمة على الإبداع البصري، وليس مجرد أداة لتوليد الفيديوهات، في محاولة واضحة لمنافسة شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا وبايت دانس المالكة لتيك توك.

جدل وانتقادات

ورغم النجاح الجماهيري السريع، واجه التطبيق في نسخته الأولى بعض الانتقادات المرتبطة بمخاطر التزييف العميق، بعد تداول مستخدمين لمقاطع تُظهر شخصيات تاريخية بطريقة غير لائقة، مثل الزعيم مارتن لوثر كينغ. 

وردت OpenAI على هذه الأزمة بسرعة، حيث علّقت مؤقتًا إمكان توليد مثل هذه المقاطع، وشددت ضوابط الاستخدام، كما أجرت تعديلات على سياساتها المتعلقة بالمحتوى الذي يتناول الشخصيات العامة أو المحمية بحقوق النشر، هذه الخطوات جاءت لضمان الاستخدام الأخلاقي للتقنية، والحفاظ على سمعة المنصة كمجال للإبداع المسؤول وليس التضليل البصري.

تحديثات قادمة

تعمل OpenAI حاليًا على تطوير حزمة من التحسينات المستقبلية التي من شأنها رفع مستوى الأداء والتجربة الإبداعية داخل التطبيق. 

وتشمل هذه التحديثات إمكانية توليد مقاطع فيديو متحركة تضم الحيوانات الأليفة أو الأشياء الجامدة، إضافة إلى أدوات تحرير أساسية تتيح دمج المقاطع المتعددة ضمن فيديو واحد طويل ذي مشاهد متتابعة. 

كما تطور الشركة أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة لتخصيص المحتوى المقترح، بحيث يمكن للمستخدم اختيار فئات محددة من الحسابات أو المواضيع لمشاهدتها، مما يعزز الطابع الشخصي للتجربة ويجعل التطبيق أكثر تفاعلية وملاءمة لتفضيلات المستخدم.

في المقابل، لا يزال تطبيق Sora غير متاح حتى الآن في أي من الدول العربية، حيث تقتصر إمكانية التحميل والاستخدام على عدد محدود من الأسواق في أمريكا وآسيا. 

ولم تفصح الشركة بعد عن موعد محدد لتوسيع نطاق الإطلاق إلى الشرق الأوسط، رغم الشعبية المتنامية التي يحظى بها التطبيق في المنطقة، والاهتمام الواسع من صناع المحتوى العرب الذين يترقبون تجربته ضمن منظومة إنتاجهم المرئي.

مع استمرار التحديثات وتسارع تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في المجال الإبداعي، يبدو أن Sora يمهد الطريق لمرحلة جديدة في صناعة الفيديوهات، حيث تتلاقى التقنية مع الخيال الإنساني لصنع محتوى يتجاوز حدود الواقع، ويعيد تعريف الطريقة التي نصنع بها القصص البصرية في المستقبل القريب.