Pixel 10 يعزز حضور جوجل في سباق الهواتف الذكية ويحطم أرقام المبيعات التاريخية عالميًا

تقترب شركات التكنولوجيا العالمية من إعلان نتائجها للربع الثالث من عام 2025، ومعها تتضح ملامح المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية الممتازة. 

وبينما تواصل أبل وسامسونج تصدر قائمة المبيعات كعادتهما، جاءت المفاجأة هذه المرة من شركة جوجل التي تمكنت من اللحاق بالكبار بقوة، بفضل سلسلة هواتف Pixel 10 التي حققت نجاحًا استثنائيًا، جعل شهر سبتمبر 2025 أفضل شهر مبيعات في تاريخ الشركة منذ دخولها هذا السوق. 

ويبدو أن جوجل قد وجدت أخيرًا الوصفة المثالية لتجاوز مرحلة التجارب ومحاولة إثبات الذات، بعد سنوات من الصعود البطيء والتحديات التقنية.

منافسة مفاجئة

دخلت جوجل عالم صناعة الهواتف قبل ما يقارب عشر سنوات، لكنها لم تنجح لفترة طويلة في فرض وجودها بالشكل الذي يليق باسمها في عالم التكنولوجيا، فقد عانت الأجيال الأولى من سلسلة Pixel من مشكلات ملحوظة مثل ارتفاع حرارة الأجهزة وضعف الترويج، بينما ظل وعي الجمهور بها محدودًا مقارنة بمنافسيها الأقوياء، لكن الوضع تغيّر تدريجيًا مع إطلاق سلسلة Pixel 9 العام الماضي، والتي اعتُبرت نقطة تحول إيجابية، لتأتي بعدها سلسلة Pixel 10 هذا العام وتكتب فصلاً جديدًا بالكامل في مسيرة الشركة.

سلسلة هواتف Pixel 10 جاءت بتشكيلة واسعة تشمل Pixel 10 وPixel 10 Pro وPixel 10 Pro XL، إضافة إلى الهاتف القابل للطي Pixel 10 Pro Fold الذي دخل السباق متأخرًا قليلًا لكنه لفت الأنظار بشكل كبير منذ طرحه في أكتوبر، خصوصًا من حيث قدرات التصوير المتقدمة.

قفزة تاريخية

إحصائيات حديثة للشركة تؤكد أن ما يقال عن نجاح هذه السلسلة ليس مجرد دعاية تسويقية، بل واقع تدعمه الأرقام، فقد حصدت جوجل في سبتمبر 2025 أكبر نسبة مبيعات في تاريخ هواتفها الذكية على الإطلاق، بعد أن ارتفعت حصتها في فئة الأجهزة المتميزة التي تتجاوز أسعارها 600 دولار إلى 6.1% عالميًا، مقارنة بنسبة 0.1% فقط في سبتمبر 2022. 

وحتى داخل السوق الأمريكية، تشير بيانات شركة Verizon إلى وصول حصتها إلى 7%، وهي قفزة تُعد غير مسبوقة في تاريخ جوجل.

كما حققت مبيعات الهواتف الذكية لدى الشركة نموًا سنويًا بنسبة 28%، وسط حالة من الرضا الواضح داخل أروقة الشركة التي ترى في هذه الأرقام تأكيدًا لنجاح استراتيجيتها الجديدة في التصميم والتسويق والسعر.

سباق المنافسة

النجاحات التي تحققها سلسلة Pixel 10 تبدو موجهة بشكل مباشر نحو سوق سامسونج، أكثر من كونها تهديدًا لأبل، التي سجلت نموًا محدودًا في مبيعاتها خلال السنوات الثلاث الماضية بنسبة 8%. 

في المقابل، تراجعت مبيعات سامسونج خلال نفس الفترة بنسبة مماثلة بلغت 8%، وهو مؤشر يرى محللون أنه يعكس توجه جزء من مستخدمي هواتف جالاكسي نحو تجارب جديدة توفر قيمة أعلى مقابل السعر، وهو ما تنجح جوجل في تقديمه خلال هذا الجيل.

ورغم الطلب المرتفع على السلسلة الجديدة، لا يزال الاهتمام قائمًا بالإصدارات الاقتصادية مثل Pixel 9a الذي حقق مبيعات قوية منذ إطلاقه، غير أن الأنظار تتجه الآن نحو الجهاز المرتقب Pixel 10a الذي تشير التسريبات إلى أنه سيأتي بتصميم مشابه للجيل الحالي ولكن مع تحسينات جوهرية في الأداء والكاميرا لزيادة جاذبيته في فئته السعرية.

في المحصلة، يبدو أن جوجل لم تعد مجرد لاعب يحاول البقاء في سوق يسيطر عليه العملاقان، بل منافس حقيقي يشق طريقه بثبات نحو حصص أكبر في المبيعات العالمية. 

ومع استمرار التطوير والابتكار، قد يكون مستقبل سوق الهواتف الذكية على موعد مع ثلاثية تنافسية جديدة، يكون لـ Pixel فيها كلمة مسموعة وتأثير واضح.