جوجل تطلق أداة Mixboard عالميًا لتجعل الإبداع البصري أسهل من أي وقت مضى

تواصل جوجل ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الشركات الداعمة للإبداع والتقنيات التفاعلية، إذ أعلنت رسميًا عن الإطلاق العالمي لأداة Mixboard القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي كانت حتى وقت قريب متاحة لعدد محدود من المستخدمين ضمن مختبرات جوجل. 

هذه الأداة الجديدة، التي تمزج بين البساطة والابتكار، تُعدّ بمثابة ورشة عمل بصرية متكاملة تسمح للمستخدمين بإنشاء لوحات مزاجية وأفكار تصميمية ومفاهيم إبداعية باستخدام مزيج متقن من النصوص والصور وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

انتشار عالمي

تأتي هذه الخطوة بعد مرحلة اختبار ناجحة شهدتها الأداة في أسواق محدودة، لتصبح متاحة الآن في مناطق أوسع تشمل آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. 

ومع هذا التوسّع، أعلنت جوجل أيضًا عن تحسينات مهمة في واجهة Mixboard، إذ أصبحت اللوحات الافتراضية أكبر بأربع مرات من السابق، ما يمنح المستخدمين مساحة أرحب للعصف الذهني وتنظيم الأفكار البصرية بحرية تامة. 

كما حسّنت الشركة تجربة الاستخدام لتبدو أقرب إلى التطبيقات الاحترافية، دون أن تفقد طابعها التجريبي البسيط.

تجربة تفاعلية

تعمل أداة Mixboard بطريقة سلسة تُشبه اللوحات البيضاء التفاعلية، حيث يمكن للمستخدم تحميل صوره الخاصة، وكتابة النصوص، ثم الاستعانة بنموذج الذكاء الاصطناعي Gemini لإنشاء تصورات جديدة ومبتكرة مستوحاة من المحتوى المُدخل. 

وتتيح الأداة تعديل النتائج بسهولة أو إعادة ترتيبها أو تصديرها بصيغ مختلفة، مما يجعلها مثالية لمصممي الجرافيك والهواة والمبدعين على حد سواء.

وتؤكد جوجل أن استخدام Mixboard لم يقتصر على المصممين فقط، بل امتد إلى مجالات حياتية متنوعة، فقد استخدمها البعض لتخطيط الحفلات والمناسبات الاجتماعية، وآخرون لتصميم مشاريع "اصنعها بنفسك"، فيما لجأ إليها صنّاع المحتوى لإنشاء لوحات القصص المصوّرة لمشاريعهم البصرية، هذه المرونة جعلت الأداة تحظى بإقبال واسع وتقييمات إيجابية، خصوصًا لسهولة الوصول إليها عبر متصفح الإنترنت دون الحاجة لتثبيت تطبيقات إضافية.

خصوصية وأمان

ورغم أن Mixboard ما زالت تُصنّف ضمن المشاريع التجريبية في مختبرات جوجل، إلا أنها تُقدَّم الآن كأداة مستقرة وآمنة، فقد شدّدت الشركة على أن جميع البيانات والصور التي يرفعها المستخدم لا تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي إلا بعد الحصول على موافقة صريحة، وتبقى مرتبطة فقط بحساب المستخدم نفسه. 

هذا الالتزام بمعايير الخصوصية يعكس توجه جوجل المتزايد نحو تعزيز الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد الانتقادات التي طالت هذا المجال في السنوات الأخيرة.

من ناحية أخرى، أوضحت الشركة أن Mixboard لا يهدف إلى منافسة برامج التصميم الاحترافية مثل Adobe Photoshop أو Figma، بل يُعتبر مكملًا لها، فهو يركّز على مرحلة العصف الإبداعي الأولى، عندما يكون المستخدم بحاجة إلى بيئة حرة لتجميع الأفكار ورسم التصورات المبدئية، دون قيود الأدوات الاحترافية المعقدة.

ومع تزايد الاهتمام العالمي بالأدوات الإبداعية القائمة على الذكاء الاصطناعي، تمثل هذه الخطوة من جوجل تأكيدًا على رغبتها في أن تكون منصة Mixboard نواة لتعاون فني بين الإنسان والآلة، إذ يرى محللون أن مثل هذه المبادرات تنقل الذكاء الاصطناعي من المجال التقني البحت إلى مساحة الإلهام الإنساني، حيث يصبح شريكًا في الإبداع وليس مجرد أداة إنتاج.

يمكن لأي مستخدم الآن تجربة Mixboard بسهولة عبر زيارة موقع labs.google.com، وتسجيل الدخول بحسابه الشخصي في جوجل، ثم البدء مباشرة في إنشاء أولى لوحاته الإبداعية. 

ومع هذا الإطلاق العالمي، يبدو أن جوجل تمهّد الطريق لحقبة جديدة من الأدوات الذكية التي تضع الإبداع البصري في متناول الجميع، بعيدًا عن التعقيد، وبالقرب من الخيال.