الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

12:42 م

إيلون ماسك يقترح مشروع ضخم لحجب الشمس للحد من الاحتباس الحراري

ماسك

ماسك

ياسين عبد العزيز

A A

اقترح الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، مالك شركة "سبيس إكس"، مشروعًا غير تقليدي للحد من الاحتباس الحراري، يعتمد على إرسال كوكبة كبيرة من الأقمار الاصطناعية إلى مدار الأرض، لتقليل كمية أشعة الشمس الواصلة للكوكب. 

وأوضح ماسك، في منشور على منصة "إكس"، أن الأقمار الاصطناعية، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ستقوم بتعديلات دقيقة تهدف لتبريد الأرض بشكل تدريجي، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، وسط تساؤلات حول قابلية التنفيذ والمخاطر المحتملة.

كوكبة الأقمار

يعمل المشروع على استخدام أقمار اصطناعية بالطاقة الشمسية، تتحكم في كمية الإشعاع الشمسي المستقبَل على الأرض، بما يعادل تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية. 

ومع ذلك، حذر علماء البيئة من أن هذه التدخلات قد تؤدي إلى اضطرابات مناخية غير متوقعة، وقد تهدد حياة مليارات البشر، حيث أن أي تعديل خاطئ في هذه العملية قد يزيد من الاحتباس الحراري أو يسبب انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة.

تحذيرات العلماء

وصفت ليلي فوهور، مديرة برنامج الاقتصاد الوقود الأحفوري في مركز القانون الدولي البيئي في برلين، المشروع بأنه "تخميني" وغير قابل للتنبؤ، وقد يزعزع النظام المناخي الهش لكوكب الأرض. 

وأضافت أن أي تطبيق مستقبلي للهندسة الجيولوجية الشمسية سيشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الإنسان وحقوقه، مشيرة إلى أن إيقاف النظام بعد تطبيقه سيكون شبه مستحيل، مع مخاطر تضاعف الاحتباس الحراري أو حدوث موجات برودة مفاجئة.

دور الذكاء الاصطناعي

أقر ماسك بأن حجب كمية كبيرة من أشعة الشمس قد يؤدي إلى تبريد الأرض بشكل مفرط وتحويلها إلى "كرة جليدية"، لكنه أكد على أن التعديلات ستكون صغيرة ومدروسة. 

ولم يوضح دور الذكاء الاصطناعي بدقة، لكنه من المتوقع أن يساهم في ضبط التعديلات بشكل مستمر، بما يراعي التغيرات الموسمية والاختلافات الإقليمية في توزيع الطاقة الشمسية. 

وتأتي هذه التصريحات في ظل امتلاك ماسك لأكثر من 8000 قمر اصطناعي ضمن مشروع "ستارلينك" لتوفير الإنترنت العالمي، ما يعكس قدرته على تنفيذ مشروع بهذا الحجم من الناحية المالية والتقنية.

ورغم رؤية ماسك الطموحة، أكدت البروفيسورة سامي بوزارد، عالمة الجليد والمناخ في جامعة نورثامبريا، أن التحكم في المناخ يجب ألا يكون بيد شخص واحد أو دولة واحدة، مشيرة إلى أن تقليل الانبعاثات الكربونية يبقى الحل الأكثر أمانًا وفعالية للتصدي للاحتباس الحراري، مقارنة بالمشروعات التقنية المعقدة التي قد تحمل مخاطر بيئية كبيرة.

يبقى المشروع مثار جدل واسع بين المتحمسين للتقنيات الجديدة والمخاوف البيئية، حيث يطرح تساؤلات حول أخلاقيات التحكم بالمناخ وأثر هذه التدخلات على النظم الطبيعية، فيما ينتظر المجتمع الدولي دراسة أكثر تفصيلًا قبل أي خطوات عملية لتنفيذ فكرة حجب الشمس.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً