الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز يحدثان تحولًا جذريًا في غرف العمليات الجراحية

يسلط معهد العمل والتكنولوجيا في جامعة Westfälische Hochschule Gelsenkirchen الضوء على مشروع KARVIMIO البحثي، الممول من وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، والذي يهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز داخل غرف العمليات، لتعزيز سلامة المرضى ودعم المساعدين الجراحيين أثناء التدخلات الطبية. 

ويركّز المشروع على تطوير التعليمات المدمجة التي تُعرض مباشرة أمام الجراحين عبر نظارات الواقع المعزز مثل HoloLens 2، ما يتيح الوصول الفوري إلى الإرشادات دون الحاجة للاعتماد على الكتيبات الورقية التقليدية.

توجيه ذكي

يمكن للذكاء الاصطناعي في المشروع التعرف على الأدوات الجراحية المستخدمة، ومن ثم عرض تعليمات الاستخدام في الوقت الحقيقي فوقها، ما يسهل تنفيذ الإجراءات بدقة ويقلل احتمالية الخطأ، وتساعد كاميرات العمق في رصد الأدوات حتى خارج مجال رؤية المستخدم، ما يضمن متابعة دقيقة وسلسة لسير العملية. 

إشراك المستخدمين

يعتمد فريق البحث بقيادة إلينا فيتزنر والدكتور بيتر إنسته على إشراك المستخدمين في جميع مراحل التطوير، عبر ورش عمل وتجارب ميدانية. 

ركّز المشاركون على وضوح الألوان وسهولة قراءة الإرشادات، بينما أعرب بعضهم عن مخاوف من إمكانية إزعاج النظام أثناء العمليات الحساسة أو تراجع الخبرة البشرية نتيجة الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. 

ويشير الباحثون إلى أن دمج التغذية الراجعة المباشرة من المستخدمين يضمن تصميم نظام عملي وفعّال يمكن الاعتماد عليه دون التأثير على مهارات الجراحين.

أبعاد أخلاقية

إلى جانب الجوانب التقنية، يولي المشروع اهتمامًا كبيرًا بالمعايير الأخلاقية والقانونية والاجتماعية ضمن إطار ELSI، بما في ذلك حماية البيانات، المسؤولية المهنية، وتعزيز الثقة في التقنية الحديثة. 

ويهدف المشروع إلى تطوير أنظمة تدعم قدرات الإنسان بدلًا من أن تحلّ محله، ما يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا في بيئات حساسة مثل غرف العمليات.

ويرى الباحثون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز تمتد إلى ما هو أبعد من العمليات الجراحية، لتشمل تدريب الكوادر الطبية، تحسين إجراءات التعقيم، وإدارة سير العمل داخل المستشفيات. 

ويمثل المشروع مثالًا عمليًا على كيفية دمج التقنيات الحديثة مع الاحتياجات البشرية في بيئة عالية الحساسية، ما يعزز من جودة الرعاية الطبية ويقلل من احتمالات الأخطاء التشغيلية.

من المتوقع أن يفتح مشروع KARVIMIO آفاقًا جديدة للتدريب الطبي الرقمي، ويعيد تعريف طريقة عمل غرف العمليات في المستقبل، حيث يمكن للتقنيات التفاعلية أن تصبح عنصرًا أساسيًا لدعم الجراحين وتسهيل اتخاذ القرارات، مع الحفاظ على سلامة المرضى وجودة الأداء الطبي.