سامسونج تتحدى هيمنة آبل وتدخل عالم البطاقات الائتمانية بخطة مالية شاملة

تتحرك شركة سامسونج بخطوات محسوبة نحو مجال الخدمات المالية، في محاولة لتوسيع حضورها خارج نطاق الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، إذ كشفت تقارير دولية عن مفاوضات متقدمة تجريها الشركة الكورية مع بنك باركليز البريطاني لإطلاق بطاقة ائتمان جديدة في الولايات المتحدة، تعمل عبر شبكة الدفع العالمية فيزا، في خطوة تعكس طموح سامسونج لتأسيس حضور مالي قوي ينافس تجربة آبل الناجحة مع Apple Card.

توسع مالي

التقارير الصادرة عن موقع PhoneArena أوضحت أن هذا التعاون المحتمل سيجمع بين خبرة سامسونج التقنية وقدرات باركليز المصرفية لتأسيس شراكة استراتيجية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التكامل بين التكنولوجيا والتمويل، حيث تسعى سامسونج إلى تعزيز ولاء مستخدميها من خلال منظومة Samsung Wallet التي باتت جزءًا أساسيًا من حياة الملايين حول العالم، بينما يتطلع بنك باركليز إلى توسيع قاعدة عملائه في السوق الأمريكي، الذي يشهد تنافسًا محتدمًا في مجال الإقراض والخدمات المالية الرقمية.

وتشير المعلومات إلى أن الشركة الكورية تسعى إلى تقديم حزمة مالية متكاملة تشمل بطاقة ائتمان وخدمة توفير رقمي بعائد مرتفع، إضافة إلى خدمة الدفع المسبق وخيار “اشتر الآن وادفع لاحقًا”، ما يجعل المشروع الجديد منصة مالية شاملة داخل منظومة سامسونج الرقمية المتنامية.

منافسة مباشرة

يرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تطورًا لافتًا في مسار المنافسة بين سامسونج وآبل، إذ لم تعد المواجهة تقتصر على تقنيات الكاميرات أو سرعة المعالجات، بل امتدت لتشمل من يهيمن على محفظة المستخدم الرقمية، فآبل كانت قد أطلقت بطاقتها الائتمانية Apple Card عام 2019 بالشراكة مع بنك Goldman Sachs، وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا جذب ملايين المستخدمين بفضل نظام المكافآت النقدية والتكامل مع تطبيق Apple Pay.

سامسونج تحاول الآن إعادة إنتاج هذه التجربة بأسلوبها الخاص، حيث تخطط لتقديم مكافآت مالية مباشرة داخل تطبيق Samsung Wallet يمكن استبدالها عند شراء منتجاتها المستقبلية مثل هواتف Galaxy والأجهزة المنزلية الذكية، مما يعزز ارتباط المستخدم بالنظام البيئي للشركة ويدفعه إلى البقاء ضمن دائرة منتجاتها دون الحاجة للبحث عن بدائل.

مستقبل جديد

يُتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن بطاقة سامسونج الجديدة قبل نهاية العام الجاري، لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الشركة نحو التمويل الرقمي، إذ تراهن على الدمج بين الخدمات البنكية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لتقديم تجربة مالية أكثر أمانًا وسلاسة.

ويرى خبراء أن هذا التوجه يعكس تحوّلًا جذريًا في استراتيجية سامسونج، التي لم تعد تكتفي ببيع الأجهزة بل تسعى إلى بناء منظومة اقتصادية رقمية متكاملة تشمل الهواتف والمدفوعات والخدمات المصرفية، وهو ما قد يجعلها منافسًا حقيقيًا في سوق تسيطر عليه آبل منذ سنوات.

ومع تنامي الاعتماد العالمي على المدفوعات الرقمية، يبدو أن سامسونج تدرك جيدًا أهمية السيطرة على تعاملات المستخدم اليومية، فالذي يتحكم في بطاقة ائتمان العميل يتحكم في سلوك الشراء وولاء العلامة التجارية، لذلك تسعى الشركة الكورية لتقديم تجربة مالية تربط التكنولوجيا بالاستهلاك في نموذج يضمن استدامة العلاقة مع المستخدم على المدى الطويل.

وتشير التحليلات إلى أن دخول سامسونج هذا المجال قد يدفع شركات تقنية أخرى مثل جوجل وهواوي إلى التفكير في مبادرات مالية مشابهة، مما يفتح سباقًا جديدًا بين عمالقة التكنولوجيا نحو مستقبل تقوده المعاملات الرقمية والتطبيقات البنكية الذكية.

بهذه الخطوة، تؤكد سامسونج أن المنافسة مع آبل لم تعد مجرد سباق في الكاميرات أو الهواتف، بل صارت معركة للسيطرة على أسلوب حياة المستخدم ومفاتيح إنفاقه، وهو ما يجعل إطلاق البطاقة الجديدة نقطة تحول حقيقية في مسيرة الشركة نحو عالم المال الرقمي.