OpenAI تدخل عالم الطب بخطوات واثقة لتغيير مستقبل الرعاية الصحية الرقمية

تواصل شركة OpenAI توسيع نطاق حضورها في ميادين الذكاء الاصطناعي، وهذه المرة عبر بوابة الرعاية الصحية، أحد أكثر القطاعات تعقيدًا وتأثيرًا في حياة البشر، فبعد أن رسخت مكانتها في تطوير النماذج اللغوية الذكية التي غيّرت طريقة تفاعل الإنسان مع التقنية، تتجه الشركة اليوم إلى ساحة جديدة يُنتظر أن تشهد ثورة حقيقية مع دخولها. 

توسع جديد

ووفقًا لما نقلته مصادر قريبة من الشركة لموقع “بزنس إنسايدر”، فإن OpenAI تدرس حاليًا إنشاء مجموعة من الأدوات الصحية الاستهلاكية، تبدأ من مساعد رقمي شخصي يتابع الحالة الصحية للمستخدم، مرورًا بمنصات متقدمة لجمع وتوحيد بيانات المرضى من مصادر متعددة، هذه الخطوة تمثل انتقالًا واضحًا للشركة من مرحلة بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي إلى تطوير تطبيقات متخصصة تستهدف قطاعات بعينها، وعلى رأسها الطب، التسويق، والقانون.

ورغم أن الشركة لم تُصدر بعد بيانًا رسميًا بشأن هذه التحركات، فإن تعييناتها الأخيرة تعكس جديتها في دخول هذا المجال، فقد استقدمت في يونيو الماضي “نيت غروس”، الشريك المؤسس لشركة Doximity المتخصصة في الحلول الطبية الرقمية، لقيادة إستراتيجيتها في القطاع الصحي، كما ضمّت “آشلي ألكسندر” من إنستاجرام لتولي منصب نائب الرئيس لمنتجات الصحة. 

سجل صحي موحد

يرى محللون أن OpenAI تمتلك فرصة ذهبية لإحياء حلم طال انتظاره في عالم الطب، وهو السجل الصحي الموحد الذي يتيح لكل مريض إدارة بياناته الطبية من مختلف الجهات في مكان واحد، فقد فشلت محاولات كبرى الشركات مثل مايكروسوفت وجوجل وآبل في تحقيق هذا الهدف خلال العقدين الماضيين، بسبب العقبات التنظيمية وصعوبة التكامل بين أنظمة المستشفيات المختلفة. 

مايكروسوفت أغلقت مشروع “HealthVault” عام 2019، بينما أوقفت جوجل مشروعها المماثل في 2012 بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية.

وتبدو OpenAI أكثر حذرًا في خطواتها، إذ لا تشجع المستخدمين حاليًا على إدخال بياناتهم الطبية في ChatGPT، لكنها تعمل على تطوير نموذج شبيه بخدمة “Apple HealthKit”، التي تجمع بيانات اللياقة والنشاط والصحة من تطبيقات وأجهزة متعددة داخل واجهة موحدة وسهلة الاستخدام.

شراكات طبية

بجانب مساعيها في السوق الاستهلاكية، تعمل OpenAI على تعزيز حضورها في القطاع الطبي المهني عبر شراكات إستراتيجية مع مؤسسات دوائية وطبية كبرى، فهي تتعاون مع شركات مثل Eli Lilly وSanofi في مجال اكتشاف الأدوية باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، كما تتشارك مع مؤسسة Penda Health لتطوير أدوات تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات سريرية دقيقة وسريعة. 

من جهته، صرّح الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن الصحة تُعد من أهم المجالات التي سيُحدث فيها ChatGPT تغييرًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الأفراد على فهم حالتهم الصحية بشكل أعمق، واتخاذ قرارات واعية بشأن العلاج والوقاية. 

ومع إطلاق نموذج GPT-5 في أغسطس الماضي، ازدادت قدرات النظام على تحليل اللغة الطبية وتقديم إجابات أكثر دقة وواقعية، مما جعل كثيرين يتوقعون أن يصبح مساعدًا رقميًا موثوقًا للأطباء والمستخدمين على حد سواء.

ومع تزايد عدد مستخدمي ChatGPT إلى أكثر من 800 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، تبرز مؤشرات قوية على أن الكثير منهم بدأوا يستخدمونه لطرح الأسئلة الطبية، في تحول واضح عن السلوك التقليدي المتمثل في البحث عبر جوجل.