Google Home يتحول إلى مساعد أذكى بفضل Gemini لكنه ما زال يتعلم من أخطائه

تواصل شركة Google دفع حدود الذكاء الاصطناعي داخل المنازل الذكية، من خلال دمج نموذجها المتطور Gemini في منظومة Google Home، في خطوة تهدف إلى جعل الأجهزة أكثر فهمًا وتفاعلًا مع حياة المستخدم اليومية. 

ورغم أن التجربة الجديدة تعكس قفزة كبيرة في تطور المساعدات المنزلية، إلا أن الأداء ما زال يعاني من “هفوات ذكية” تكشف أن الطريق نحو الكمال لا يزال طويلًا.

تجربة أولية

خلال الأسابيع الماضية، بدأ عدد من المستخدمين اختبار Gemini في أجهزة Google Nest ضمن برنامج الوصول المبكر، وكانت الانطباعات الأولية متباينة. 

فمن جهة، أضاف النموذج خصائص مبتكرة أبرزها ميزة “Ask Home” التي تتيح التفاعل الصوتي المباشر مع المنزل الذكي، وأصبح بإمكان المستخدم ببساطة أن يسأل مثلًا: “أين اللابتوب؟” ليقوم النظام بتحليل بيانات الكاميرات والإجابة في ثوانٍ معدودة، مستندًا إلى قدراته في الرؤية الحاسوبية.

كما تمكّنت غوغل من تطوير رؤية Gemini لتصنيف ما يظهر أمام كاميرات المراقبة بطريقة أكثر ذكاءً، لتستبدل التنبيهات العامة القديمة مثل “تم رصد شخص”، بتوصيفات أكثر دقة تحدد نوع النشاط أو الجسم المرئي. 

قدرات جديدة

ومن الميزات التي لاقت اهتمامًا كبيرًا خاصية “Home Brief”، التي تقدّم ملخصًا يوميًا للأحداث المسجلة من كاميرات Nest، بحيث يحصل المستخدم في كل صباح على تقرير شامل لما حدث أثناء غيابه، هذه الوظيفة تمثل نقلة نوعية في إدارة المنازل الذكية، لكنها كشفت أيضًا عن أحد أوجه القصور في Gemini، إذ لا يزال النظام يخطئ أحيانًا في توصيف ما يراه، فقد يصنف السيارة الرياضية على أنها دراجة، أو يعتقد أن شخصًا يخرج القمامة يقوم بتسليم طرد، حتى في الألوان، قد تظهر بعض الانحرافات التي تقلل من دقة التحليل البصري.

المقلق أكثر هو أن النظام فشل في بعض الحالات النادرة في التعرف على أدوات خطرة مثل السكاكين أو الأسلحة، وهو أمر يثير تساؤلات حول مدى جاهزيته للاستخدام الأمني في المنازل. 

ومع ذلك، تؤكد غوغل أن هذه المرحلة لا تزال تجريبية، وأن عمليات التدريب المستمرة ستسهم في تحسين دقة الاكتشاف والتصنيف خلال الأشهر القادمة.

تطور متدرج

إلى جانب الأخطاء البصرية، يواجه المستخدمون تحديات تتعلق بسرعة استجابة النظام، إذ قد يستغرق تنفيذ الأوامر الصوتية أو تحليل الصور أكثر من 20 ثانية في بعض الأحيان. 

ورغم أن هذا التأخير قد يبدو مزعجًا، إلا أنه متوقع في النسخة التجريبية Beta التي تعتمد على معالجة سحابية معقدة تتطلب وقتًا لتفسير الأوامر وتحليل البيانات.

وتؤكد مصادر داخلية في غوغل أن الهدف من دمج Gemini في Google Home لا يقتصر على تحسين الأوامر المنزلية، بل يتعداه إلى بناء منظومة ذكاء اصطناعي قادرة على “فهم” الحياة المنزلية بشكل شامل، من مراقبة الأنشطة، إلى التنبؤ بالاحتياجات، وحتى التفاعل مع أفراد الأسرة بطريقة أكثر طبيعية وإنسانية.

رؤية مستقبلية

التجربة الحالية تكشف عن قاعدة قوية لمستقبل الذكاء المنزلي، لكنها تذكّر أيضًا بحدود التقنية الحالية، فبرغم التطور الهائل في قدرات Gemini، ما زال النظام يعاني من ما يمكن وصفه بـ“الأخطاء الغبية”، التي تنشأ من الإفراط في الثقة أو نقص الفهم الدقيق للسياق.