ساعة ذكية تكشف أمراض القلب المبكرة بدقة عالية باستخدام الذكاء الاصطناعي

طور فريق بحثي من جامعة ييل الأميركية خوارزمية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف أمراض القلب البنيوية بدقة عالية، باستخدام تخطيط كهربية القلب الذي توفره الساعات الذكية. 

وأوضح الباحثون أن التقنية قادرة على رصد حالات متعددة مثل ضعف ضخ القلب، تلف الصمامات، وزيادة سمك عضلة القلب، وسيتم عرض نتائج الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للقلب المزمع عقده في نيوأورلينز بين 7 و10 نوفمبر 2025.

متابعة يومية

تُعد الساعات الذكية من أكثر الأجهزة القابلة للارتداء انتشارًا عالميًا، إذ يستخدمها الملايين لمتابعة النشاط البدني ومؤشرات الصحة اليومية مثل معدل ضربات القلب والنوم. 

ومع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت هذه الأجهزة تتحول إلى أدوات طبية متقدمة، تتيح الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، بما يشمل اضطرابات القلب البنيوية التي كانت تتطلب سابقًا أجهزة طبية متخصصة ومكلفة، وهو ما يعكس قدرة التكنولوجيا على دمج المراقبة الصحية اليومية مع التحليل الذكي للبيانات.

تسجيل سريع

اعتمد الفريق على تخطيط كهربية القلب الذي تسجله الساعات الذكية عبر المستشعرات المدمجة والتاج الرقمي للجهاز، حيث يستغرق التسجيل 30 ثانية فقط للكشف عن أمراض القلب البنيوية. 

وقد تم تدريب الخوارزمية على أكثر من 266 ألف تخطيط قلب من أكثر من 110 آلاف شخص بالغ، ثم تهيئتها لمحاكاة إشارات الساعات الذكية، مع إضافة بعض الضوضاء لتحسين قدرتها على التعامل مع البيانات الواقعية، ما يجعلها قادرة على التعامل مع اختلافات القياسات التي قد تحدث لدى المستخدمين في الحياة اليومية.

دقة عالية

ولتعزيز موثوقية النتائج، خضعت الخوارزمية لاختبارات دقيقة باستخدام بيانات من أربعة مستشفيات، وشملت دراسة برازيلية طويلة الأمد أكثر من 3 آلاف مشارك، كما جُرّب النموذج ميدانيًا على 600 مشارك ارتدوا الساعات أثناء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية في نفس اليوم. 

وأظهرت النتائج دقة بلغت 92% عند استخدام بيانات المستشفيات، و88% عند الاعتماد على إشارات الساعة الذكية، مع حساسية 86% لاكتشاف الحالات المصابة وقدرة شبه كاملة على استبعاد غير المصابين بنسبة 99%، ما يعكس موثوقية النموذج في الكشف المبكر.

وأكد الباحثون أن الساعات الذكية غالبًا ما تُستخدم للكشف عن اضطرابات نظم القلب فقط، لكن الدراسة أظهرت إمكانية استخدامها لرصد أمراض القلب البنيوية في مراحلها المبكرة قبل تفاقم المضاعفات. 

وتشير النتائج إلى أن الجمع بين الساعات الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي يوفر وسيلة فعالة للفحص المبكر منخفض التكلفة، ما يمهد الطريق لإجراء فحوص قلب مجتمعية باستخدام الأجهزة التي يمتلكها الناس بالفعل، ويتيح رصد المشكلات الصحية قبل ظهور أعراض واضحة، وبالتالي تحسين فرص العلاج المبكر وتقليل المخاطر الصحية.

وتفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لاستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء في الرعاية الصحية الوقائية، حيث يمكن دمج المراقبة الذكية مع أنظمة المستشفيات لتقديم تنبيهات مبكرة للمرضى والأطباء، مع الحفاظ على سهولة الاستخدام وتوافر الأجهزة على نطاق واسع، ما يعزز من فعالية خدمات الصحة الرقمية ويضع الساعات الذكية في قلب الابتكار الطبي الحديث.