جيل Z يعيد تشكيل مستقبل المدفوعات الرقمية والاقتصاد العالمي الرقمي

شهدت السنوات الأخيرة تغييرات جذرية في سلوكيات الدفع لدى جيل الشباب المعروف بـ"جيل Z"، وهم المولودون بين منتصف التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وقد نشأ هذا الجيل وسط الثورة الرقمية، ما دفعه لتفضيل المعاملات الإلكترونية على الدفع النقدي التقليدي.

ومع انتشار المحافظ الذكية والتطبيقات البنكية سهلة الاستخدام، أصبح هذا الجيل يقود التحول نحو اقتصاد رقمي أكثر سرعة ومرونة، وتراجع الاعتماد على النقود الورقية أصبح واضحًا في كافة معاملاتهم اليومية.

جيل Z

يعكس هذا التغير بيئة اجتماعية واقتصادية تمنح الأولوية للسرعة والأمان، فجيل Z يعتبر الوقت عاملاً حاسمًا في كل تعاملاته المالية، ويفضل إجراء المدفوعات خلال ثوانٍ عبر الهاتف بدل الانتظار في طوابير أو حمل مبالغ نقدية قد تفقد أو تتعرض للسرقة.

كما أن تتبع المصروفات يعد من أهم أولوياتهم، فالتطبيقات الرقمية تتيح لهم تحليل سلوكهم المالي وإدارة ميزانيتهم بسهولة، ما يعزز شعورهم بالتحكم في مصاريفهم اليومية، خاصة مع الظروف الاقتصادية المتغيرة التي تشهدها الأسواق المحلية والعالمية.

تأثير التكنولوجيا

أدى هذا التوجّه إلى تغييرات كبيرة في عمل المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية FinTech، فظهرت منتجات وخدمات رقمية جديدة تلبي احتياجات الشباب، مثل البطاقات الافتراضية، ومنصات الدفع اللاتلامسي، وخدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا BNPL، وأصبحت هذه الخدمات جزءًا من قرارات الشراء اليومية للكثيرين، ما دفع البنوك التقليدية إلى الاستثمار في التطبيقات الذكية وتحسين تجارب المستخدم لضمان الحفاظ على العملاء الصغار، وتوفير بيئة رقمية سلسة وآمنة.

المستقبل الرقمي

بينما كان يُنظر إلى التحول نحو مجتمع بلا نقود كهدف بعيد، جاء جيل Z ليجعل هذا التحول واقعًا ملموسًا، فالاعتماد على المدفوعات الرقمية لم يعد خيارًا بل أصبح نمط حياة.

ومع تبني هذا الجيل لتقنيات التمويل اللامركزي والعملات الرقمية وتقنيات الـBlockchain، أصبح المستقبل المالي أكثر رقمنة وتطورًا، وهذا سيؤثر على شكل الأسواق العالمية واستراتيجيات المؤسسات المالية، ما يفرض على الجميع التكيف مع هذا الواقع الجديد لضمان استمرار النمو الاقتصادي والاستجابة للتغيرات المتسارعة.

تحولات اقتصادية

هذا التغير يعكس تحولًا ثقافيًا أيضًا، فجيل Z لا يبحث فقط عن السرعة والأمان، بل يركز على الشفافية والقدرة على مراقبة أمواله، ما يفتح الباب أمام المزيد من الابتكارات في الخدمات المالية الرقمية، كما يشجع المؤسسات على تطوير أدوات جديدة لإدارة الإنفاق وتقديم حلول مالية مرنة.

ومن المتوقع أن يستمر تأثير هذا الجيل في إعادة تشكيل نماذج الأعمال التقليدية، وتوسيع نطاق الاقتصاد الرقمي ليشمل جميع فئات المجتمع، ما يعيد تعريف مفهوم المال والتعاملات المالية في القرن الحادي والعشرين.