%58 من المواقع العالمية تسمح بكلمات مرور ضعيفة جدًا للمستخدمين

أظهرت دراسة عالمية جديدة أن ضعف كلمات المرور المنتشر بين المستخدمين لا يعود فقط للإهمال الشخصي، بل إلى سياسات المواقع نفسها التي لا تفرض معايير صارمة لحماية الحسابات، وهو ما يكرّس عادات خاطئة لدى المستخدمين ويزيد من خطر الهجمات الإلكترونية الحديثة، وتأتي النتائج لتكشف فجوة كبيرة بين ممارسات الأمان الموصى بها والواقع الحالي على شبكة الإنترنت.

تحليل المواقع

شمل التحليل أكثر من ألف موقع إلكتروني من الأكثر زيارة حول العالم، وكشف أن الغالبية العظمى منها لا تلزم المستخدمين بإنشاء كلمات مرور قوية، وسمح 58% من المواقع بكلمات مرور بدون رموز خاصة، بينما لم تفرض 42% أي حد أدنى للطول.

وما يثير الدهشة أن 11% من المواقع لم تطلب أي قيود على الإطلاق، بينما المنصات التي تطبق معايير أمان مثالية لم تتجاوز 1% فقط، ويشمل التراخي قطاعات حساسة مثل المواقع الحكومية والصحية والغذائية، ما يعكس خطورة الوضع على حماية البيانات الشخصية.

تأثير الإهمال

يشير التقرير إلى أن هذه السياسات المتساهلة تجعل المستخدمين يعتادون على أنماط كلمات مرور يسهل اختراقها، ويرى الباحثون أن هذا الوضع شكل بيئة مثالية للهجمات الإلكترونية، خاصة مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على كشف كلمات المرور الضعيفة خلال ثوانٍ.

ويضيف كاروليس أرباتشوسكاس، رئيس قسم المنتجات في NordPass، أن قبول المواقع لكلمات مرور مثل password123 يرسخ لدى المستخدم إحساسًا زائفًا بالأمان، ويجعل التوعية الفردية وحدها غير كافية لحماية الحسابات الرقمية.

مسؤولية مشتركة

يشدد التقرير على أن ضعف ممارسات المستخدمين لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج سنوات من الإهمال البنيوي في تصميم المواقع الإلكترونية، ويؤكد أن إصلاح ثقافة الأمن الرقمي يتطلب تعاونًا بين الأفراد والمطورين على حد سواء، بدءًا من فرض سياسات صارمة لإنشاء كلمات مرور قوية، وصولًا إلى توعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة، مع ضرورة اعتماد أساليب التحقق بخطوتين والتحديث الدوري لكلمات المرور لضمان أمان البيانات.

ويحذر الخبراء من أن استمرار تجاهل معايير الأمان يعرض الحسابات الشخصية والمعلومات الحساسة للسرقة، مؤكدين أن تعزيز سياسات حماية كلمات المرور ليس مجرد خيار تقني، بل ضرورة حيوية لحماية المستخدمين وتقليل مخاطر الهجمات الإلكترونية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية والحسابات عبر الإنترنت، ما يجعل كل موقع مسؤولًا عن بناء بيئة رقمية آمنة وموثوقة.