آبل تدخل سوق الأجهزة الاقتصادية بجهاز ماك جديد يهدد هيمنة ويندوز

تتحضر شركة آبل لخطوة غير مسبوقة في تاريخها، إذ تعمل على تطوير أول جهاز لابتوب منخفض التكلفة يحمل اسم "ماك" موجه للفئة الباحثة عن الأداء العملي والسعر المناسب، في خطوة تستهدف بها الشركة منافسة أجهزة كروم بوك وأجهزة ويندوز الاقتصادية. 

يأتي هذا التوجه بعد سنوات من تركيز آبل على الأجهزة الفاخرة، ما يجعله تحولا استراتيجيا قد يغير موازين المنافسة في سوق الحواسيب المحمولة.

الجهاز الجديد

بحسب تقارير متطابقة، تعمل الشركة حاليا على اختبار نموذج أولي للجهاز داخل معاملها تحت الاسم الرمزي "J700"، بالتعاون مع مورديها في آسيا، تمهيدا للإنتاج التجاري في النصف الأول من العام المقبل. 

سيأتي الجهاز مخصصا للطلاب، والشركات الصغيرة، والمستخدمين الذين يعتمدون على تصفح الإنترنت، ومعالجة المستندات، وبعض أعمال الوسائط الخفيفة، وهو ما يجعله خيارا واقعيا أمام من يفكرون في اقتناء جهاز آيباد لكنهم يفضلون تجربة الحاسوب التقليدي.

ويعد المشروع بمثابة انتقال من نهج آبل المعتاد، إذ اعتمدت الشركة طويلا على فلسفة الأجهزة الراقية ذات الأسعار العالية وهوامش الربح الكبيرة، لكنها الآن تواجه ضغطا متزايدا من أجهزة كروم بوك التي اجتاحت المدارس والجامعات في أنحاء العالم بفضل أسعارها المنخفضة وسهولة إدارتها، إلى جانب أن بعض مستخدمي ويندوز باتوا يبحثون عن بدائل بعد التحول المثير للجدل إلى نظام ويندوز 11.

معالج آيفون

الجهاز الجديد يمثل أيضا تجربة هندسية مختلفة، حيث سيعتمد لأول مرة على معالج من سلسلة آيفون بدلا من شرائح ماك التقليدية من فئة M، وقد كشفت اختبارات داخلية أن المعالج يقدم أداء يفوق شريحة M1 التي كانت مستخدمة في أجهزة ماك بوك القديمة. 

وتؤكد المصادر أن الجهاز سيعتمد على شاشة LCD أصغر حجما من شاشة ماك بوك إير 13.6 بوصة، ما يجعله أكثر قابلية للحمل وأخف وزنا، كما سيضم مكونات أبسط لتقليل التكلفة النهائية دون الإضرار بالأداء العام.

تعتزم آبل تسعير الجهاز بأقل من 1000 دولار ليصبح خيارا منافسا ضمن الفئة الاقتصادية، وهي فئة طالما تجاهلتها الشركة لصالح الفئة العليا من المستخدمين، هذه الخطوة تأتي في ظل رغبة آبل في الحفاظ على مكانتها في سوق يشهد نموا في الأجهزة متوسطة التكلفة، خصوصا مع زيادة الطلب في الأسواق الناشئة والقطاع التعليمي.

سوق متغير

تأثير الإعلان عن هذا المشروع كان فورا في الأسواق المالية، حيث شهدت أسهم شركات مثل "إتش بي" و"دل" تراجعا بنحو 2% في تعاملات نيويورك، بينما ارتفع سهم آبل بنسبة طفيفة بلغت أقل من 1% ليصل إلى 270.25 دولار، ما يعكس ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على اقتحام سوق جديد دون الإضرار بعلامتها الفاخرة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تستعد فيه الشركة لموجة تحديثات ضخمة في خطوط إنتاجها، إذ تخطط لإطلاق أجهزة "ماك بوك إير" بمعالجات M5 خلال عام 2026، إلى جانب طرازات "ماك بوك برو" بمعالجات M5 Pro وM5 Max، وتحديثات لأجهزة "ماك ميني" و"ماك ستوديو"، كما يجري تطوير إصدار جديد من ماك بوك برو بشاشة OLED تعمل باللمس مع نظام M6 متوقع إطلاقه في أواخر 2026 أو مطلع 2027.