تشابه متزايد بين هواتف أندرويد وآيفون مع انتشار عناصر الزجاج السائل

تشهد سوق الهواتف مرحلة جديدة تختلف عن السنوات الماضية، حيث تتقارب تصميمات هواتف أندرويد مع نهج آيفون بشكل لافت، ويشمل هذا التقارب تبني عناصر الزجاج السائل التي ظهرت مع تحديثات iOS الأخيرة، كما يعمل مصنعون كبار مثل شاومي وأوبو وفيفو على دمج هذه العناصر في واجهاتهم، ما يفتح بابا لنقاش واسع حول مدى فقدان الأنظمة لهويتها التقليدية.

يشير مطورون إلى أن أندرويد لطالما امتلك طابعا منفصلا عن آيفون، فقد ظهرت هواتفه بتصميمات متنوعة، كما تنوعت مواقع وحدات التصوير وخصائص النظام التي تمثل جوهر التجربة، بينما حافظت هواتف آيفون على خط تصميم واحد يمتد عبر أجيال عدة، لكن المشهد الحالي يكشف تقاربا لم يكن متوقعا، إذ يزداد عدد الشركات التي تستعير نماذج مرئية من iOS وتبني واجهات تشبه أسلوبه.

تغير واضح

توضح بيانات من قطاع التطوير أن جوجل سعت دائما إلى تقديم أندرويد بصورة متمايزة، ولا تزال تسعى لتطوير لغة Material 3 بصيغة تعبيرية ترافق أندرويد 16، ومع ذلك، يدرك مطورو النظامين أن الاستفادة من نجاحات الطرف الآخر قد تقدم فائدة للمستخدم، ويظهر ذلك في الجولة الأخيرة من التحديثات التي تجعل بعض عناصر الواجهة متقاربة في الشكل، بينما تبقى البنية الداخلية مختلفة.

تتضمن قائمة الشركات التي بدأت بتطبيق عناصر الزجاج السائل كلا من أوبو عبر ColorOS 16 وفيفو عبر OrigOS وريلمي عبر Realme UI 7، ويظهر الأمر بوضوح داخل الواجهات الجديدة التي تعتمد مستويات شفافية متفاوتة.

كما تواصل شاومي تطوير HyperOS 3 مع تعديلات مستوحاة من الاتجاه نفسه، ويشير مطورون إلى أن اعتماد هذه الشركات لتصميم واحد يرفع درجة التشابه ويقلل الفوارق المرئية بين الأنظمة.

عناصر جديدة

عندما قدمت آبل تصميم الزجاج السائل، حقق حضورا واسعا داخل أوساط المستخدمين، لكنه كشف في الوقت نفسه عن بعض العيوب التي دفعت الشركة لتطوير خيارات تتيح التحكم بمستوى الصفاء، واستلهم المصنعون الصينيون هذه الفكرة بسرعة، وبدأوا بتطبيقها بدرجات مختلفة، ما جعل التأثير مرئيا عند مقارنة شاشات الأجهزة الجديدة.

يفيد محللون بأن قدرات التخصيص التي تأتي مع تصميم الزجاج السائل تمثل حافزا لدى المصنعين، إذ يمكن دمجها في الواجهات بسهولة، كما تمنح المستخدم حرية أكبر في ضبط العرض، ويرى هؤلاء أن هذا التوجه يؤثر على هوية أندرويد من حيث الشكل، لكنه لا يغير طبيعة النظام من الداخل، كما أن استمرار الشركات في استخدام لغة تصميم موحدة يجعل التحدي أكبر لتقديم واجهات تحمل طابعا متفردا.

تشابه متسارع

تظهر مقارنة حديثة لتصميمات الهواتف أن معظم الأجهزة الجديدة تشبه نمط iPhone 26، وذلك بسبب استخدام حواف مستديرة ووحدات تصوير تتبع نهج آيفون، كما تتشارك الأجهزة مسميات الطرازات بصورة قريبة، وهو ما نراه في سلسلة Xiaomi 17 Pro التي تعتمد شكلا قريبا من الأجهزة المنافسة، ويشمل ذلك الألقاب الدارجة مثل Pro وPro Max.

توضح قراءة السوق الحالية أن أندرويد يمر بمرحلة تتداخل فيها الاتجاهات البصرية مع iOS، بينما تحافظ كل منصة على جوهرها الوظيفي، ويشير محللون إلى أن هذا التشابه قد يستمر خلال الأعوام المقبلة إذا واصلت الشركات التركيز على توحيد الشكل، وفي المقابل، يمكن أن تظهر مقاربات جديدة تعيد رسم حدود التصميم بين الأنظمة إذا قررت بعض الشركات الخروج عن هذا المسار العام.