مايكروسوفت تطلق أول موظف رقمي رسمي لتعزيز الإنتاجية المؤسسية الذكية

أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق جيل جديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي يُعرف باسم “Agentic Users”، وهم موظفون رقميون مزودون بهوية رسمية وبريد إلكتروني وحساب على منصة “تيمز”.

ويهدف المشروع إلى دمج الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل المؤسسية بشكل مباشر، ويأتي هذا التطوير ليتيح إمكانية إدارة المهام اليومية والتعاون مع فرق العمل كما يفعل الموظفون البشريون، ما يمثل تحولًا كبيرًا في مفهوم الإنتاجية الرقمية داخل المؤسسات.

طرح رقمي

تبدأ مايكروسوفت في طرح هؤلاء الوكلاء خلال شهر نوفمبر الجاري عبر متجر جديد باسم “M365 Agent Store”، وتحت ترخيص متوقع أن يُسمى “Agent 365”، وسيتمكن الموظفون الرقميون من إرسال الرسائل والمشاركة في الاجتماعات وتحرير الملفات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، ليصبحوا زملاء افتراضيين يمكن التعاون معهم وإدارتهم ضمن فرق العمل.

ويؤكد مطورو مايكروسوفت أن هذا النظام يتيح أتمتة ذكية للمهام المتكررة والمعقدة، بما يحسن كفاءة الإنتاج ويقلل من الأعباء الإدارية اليومية.

تأثيرات سوق العمل

يرى الخبراء أن ظهور الموظف الرقمي سيحدث تغييرات عميقة في سوق العمل، ويطرح تساؤلات حول الجوانب الأخلاقية والإدارية المتعلقة بالرقابة والمساءلة، خاصة في حال ارتكاب الوكلاء الرقميين أخطاء أو اتخاذ قرارات قد تؤثر على سير العمل.

ويشير المحللون إلى أن الشركات ستحتاج إلى تطوير أطر تنظيمية واضحة لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول، كما سيتطلب الأمر تعديل سياسات الموارد البشرية وإعادة تعريف المسؤولية في بيئة العمل المدمجة بين البشر والذكاء الاصطناعي.

دمج المؤسسات

من المقرر أن تكشف مايكروسوفت عن تفاصيل موسعة خلال مؤتمر Microsoft Ignite 2025 المزمع انعقاده بين 18 و21 نوفمبر، حيث ستعرض الشركة لأول مرة طريقة دمج الموظفين الرقميين ضمن بيئات المؤسسات باستخدام حلول Microsoft 365 وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وسيتم توضيح الآليات التي تسمح لهم بالتفاعل مع فرق العمل وإدارة المهام بشكل مستقل، بما يتيح للشركات رؤية واضحة لتأثير هذه التقنية على الإنتاجية والأداء المؤسسي بشكل عام.

ويتوقع محللون أن يؤدي ظهور الموظف الرقمي إلى تغييرات جذرية في طريقة العمل داخل المؤسسات، وقد يدفع الحكومات إلى وضع تشريعات جديدة لتنظيم العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، كما سيعيد تعريف مفاهيم المسؤولية والمساءلة داخل بيئات العمل الحديثة، ويتيح الجمع بين الموظف البشري والرقمي تحقيق توازن بين الكفاءة والإبداع، ويجعل المؤسسات أكثر استعدادًا للتعامل مع المهام المتكررة والمعقدة بفعالية أكبر.