الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

06:02 م

الذكاء الاصطناعي قد يزيد مخاطر اندلاع حرب نووية عالمياً قريباً

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

تتصاعد المخاوف العالمية بشأن الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي داخل المنظومات العسكرية الحساسة، وخاصة تلك المرتبطة بالأسلحة النووية، إذ يحذر الخبراء من أن اعتماد الأنظمة الذكية على تحليل البيانات واتخاذ التوصيات قد يزيد من احتمالات الخطأ البشري، ويضع العالم أمام سيناريوهات غير مسبوقة قد تهدد الأمن العالمي، هذه المخاوف ليست مجرد خيال سينمائي، بل واقع ملموس تتفاعل فيه التكنولوجيا مع قرارات مصيرية في وقت قصير للغاية.

السينما والمخاوف

لطالما لعبت السينما دورًا بارزًا في تشكيل المخاوف الشعبية من حرب نووية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، عبر أفلام مثل Terminator وWarGames التي عرضت سيناريوهات قيام الأنظمة الذكية بإطلاق الصواريخ دون إشراف البشر. 

ومع ذلك، تكشف التقارير أن الواقع أكثر تعقيدًا، فالذكاء الاصطناعي موجود في الترسانة النووية منذ مشروع مانهاتن، حين استخدمت الحواسيب الرقمية الأولى لتطوير القنابل الذرية. 

اليوم، لا يعرف أحد بالضبط حجم دور الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة النووية أو مجالات استخدامه المحددة، لكنه أصبح جزءًا حيويًا في عمليات تحليل البيانات ودعم صناع القرار العسكري.

فهم محدود

المخاوف التقليدية ترتكز على سيناريو السيطرة الكاملة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية، لكن الخطر الواقعي يكمن في عدم فهم البشر لطبيعة عمل هذه الأنظمة. 

تعمل الولايات المتحدة على تحديث ترسانتها النووية وإدخال الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، لا لإطلاق الصواريخ، لكن الاعتماد على نتائج الأنظمة في لحظات حاسمة قد يدفع القادة إلى اتخاذ قرارات سريعة دون فهم كامل لكيفية الوصول إلى تلك التوصيات، في أزمات نووية، تتضاءل مدة القرار إلى دقائق، ويصبح أي خطأ محتمل كارثيًا.

أنظمة متقدمة وبسيطة

من المفارقات أن جزءًا من المنظومة النووية الأمريكية كان يعتمد حتى عام 2019 على تقنيات قديمة مثل الأقراص المرنة من الثمانينيات، وذلك لحماية الأنظمة من الاختراق وعزلها عن الإنترنت، لكن إدخال الذكاء الاصطناعي في التحديث يضيف مخاطر جديدة، منها الأخطاء التقنية، والهجمات السيبرانية، والانحياز نحو النتائج الآلية بسبب ثقة البشر الزائدة بالأنظمة، وجميعها عوامل قد تؤدي إلى تصعيد نووي غير مقصود إذا اجتمعت مع ضغط الوقت.

تاريخ الحوادث النووية يعكس ذلك بوضوح، إذ أظهرت أحداث مثل إنذار الهجوم الصاروخي الكاذب في الولايات المتحدة عام 1979، ورفض الضابط السوفييتي ستانيسلاف بيتروف إطلاق هجوم انتقامي في الثمانينيات، كيف كان الوعي البشري بالحياة والأخطار عاملاً حاسمًا في منع وقوع كوارث نووية، وهو ما يفتقده الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي العدواني

اختبارات على نماذج الذكاء الاصطناعي في سيناريوهات عسكرية حساسة أظهرت ميلاً أكبر لاتخاذ قرارات تصعيدية مقارنة بالبشر، ويرجح الخبراء أن غياب الحس الأخلاقي أو الخوف يجعل الأنظمة أكثر ميلاً للحلول العنيفة. 

على مدى ثمانية عقود منذ هيروشيما، كان الخوف الإنساني هو العائق الأساسي أمام اندلاع حرب نووية، وليس التكنولوجيا وحدها، ما يؤكد الحاجة إلى إشراف بشري صارم على أي أنظمة ذكية متصلة بالترسانة النووية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً