خبراء التكنولوجيا يناقشون مستقبل السحابة وكفاءة الإنفاق الرقمي

شهد معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT 2025 جلسة نقاشية موسعة حملت عنوان "إعادة توازن السحابة: العودة الكبرى"، ركزت على التحولات التي فرضها الذكاء الاصطناعي على البنية التحتية للحوسبة، والتحديات التي تواجه الشركات في إعادة توزيع أعباء البيانات بين السحابة العامة ومراكز التخزين المحلية. 

وجاءت الجلسة في إطار النسخة التاسعة والعشرين من المعرض، المقام تحت شعار "AI Everywhere" بمركز مصر للمعارض الدولية، وسط حضور كبير من خبراء التقنية وصنّاع القرار وممثلي الشركات العالمية والمحلية. 

وقد شكلت النقاشات منصة مهمة لاستعراض أساليب ترشيد الإنفاق الرقمي وتحقيق أعلى كفاءة ممكنة في استخدام السحابة.

تغير موازين التخزين

أدار الجلسة محمد الزمر، المدير العام لشركة ديل تكنولوجيز في مصر، الذي استعرض في بدايتها خلفية التوقعات العالمية لعام 2019 بشأن نمو سوق الحوسبة السحابية بنسبة 17%، بقيمة استثمارية بلغت 1.3 مليار دولار، متوقعًا حينها أن يصل حجم السوق إلى مستويات أعلى في 2025. 

وأكد الزمر أن تسارع تطبيقات الذكاء الاصطناعي غيّر ملامح البيانات بشكل جذري، سواء من حيث الحجم أو طبيعة المعالجة، مضيفًا أن التنبؤ بمسار التطورات المقبلة بات مهمة معقدة في ظل القفزات التقنية المتلاحقة. 

وأشار إلى أن المؤسسات أصبحت مطالبة بإعادة تقييم خياراتها بين الاعتماد الكامل على السحابة العامة أو اللجوء إلى حلول هجينة تمنحها مرونة أكبر في إدارة مواردها الرقمية.

الأمن والتحول الرقمي

وخلال الجلسة، لفت عمرو صلاح، المدير الإقليمي والمدير العام لشركة في إم وير في أمريكا الشمالية والجنوبية، إلى مجموعة معايير حاسمة تدفع الشركات نحو السحابة العامة، أبرزها مستوى الأمان الذي توفره، ومدى تنظيم البيئة التشريعية، إضافة إلى القدرة على الانتقال السلس إلى الأنظمة الحديثة. 

وأكد أن توجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، انسجامًا مع رؤية مصر 2030 وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعزز ثقة المؤسسات في اعتماد بنية سحابية أكثر تطورًا. 

وأوضح أن نجاح أي منظومة سحابية يعتمد على فهم طبيعة البيانات التي يمكن التعامل معها عبر السحابة العامة، وتلك التي تفرض الظروف الأمنية إبقاءها داخل نطاق البنية الداخلية للمؤسسات. وأضاف أن موازنة هذه العناصر أصبحت ضرورة استراتيجية لضمان استدامة خدمات التحول الرقمي.

رفع كفاءة التكاليف

وفي السياق ذاته، تحدث أحمد مصطفى، مدير عمليات أعمال أنظمة المعلومات بشركة بحر العرب، عن حالة التفاؤل التي يشهدها القطاع في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في أعمال الشركات ساهم في تحسين الأداء وتقليل التكاليف، خاصة في مشروعات التحول إلى الحوسبة الذكية. 

وأكد أن المؤسسات بدأت تدرك أهمية الاستثمار في حلول السحابة لتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى دون تحميل الموازنة بأعباء إضافية. 

ومن جانبه، أوضح مجيب عبد الرازق، المدير الإقليمي لشركة نوتانيكس في مصر، أن السحابة الذكية أصبحت أحد أبرز الحلول المتبعة لإدارة البنية التحتية، كونها تجمع بين معايير الأمن والكفاءة والتكلفة المناسبة، مما يمنح المؤسسات القدرة على بناء بنية سحابية متوازنة تتماشى مع احتياجاتها. 

وأشار عبد الرازق إلى أن الفترة المقبلة ستشهد توسعًا في استخدام منصات الحوسبة الذكية، خصوصًا مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات واتخاذ القرار.

وفي إطار النقاشات، أكد وليد فهمي، مهندس حلول الأعمال بشركة سيسكو، أن السحابة العامة أثبتت قدرتها على تقليل النفقات التشغيلية بمعدل يصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بالأنظمة التقليدية، موضحًا أن انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي عالميًا جعل المؤسسات أكثر ميلًا نحو اعتماد الحوسبة السحابية مع مراعاة متطلبات الأمن السيبراني. 

وأضاف أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية وكوادر بشرية مؤهلة نتيجة جهود بناء مراكز البيانات خلال السنوات الأخيرة، مما يعزز قدرة المؤسسات المحلية على استخدام السحابة بثقة وأمان. 

وفي مداخلة أخرى، شدد طارق خلف الله، مدير تحويل البيانات بشركة أورانج مصر، على أهمية التخطيط الاستراتيجي قبل الانتقال إلى أي منظومة سحابية، موضحًا أن تحديد الهدف والرؤية الواضحة يمثلان أساسًا لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

ويأتي انعقاد هذه الجلسة ضمن سلسلة فعاليات معرض Cairo ICT 2025، الذي يجمع تحت مظلته أكثر من 500 عارض وعددًا كبيرًا من الشركات العالمية والهيئات الحكومية، إلى جانب فعاليات متخصصة تشمل PAFIX للمدفوعات الرقمية، وAIDC للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وConnecta، وInnovation Arena، وCyber Zone. 

كما يشارك في الحدث مؤسسات كبرى مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البنك المركزي، الهيئة العامة للرقابة المالية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، البريد المصري، والهيئة العربية للتصنيع، إلى جانب جهاز مستقبل مصر كضيف شرف. 

ويغطي المعرض أحدث تقنيات الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، الجيل الخامس، الحوسبة السحابية، التكنولوجيا المالية، التعليم التكنولوجي، والتقنيات الخضراء.