تحذيرات.. موجة غلاء قوية تضرب سوق الهواتف الذكية العام المقبل

تقدّم شاومي رؤيتها للمرحلة المقبلة في سوق الهواتف الذكية، وتعرض الشركة صورة واضحة حول الضغوط التي ستدفع الأسعار إلى مستويات أعلى خلال العام القادم.

ويأتي هذا الطرح بعد إعلان نتائجها المالية للربع الثالث، إذ بدأت الشركة تربط بين بيانات السوق الحالية والتغيرات العميقة في صناعة مكوّنات الهواتف، وتحديدًا شرائح الذاكرة التي تشهد ارتفاعًا سريعًا في تكلفتها نتيجة التحول الكبير نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتراجع شركات التصنيع عن إعطاء الأولوية لذواكر الهواتف لصالح مراكز البيانات التي توفر عوائد أكبر.

يشير لو ويبينغ رئيس شاومي إلى أن السوق يستعد لمرحلة أكثر تعقيدًا، ويؤكد أن العام القادم سيشهد ضغوطًا مالية أثقل مما تواجهه الشركات الآن، ويضيف أن المستهلكين سيلاحظون ارتفاعًا مباشرًا في أسعار التجزئة.

ويشرح أن الزيادات المحتملة في الأسعار لن تكون كافية لمواجهة التضخم القائم في تكلفة المكونات، خصوصًا أن سلاسل التوريد تغيرت جذريًا خلال العامين الماضيين، وأن الشركات باتت مضطرة للتعامل مع تكاليف أعلى تشمل النقل، والبحث والتطوير، والطاقة، وتصنيع الشرائح.

ذواكر نادرة

تغيّرت معادلة إنتاج الذاكرة داخل المصانع الكبرى، إذ بدأت شركات مثل سامسونج في تحويل استثماراتها نحو ذواكر مراكز البيانات، ويؤدي هذا التحول إلى تقليل الكميات المتاحة للهواتف الذكية، مما يرفع الأسعار بشكل مباشر.

وتقدّر تحليلات السوق أن تكلفة شرائح LPDDR قد ترتفع بنسبة تتجاوز 20% خلال النصف الأول من 2025، ويزيد هذا الارتفاع الضغط على الشركات التي تعتمد على هوامش ضيقة في هواتف الفئة المتوسطة، وهي الفئة الأكثر مبيعًا عالميًا.

ورغم محاولات بعض الشركات امتصاص جزء من هذه الزيادة، يظل التأثير واضحًا، لأن الذاكرة تمثل عنصرًا أساسيًا في تكلفة التصنيع، ويؤدي أي تغيير في أسعارها إلى تأثير متسلسل يشمل التكلفة النهائية للجهاز، ويعد هذا التحول من أبرز العوامل التي تدفع الشركات لإعادة رسم استراتيجياتها التسعيرية.

تحديث مبكر

يتزامن هذا المشهد مع تحركات شركات أخرى لتسريع طرح منتجات جديدة، إذ بدأ هاتف OnePlus 15 في تلقّي تحديثه الأول بعد يوم واحد من إطلاقه العالمي، ويأتي الهاتف بنسختين عالميتين بسعر يبدأ من 949 يورو، ويعكس هذا السعر ارتفاعًا تدريجيًا في أسعار الهواتف التي كانت قبل ثلاث سنوات ضمن فئة أقل تكلفة، ويشير ذلك إلى أن الشركات بدأت تعدّل أسعارها لمجاراة موجة الغلاء.

وتكشف تقارير جديدة عن توجه سامسونج نحو إطلاق هاتف Galaxy Z TriFold، وهو أول جهاز ثلاثي الطي، وتشير التسريبات إلى أنه قادم بسمك 14 ملم، وتصنيفات اعتماده في سنغافورة تعكس قرب طرحه في الأسواق، وتوضح التسريبات أن الجهاز سيكون إصدارًا محدودًا، مما يجعله موجّهًا لشريحة ضيقة قد تكون مستعدة لدفع سعر أعلى بسبب طبيعة التصميم والتقنيات المعتمدة.

موجة مستمرة

عند مقارنة أسعار الهواتف الحالية بما كانت عليه قبل خمس سنوات، يتضح أن مسار الأسعار يتجه إلى الارتفاع دون توقف، ويبدو أن عام 2026 لن يخرج عن هذا المسار، خصوصًا إذا تحققت توقعات لو ويبينغ التي تؤكد أن كل جهاز سيشهد زيادة جديدة، ويأتي ذلك في وقت تتسابق فيه الشركات لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على الأجهزة، مما يرفع الحاجة إلى مكوّنات أقوى وتكاليف أعلى.

وتوضح البيانات أن المستهلك سيواجه أسعارًا أعلى في جميع الفئات، من الهواتف الاقتصادية وحتى الهواتف الرائدة، ويعزز هذا الاتجاه الشعور بأن سوق الهواتف يدخل مرحلة مختلفة تعتمد على تحديثات متسارعة وتقنيات أكثر تكلفة، مما يجعل الأسعار مرشحة للزيادة المستمرة خلال الأعوام المقبلة.