Nothing تستعجل دمج AirDrop بعد حصر جوجل التوافق مع أجهزة أبل على هواتف Pixel 10

شهد المشهد التقني مؤخراً إنجازاً كبيراً طال انتظاره، تمثل في إعلان شركة جوجل عن تحقيق التوافق الكامل بين ميزتها "Quick Share" المخصصة لمشاركة الملفات على أندرويد، ونظام "AirDrop" المماثل والمستخدم على أجهزة أبل، في خطوة تمثل كسراً لجدار العزلة الطويل بين المنصتين المتنافستين.

ولكن هذا التطور الفائق لم يأتِ بلا قيود، حيث أرفقت جوجل إعلانها بشرط تقني صارم يقضي بحصر هذه الميزة الهامة بشكل كامل على هواتفها الرائدة، وتحديداً عائلة Pixel 10، مما أثار موجة من الجدل حول إمكانية استفادة مستخدمي أندرويد كافة من هذا التطور.

قيود مفاجئة

وقد أثار هذا الحصر المفاجئ لتوافق Quick Share/AirDrop على أجهزة بيكسل تساؤلات جدية، خاصة أن جوجل اعتادت تقليدياً على طرح ميزاتها الحصرية أولاً على هواتفها، قبل أن توسع نطاق توفرها لاحقاً ليشمل مجمل النظام البيئي لأندرويد.

ومع ذلك، لم تؤكد الشركة حتى الآن ما إذا كانت تنوي تطبيق سياسة التوسع هذه على ميزة التوافق مع أبل أم لا، ما يترك مصير ملايين الأجهزة الأخرى التي تعمل بنظام أندرويد معلقاً، ويفرض حاجزاً جديداً أمام المستخدمين الراغبين في الانتقال السلس للملفات.

ويشير هذا التكتيك التسويقي إلى رغبة جوجل في منح هواتفها بيكسل ميزة تنافسية لا تتوفر لدى المنافسين في الوقت الراهن، مما يزيد من جاذبية أجهزتها في سوق مزدحم، ولكنه يضع الشركاء الآخرين مثل سامسونج وشاومي في موقف صعب، حيث يتعين عليهم الانتظار أو تطوير حلولهم الخاصة.

ولعل هذا القيد الذي فرضته جوجل هو ما دفع شركة Nothing الناشئة للتحرك بسرعة لملء الفراغ، وهو ما يتماشى مع استراتيجيتها المعروفة التي تركز على تقديم تجربة مستخدم سلسة وتفاعلية بعيدة عن التعقيدات التقنية، وهو ما يميزها عن الشركات الكبرى.

رد فعل

وفي تطور سريع يعكس الطابع الحماسي لشركة Nothing، لفت هذا التحول المفاجئ في المشهد انتباه مؤسسها والرئيس التنفيذي، كارل بي، الذي أعلن على الفور أن شركته قد بدأت فعلياً في استكشاف الآليات اللازمة لتوفير دعم AirDrop لهواتفها بشكل مستقل.

ويؤكد هذا التحرك السريع أن Nothing تضع ملف "التوافقية" (Interoperability) على رأس أولوياتها، مدركة أن القدرة على التخلص من الحواجز بين المنصات تمثل قيمة مضافة حقيقية لا يمكن للمستهلك الحديث تجاهلها، خاصةً في عصر العمل المشترك بين الأنظمة.

ورغم أن "كارل بي" لم يقدم تفاصيل إضافية حول الإطار الزمني أو كيفية تحقيق هذا التكامل التقني المعقد، إلا أن السرعة في اتخاذ القرار تشير إلى أن إعلاناً رسمياً يوضح الخطوات الملموسة في هذا الاتجاه قد يصدر عن Nothing قريباً، ربما على شكل تحديث برمجي سريع.

وتسعى Nothing بذلك للتفوق على باقي مصنعي أندرويد التقليديين، حيث إنها إذا نجحت في تطبيق هذه الميزة قبل أن تقرر جوجل تعميمها، فإنها ستمنح هواتفها ميزة تسويقية هائلة وستكون بمثابة الجسر الذي يربط بين عالمي أندرويد و iOS، وهو ما يفتقر إليه السوق بشدة حالياً.

تجربة سلسة

ويأمل المستخدمون أن يأتي الحل الذي تقدمه Nothing بنفس السهولة والسلاسة التي صممته بها جوجل في هواتف بيكسل، حيث يجب أن يتم تفعيل الميزة بشكل تلقائي دون طلب أي خطوات إضافية معقدة أو عمليات إعداد يدوية مملة.

وتتمثل الفكرة الجوهرية في أن المستخدم الذي يرغب في مشاركة ملف من هاتف يعمل بنظام أندرويد إلى جهاز من أبل، يجب أن يرى الجهاز الآخر يظهر مباشرة عبر واجهة Quick Share، مما يتيح له الإرسال بضغطة زر واحدة.

والعكس صحيح تماماً، فمن المفترض أن يعمل هذا التوافق على إتاحة ظهور هواتف أندرويد التي ستدعم هذه الميزة، مثل هواتف Nothing المرتقبة، ضمن خيارات AirDrop على أجهزة أبل، وهو ما يضمن تجربة سلسة للمستخدمين، مهما اختلفت أجهزتهم.