الأحد، 23 نوفمبر 2025

04:25 م

Meta SAM 3D يحول الصور الثابتة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد بدقة الذكاء الاصطناعي

Meta SAM 3D

Meta SAM 3D

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركة ميتا (Meta) مؤخراً عن إطلاق نظامي الذكاء الاصطناعي الجديدين SAM 3 و SAM 3D في بيان رسمي مفصل، حيث وفرت الشركة ملفات النماذج والأوراق البحثية الكاملة للمجتمع العلمي والتقني، مما يعد خطوة غير مسبوقة في مجال التقنيات المفتوحة. 

تحوّل هذا الخبر العلمي السريع إلى إعلان صريح عن أدوات تقنية قوية جداً من المتوقع أن تدخل في صلب الاستخدام اليومي للتطبيقات والصناعات المختلفة، بدءاً من عمليات تحرير الفيديو المعقدة وصولاً إلى تطبيقات التجارة الإلكترونية المعززة بالواقع الافتراضي.

تقنية وعمق

تعتمد تقنية Meta SAM 3D في عملها على تدريب ضخم جداً وشامل على مجموعة واسعة ومتنوعة من الصور المرئية، مما منح النموذج "فهمًا" عميقاً وعملياً للشكل الهندسي، والعُمق المكاني، والملمس الفعلي للأشياء. 

وعندما يُعطى النموذج صورة واحدة فقط، فإنه يستخدم خبرته المسبقة والبيانات الهائلة لتقدير الأجزاء غير المرئية والزوايا المخفية من الكائن، ثم يقوم بتحويل المشهد كاملاً إلى نموذج ثلاثي الأبعاد (3D) متكامل وعالي الدقة.

فائدة يومية

النتائج المترتبة على هذه التقنية مفيدة بشكل مباشر وملحوظ في الحياة اليومية، فمثلاً يمكن لأدوات العرض الجديدة مثل خاصية View in Room أن تقوم بوضع قطعة أثاث ضخمة داخل غرفتك افتراضياً وبواقعية تامة. 

هذا يتيح لك أن تعرف فوراً ما إذا كانت قطعة الأثاث تلك مناسبة للمساحة المتاحة والتصميم الداخلي أم لا، مما يقلل من احتمالية اتخاذ قرارات شراء خاطئة أو غير مناسبة للمكان.

ميزات متفردة

يتميز نموذج SAM 3 بدقة أعلى في تحديد الأجسام المعقدة عبر الأوصاف النصية المقدمة من المستخدم، مما يسمح بتوجيه النموذج بكلمات بسيطة لعزل الهدف داخل الصورة أو الفيديو بشكل احترافي. 

أما نموذج SAM 3D Objects فيتميز بقدرته على بناء نموذج ثلاثي الأبعاد من لقطة واحدة فقط، ويتعامل ببراعة فائقة مع مشكلات الانسدال والفوضى البصرية في المشاهد اليومية المزدحمة، وهي مشكلة كانت تعيق بشكل كبير الحلول ثلاثية الأبعاد التقليدية. 

كما نشرت ميتا نقاط تقاطع (checkpoints) للنماذج، وشبهت إطلاقها بفتح مختبر افتراضي ضخم للمطورين والباحثين لتجربة النماذج وتطويرها بشكل مستقل.

تطبيقات عملية

احتمالات استخدام النموذج في المستقبل القريب كبيرة جداً وتتراوح بين تطوير الألعاب المعقدة، وتطبيقات الواقع المُعزّز الغامرة، وحتى سوق الأثاث الافتراضي التجاري، وهو ما سيحدث ثورة في هذه القطاعات، قد يلاحظ المستخدمون في الاستخدام اليومي أن عمليات التحرير المرئي أصبحت أسرع بكثير، ويمكن للمُبدع الآن توجيه التعديل المرئي بوصف نصّي قصير بدلاً من إجراء عملية تقطيع دقيق يدوياً ومضنٍ، مما يوفر وقتاً وجهداً كبيراً جداً في سير العمل.

حدود النموذج

على الرغم من القوة التقنية الهائلة لنموذج Meta SAM 3D، إلا أن التجارب الواقعية تكشف بعض الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الانتباه والتطوير المستقبلي، فالصور ذات الجودة الضعيفة، أو المشاهد المزدحمة بالتفاصيل الكثيرة، قد تؤدي إلى إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد أقل دقة في التفاصيل والجوانب الهندسية، كما أن نتائج التنبّؤ تختلف بشكل كبير اعتماداً على طبيعة ونوعية البيانات التي جرى تدريب النموذج عليها بشكل أساسي.

نقاش وأخلاق

يدور نقاش واسع حالياً في الأوساط التقنية حول الطريقة الأنسب لدمج هذه النماذج المتقدمة داخل المنتجات المدفوعة وخطط الربح التجاري المستقبلي، كما يظهر جانب حساس يتعلق بالخصوصية وحقوق الملكية للصور. 

هذا الجانب حساس خصوصاً عند التعامل مع وجوه الأشخاص أو الممتلكات الخاصة، وهو ملف يتطلّب وضع معايير أخلاقية وقانونية واضحة وشفافة قبل التوسع في استخدام هذه التقنية بشكل جماهيري وواسع، مما يؤكد أن التقدم التكنولوجي لا يخلو من مسؤولية أخلاقية كبيرة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً