الإثنين، 15 ديسمبر 2025

01:51 ص

هل تقنية إلغاء الضوضاء النشط تضعف جودة الصوت؟

سماعات ANC

سماعات ANC

A A

هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟ هذا سؤال منطقي قد يتبادر إلى ذهن المستمع، خاصة لمن لم يسبق له تجربة سماعات الأذن المجهزة بتقنية إلغاء الضوضاء النشط (ANC)، الإجابة ليست بالبساطة التي قد تتوقعها، حيث تتقاطع جوانب إيجابية مع تحديات تقنية دقيقة. 

في هذا التقرير، نستعرض آلية عمل تقنية ANC وكيف تؤثر بالتحديد، سلبًا وإيجابًا، على جودة الصوت الأصلية.

آلية العمل

تُعد تقنية إلغاء الضوضاء النشط (Active Noise Cancellation أو ANC) ابتكارًا أحدث نقلة نوعية في التجربة الصوتية، فهي تعمل على عزل الأصوات غير المرغوب فيها من البيئة المحيطة، ما يضمن نقاء التجربة أثناء الاستماع إلى الموسيقى والمكالمات. 

تعتمد هذه التقنية المبتكرة على ظاهرة تُعرف باسم "التداخل الهدّام" (Destructive Interference)، والتي تهدف إلى اكتشاف أدق تفاصيل الموجات الصوتية للضوضاء المحيطة وعزلها بفعالية، لضمان وضوح غير مسبوق في جودة الصوت.

تستخدم سماعات الأذن المُجهّزة بتقنية ANC نظامًا معقدًا وخوارزمية متقدمة لإزالة الأصوات الخارجية غير المرغوب فيها، حيث تحتوي على مجموعة من الميكروفونات المدمجة التي تلتقط الموجات الصوتية الخارجية. 

في الوقت ذاته، يتولى معالج خاص مهمة تحليل هذه الموجات وتفسيرها، وذلك عن طريق توليد موجة صوتية أخرى تُعرف باسم "مُضاد الضوضاء" تكون ذات طور معكوس تمامًا للموجة الأصلية.

تقوم مكبرات الصوت الصغيرة الموجودة داخل السماعة بإصدار هذه الإشارة المعكوسة، مما يؤدي إلى تقييد الموجة الصوتية للضوضاء الأصلية وإلغائها بشكل فعّال، وبفضل هذه الآلية المعقدة، يتم قمع الضوضاء الأصلية وتقليلها بشكل كبير قبل أن تصل إلى طبلة أذن المستخدم.

التأثير الصوتي

إن الهدف الرئيسي والأساسي من تطوير تقنية إلغاء الضوضاء هو الحفاظ على بصمة الصوت الأصلية ونقائه، بمعنى آخر، هي تهدف إلى توفير صوت يحاكي جودة الاستوديو، وضمان دقة وحيادية تامة أثناء التشغيل الموسيقي. 

نظريًا، يجب أن يستمع المستخدم إلى وضوح وعمق صوتي استثنائيين عند تفعيل إلغاء الضوضاء، ولكن في الواقع، قد تؤدي إساءة استخدام هذه التقنية إلى حدوث أضرار طفيفة تؤثر على التجربة الصوتية.

في بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب تقنية ANC في إدخال تشوهات غير ضرورية أو تُغيّر في خصائص التردد بشكل غير مرغوب فيه، خاصة في الترددات المنخفضة، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف طفيف في نغمات الجهير. 

علاوة على ذلك، فإن الطرازات منخفضة التكلفة والمتوسطة الجودة تفتقر إلى الخوارزميات المتقدمة، ما قد يجعلها تتسبب في ظهور نسبة من الضوضاء الهادئة، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الهسيس"، خاصةً عند ضبط خاصية إلغاء الضوضاء على الحد الأقصى.

على النقيض تماماً، تتمتع الطرازات المتميزة وباهظة الثمن بالقدرة على القضاء تمامًا على هذه الآثار الجانبية السلبية وبفعالية عالية، وتضمن عملية كبت الضوضاء بطريقة لا تؤثر سلبًا على استقبال موجات الصوت الأصلية. 

في هذه الحالة المتقدمة، تظل النغمات نقية وصافية تمامًا، وتظل جودة الصوت في أفضل مستوياتها دون تدهور أو تداخل غير مرغوب فيه.

صوت نقي

لقد صنعت تقنية إلغاء الضوضاء ثورة حقيقية في عالم الاستماع إلى الموسيقى، ولا سيما في البيئات الصاخبة مثل وسائل النقل العامة أو الميادين المزدحمة، حيث تعمل هذه التقنية على منع التداخلات الخارجية من البيئة المحيطة، مما يسمح للمستمع بسماع أدق تفاصيل التسجيلات بسهولة تامة. 

ومن أهم مزاياها الرئيسية هي حماية السمع من خلال التخلص من الحاجة إلى رفع مستوى الصوت في البيئات الصاخبة، بالإضافة إلى دعمها لتقنيات الصوت المتطورة مثل Dolby Atmos التي تعزز الانغماس العميق في الصوت.

لضمان فصل الترددات بشكل صحيح مع الحفاظ على جودة الصوت، يهتم صانعو السماعات المتطورة بإتقان هندسة المحولات الديناميكية والعناصر عالية الدقة، للوصول إلى الحد الأدنى من "التشوش الطفيف". 

كما تُعزز خوارزميات الدعم الإضافية مثل نظام Environment Noise Cancellation وتقنية Voice Focus المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من أداء السماعة في المكالمات الهاتفية، حيث تعمل على كبت الضوضاء المحيطة بفعالية مع عزل إشارة الأصوات البشرية.

يجب أيضاً الإشارة إلى دور برامج ترميز الصوت عبر البلوتوث في جودة الصوت اللاسلكي، حيث إنها مسؤولة عن ضغط وفك ضغط الإشارة، وتساهم في تحديد معدل البت (Bit Rate) وكمية البيانات التي يتم تمريرها لاسلكيًا. 

ولحسن الحظ، تتوفر الآن برامج ترميز متقدمة مثل LDAC و aptX HD التي تعمل على تقنين أكبر قدر ممكن من خسائر الجودة، وتوفر دقة صوت عالية مع زمن وصول منخفض، لضمان تجربة مزامنة فورية للصوت والصورة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً