حقيقة كشف زوار حساب فيسبوك.. تطبيقات خبيثة ووهمية تهدد أمنك الرقمي

لطالما انتشرت إعلانات مغرية لمواقع وتطبيقات تدعي امتلاكها القدرة الخارقة على كشف هوية من زار حسابك الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك و إنستجرام. 

يجد هذا الادعاء رواجاً كبيراً لدى المستخدمين الراغبين في معرفة من يتابعهم سراً أو يزور صفحاتهم باستمرار بدافع الفضول، لكن التساؤل الأهم يبقى: هل هذه التطبيقات تعمل حقًا على كشف المتابعين السريين؟ أم أنها مجرد أدوات احتيالية تشكل خطراً كبيراً ومباشراً على خصوصية المستخدم وبياناته الشخصية الحساسة؟

تحذير قاطع

حسمت منصة فيسبوك هذا الجدل بشكل قاطع ونهائي، حيث أوضحت عبر صفحة الدعم الفني الخاصة بها أن جميع التطبيقات الخارجية التي تدعي قدرتها على كشف هوية زوار حسابك الشخصي، هي تطبيقات خبيثة واحتيالية تمثل خطراً أمنياً مباشراً، وتنصح المنصة بضرورة التبليغ عنها فوراً لوقف انتشارها وحماية باقي المستخدمين من الوقوع في فخها.

أي تطبيق أو أداة خارجية تدعي الوصول إلى بيانات الزيارات السرية هذه، هي في الواقع أداة تستخدم لزرع الفيروسات والبرمجيات الخبيثة على جهازك الخاص، وذلك بهدف سرقة بياناتك. 

من خلال هذه الأدوات الخبيثة، يتمكن المهاجمون من الوصول إلى بيانات حسابك السرية، وحتى معلومات بطاقاتك البنكية، بالإضافة إلى سرقة رسائلك وصورك الشخصية مع المستخدمين الآخرين. 

الأسوأ من ذلك، أن هذه البرمجيات الخبيثة تستخدم حسابك في نشر الرسائل والروابط الخبيثة لأصدقائك، مما يوسع دائرة السرقة والاحتيال بشكل متضاعف.

للتخلص من هذه التطبيقات حال اكتشاف الإصابة بها، تنصح إدارة فيسبوك باتخاذ إجراءات سريعة وفورية، مثل تغيير كلمة المرور فوراً إلى كلمة قوية جداً، وتفعيل خاصية التوثيق ثنائي الخطوات (2FA) لزيادة تأمين الحساب ومنع الوصول غير المصرح به.

آليات الكشف

رغم أن سياسة الخصوصية الصارمة للمنصة تمنع تماماً الكشف عن هوية من زار حسابك الشخصي دون أن يتفاعل معه علنًا، فإن فيسبوك تتيح بعض الأدوات والحيل التي تكشف معلومات جزئية عن المتابعين المهتمين بك. 

تُعد خاصية القصص (Stories) أسهل طريقة لمتابعة التفاعلات والتأكد من اهتمام الآخرين بمحتواك، فمن خلالها، يمكنك معرفة من قام بمشاهدة قصصك والتفاعل معها، مع ملاحظة أن هذه الإحصاءات تختفي تلقائياً بعد مرور 24 ساعة من النشر.

بالنسبة للصفحات العامة وحسابات الأعمال، توفر فيسبوك أدوات تحليلية متقدمة تُعرف باسم Insights، لكنها تمنح نظرة عامة شاملة على الجمهور لأغراض التسويق والإعلانات، مثل نسبة الذكور للإناث وأوقات الذروة للتفاعل، لا يمكن استخدام هذه الأدوات لمعرفة ما إذا كان شخص بعينه قد زار الصفحة أو تفحص محتواها بشكل سري.

للمستخدمين العاملين في مجال التسويق الرقمي أو الراغبين في متابعة أداء حساباتهم العامة بدقة عالية، تتوفر أدوات تحليلية خارجية متخصصة تعرض تفاصيل حول الجمهور المستهدف، منها أداة “ويب تريندز” (WebTrends) التي تعرض تفاصيل دقيقة عن الجمهور، مثل أوقات التفاعل وأماكن الإقامة ونوع الأجهزة المستخدمة. 

كما يمكن ربط أداة “غوغل أناليتك” (Google Analytics) التقنية بحساب فيسبوك للحصول على نتائج وتحليلات أكثر دقة للجمهور مقارنة بالأدوات الأخرى المتاحة.

كيف يخدعونك؟

يدرك مطورو هذه التطبيقات الاحتيالية أن سياسات فيسبوك تمنع تتبع الزيارات السرية، لكنهم يظهرون نتائج تبدو واقعية للغاية عبر آلية خداع بسيطة وذكية. 

تعتمد هذه التطبيقات على جمع أسماء المستخدمين الذين تفاعلوا معك بالفعل، سواء من خلال الإعجاب أو التعليق أو المشاركة العلنية.

بعد ذلك، تقوم هذه التطبيقات بتقديم هذه الأسماء في قائمة وهمية تزعم أنها قائمة "زوار الحساب" السريين، وعندما يجد المستخدم أسماء مألوفة تتفاعل معه بشكل مستمر تظهر في القائمة، فإنه يعتقد أنها قائمة حقيقية لزوار حسابه، فيقع في فخ سرقة البيانات. 

ولعل أشهر مثال على ذلك كان تطبيق “بريك أب نوتيفاير” (Breakup Notifier) الذي ادعى تنبيه المستخدمين عند تغيير الحالة العاطفية لأصدقائهم، لكن فيسبوك أغلقته بعد أيام وقاضت مطوريه بسبب اختراق خصوصية المستخدمين.