انخفاض ترتيب كاميرا iPhone Air أمام منافسين يقدمون تنوعًا أوضح في التجربة

يواصل iPhone Air إثارة الجدل بعد تقييمه الأخير في منصة DxOMark التي وضعت الهاتف في مركز أقل مما توقعه المستخدمون، إذ اعتمدت أبل على كاميرا واحدة فقط رغم وضع الجهاز في فئة سعرية مرتفعة تدفع المستخدم لتوقع تجربة تصوير واسعة.

بينما يأتي الهاتف بمستشعر بدقة 48 ميغابكسل وعدسة f/1.6 داخل هيكل لا يتجاوز سُمكه 5.6 مليمتر، الأمر الذي جعله يقدم تصميمًا نحيفًا على حساب وجود كاميرا واسعة وأخرى للتقريب، وهو ما فتح نقاشًا واسعًا حول مدى تأثير تقليل عدد العدسات على جودة التجربة اليومية.

تظهر المقارنات أن شركات أخرى استطاعت دمج أكثر من عدسة داخل أجهزة نحيفة من دون التضحية بقدرات التصوير، إذ نجحت Motorola في وضع ثلاث كاميرات داخل هيكل بسماكة 5.99 مليمتر، مما يعكس إمكانية تحقيق التوازن دون التخلي عن الوظائف الأساسية، وهو ما جعل النقاد يشيرون إلى أن قرار أبل لم يكن حتميًا، خصوصًا مع وجود حلول هندسية متقدمة تسمح باحتواء عدد أكبر من المكونات داخل أبعاد صغيرة.

تراجع واضح

نتائج DxOMark أكدت هذا الاتجاه بعد أن حصل الهاتف على 141 نقطة فقط، وهي نتيجة أدت إلى هبوطه إلى المركز 41 ضمن فئته، بسبب اعتماد أبل على التكبير الرقمي والبانوراما بدل العدسات المتخصصة، مما وضعه خلف أجهزة مثل Google Pixel 8 و iPhone 15 و Xiaomi 15، وهي هواتف تمنح المستخدم خيارات تصوير أكثر تنوعًا تشمل العدسة الواسعة وعدسة التقريب وأداء متقدم في مختلف الظروف.

ملاحظات تقنية

بعيدًا عن نقص العدسات، ظهرت عدة ملاحظات متكررة حول أداء التركيز التلقائي الذي يصبح أبطأ في بعض المشاهد، بينما تميل المشاهد ذات الإضاءة القوية إلى الظهور داكنة أكثر مما يجب، وهو ما كشف عن حاجة النظام لتعزيز معالجة الإضاءة، كما أظهر وضع البورتريه بعض القصور في التفاصيل الدقيقة، إضافة إلى انحرافات واضحة في توازن اللون الأبيض أثناء تسجيل الفيديو وتفاوت في التعريض بين اللقطات.

نقاط قوة

ورغم هذه الملاحظات، إلا أن الهاتف ما زال يقدم أداءً جيدًا في مجموعة من الجوانب المهمة، إذ تتميز الكاميرا الأساسية بألوان دقيقة ونطاق ديناميكي واسع يجعل الصور واضحة في المشاهد المتنوعة.

كما يقدم الجهاز أداءً ثابتًا في الإضاءة الضعيفة بفضل قدرات معالجة قوية، إضافة إلى تميز واضح في تثبيت الفيديو الذي يمنح اللقطات استقرارًا عاليًا عند التصوير أثناء الحركة، وهي نقطة قوة حقيقية خاصة لمن يعتمدون على الهاتف في تسجيل المحتوى المتنقل.

وفي ما يتعلق بتجربة البورتريه، ينجح الهاتف في عزل الخلفية بدقة في أغلب الحالات، رغم أنه يواجه صعوبة في المشاهد المعقدة التي تضم عناصر متعددة، إلا أن نتائج العزل تظل مقبولة ضمن الفئة السعرية التي يقدمها، وهو ما يعيد النقاش مرة أخرى إلى أهمية وجود أكثر من عدسة لتحقيق تكامل أكبر في التجربة، خصوصًا مع اعتماد المستخدمين على هواتفهم الحالية كأدوات رئيسية للصور اليومية وتوثيق اللحظات المختلفة.