الأحد، 14 ديسمبر 2025

02:57 م

آبل على أعتاب تغيير تاريخي ضخم.. مستقبل الشركة يواجه تحديات الذكاء الاصطناعي الكبرى

تيم كوك

تيم كوك

A A

تتجه شركة آبل نحو أكبر تحول في تاريخها الحديث، مع تصاعد التقارير التي تشير إلى أن عام 2026 قد يكون العام الأخير لتيم كوك كرئيس تنفيذي للعملاق التقني، وبدء البحث الفعلي عن خليفة له. 

يأتي هذا التطور في لحظة قمة، حيث تجاوزت القيمة السوقية للشركة حاجز 4 تريليونات دولار لفترة وجيزة، مع استمرار الإقبال القوي على سلسلة هواتف آيفون 17 الأخيرة. 

ومنذ توليه المنصب في عام 2011، شهد سهم الشركة ارتفاعًا غير مسبوق تجاوز العشرين ضعفاً، محققًا نجاحات مالية هائلة.

القائد القادم

تطرح نجاحات كوك الضخمة أسئلة جوهرية وكبيرة حول المرحلة المقبلة، خاصة في ظل النمو المتسارع لقطاع الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. 

سيتوجب على الرئيس التنفيذي الجديد لآبل اتخاذ قرارات أكثر جرأة وحسمًا، وتبني رؤية مختلفة تمامًا حول مستقبل منتجات الشركة، وموقعها ودورها في حياة المستخدم المعاصر الذي يتطلع للتقنيات الذكية، وطوال فترة قيادة كوك، ظل هاتف آيفون هو المحور الأساسي الذي تدور حوله منظومة آبل بأكملها.

بالرغم من أن مبيعات الهواتف الذكية عالميًا بلغت ذروتها منذ سنوات مضت، لم يظهر أي جهاز آخر يملك القدرة على إزاحة آيفون من صدارة اهتمام آبل واستثماراتها، لقد نجح كوك في بناء منظومة قوية للغاية حول هواتف آيفون، تشمل خدمات رقمية مزدهرة وأجهزة ملحقة ذكية مثل السماعة اللاسلكية AirPods وساعاتها الذكية، بالإضافة إلى إحداث طفرة كبيرة في مبيعات أجهزة ماك بوك و آيباد.

تحدي الذكاء

يحمل المستقبل في طياته تغيرات كبيرة لشركة آبل، فالذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تعزيز كل ما بنته آبل بالفعل، وفي الوقت نفسه قد يفرض موجة جديدة من الأجهزة التي تغير من شكل السوق التقني بالكامل. 

يبرز هذا التحدي بشكل خاص بعدما اضطرت الشركة إلى تأجيل بعض مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تُعرف باسم "Apple Intelligence"، هذا العام، مما وضعها في موقف حرج نسبياً. 

ولكن بفضل قاعدة مستخدمين تتجاوز المليار شخص، لا تزال آبل قادرة على إدماج أفضل النماذج الذكية في منتجاتها بسرعة وكفاءة عالية.

إذا نجحت ميزة Apple Intelligence في تحسين تجربة استخدام الهاتف، لاسيما عبر تطوير المساعد الصوتي Siri ليؤدي المهام المعقدة بمجرد الطلب الصوتي الطبيعي، فقد يشجع ذلك على بدء دورة ترقية جديدة ومستمرة لهواتف الآيفون، لكن ترك المنافسة للآخرين للتقدم في عالم الذكاء الاصطناعي قد يضع آبل في موقف تنافسي صعب جداً، خاصة مع الخطوات الجريئة التي اتخذتها شركات مثل OpenAI بإعلان إمكانية تشغيل التطبيقات من داخل ChatGPT، وهو ما يمثل تحديًا مباشرًا لنموذج متجر التطبيقات الضخم والخاص بآبل.

مشروع أعمق

وسعت آبل في عهد كوك سيطرتها على معظم الطبقات التقنية التي تُبنى عليها منتجاتها، بدءًا من تصميم المعالجات الخاصة بها وصولاً إلى البرمجيات، مما يمنحها ميزة التكامل. 

لذلك، قد تفكر آبل مستقبلاً في الاستحواذ على شركة رائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، وذلك للحفاظ على هذا النهج المتكامل الذي لطالما ميزها في السوق.

تُطرح تساؤلات حتمية حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيمهّد فعلياً لنهاية عصر الهواتف الذكية الحالية، وإمكانية ظهور أجهزة جديدة ومبتكرة تجذب انتباه المستخدمين بعيداً عن الشاشات المستطيلة التقليدية. 

حتى هذه اللحظة، لم تُظهر آبل استعدادًا كبيرًا وواضحًا لرسم الملامح الأساسية لهذه المرحلة الانتقالية، مما يثير مخاوف بشأن تباطؤها.

رهانات جديدة

بالرغم من طموحاتها، كانت نظارة Vision Pro أكبر محاولة من كوك لإطلاق جهاز جديد ومختلف قائم على مفهوم "الحوسبة المكانية". 

وعلى الرغم من أنها أظهرت قدرات آبل التقنية العالية والتزامها بالابتكار، فإنها لم تقدم رؤية واضحة ومقنعة لكيفية تأثيرها الفعلي في الحياة اليومية للمستخدم العادي. 

في المقابل، تقدمت منافستها ميتا بخطوة سريعة عبر نظاراتها الذكية الخفيفة والأكثر عملية، وأخفقت نظارات آبل في جذب المستهلكين على نطاق واسع كما كان متوقعًا عند الإعلان عنها.

سجلت آبل ترددًا واضحًا في دخول سوق الروبوتات، التي يتوقع لها أن تتحول إلى إحدى أكبر أسواق الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في العقد القادم. 

كما أن إلغاء مشروع السيارة الذاتية القيادة، الذي كان طموحًا، قد فتح المجال واسعًا أمام شركات أخرى مثل تسلا لتظهر كرائدة محتملة في هذا المجال الحيوي، حتى مع التأخيرات المستمرة في تقنيات القيادة الذاتية لديها. 

سيكون المسؤول المقبل عن قيادة آبل، والذي يُرجَّح أنه سيكون جون تيرنوس رئيس قسم هندسة الأجهزة في الشركة، مُلزَمًا بتوسيع نطاق رهانات الشركة بشكل جذري خارج مجالاتها التقليدية، وإقناع المساهمين والعملاء بأن الوقت قد حان لاستكشاف مسارات نمو جديدة تتجاوز الإرث المالي الضخم الذي تركه تيم كوك.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً