أنثروبيك تطلق نموذج Claude Opus 4.5 بقوة فائقة في البرمجة

أعلنت شركة أنثروبيك عن إطلاق نموذجها الجديد والمتقدم Claude Opus 4.5، مقدمة إياه للعالم بوصفه "أفضل نموذج في العالم للبرمجة والوكلاء الأذكياء"، في خطوة تهدف لتعزيز مكانتها التنافسية. 

وتؤكد الشركة أن هذا الإصدار يتفوق بوضوح في عدة فئات من قدرات البرمجة، متجاوزاً حتى أحدث النماذج المنافسة مثل Gemini 3 من جوجل، مما يضع ضغطًا جديدًا على عمالقة الذكاء الاصطناعي.

يأتي هذا الإطلاق، بالرغم من أن النموذج لم يحقق بعدُ انتشارًا واسعًا في منصات التقييم المتخصصة مثل LMArena، التي تُستخدم لتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة. 

كما أن التحديات الأمنية المستمرة التي تعانيها معظم وكلاء الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها تنفيذ مهام معقدة نيابةً عن المستخدم، لا تزال تمثل عقبة كبيرة أمام الثقة الكاملة في هذه النماذج.

قدرات متقدمة

تشير أنثروبيك إلى أن Opus 4.5 يقدم تحسينات نوعية وكبيرة مقارنة بالإصدار السابق من النموذج، لاسيما في مجالات مثل البحث العميق والمعقد، والقدرة على التعامل الفعال مع الشرائح التقديمية وجداول البيانات. 

وأعلنت الشركة أيضًا عن إطلاق أدوات جديدة ومخصصة ضمن نماذج Claude Code، وهو نموذج موجه بشكل خاص للمبرمجين والمطورين، لتعزيز إنتاجيتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تم تطبيق تحسينات مهمة على تطبيقات Claude الموجهة للمستخدمين العاديين، والتي تهدف بشكل مباشر إلى دعم وتطوير قدرات الوكلاء الأذكياء،هذه التحسينات تفتح طرقًا جديدة لاستخدام النموذج، بما في ذلك إمكانية دمج واستخدام Claude داخل تطبيقات حيوية مثل Excel ومتصفح كروم، بالإضافة إلى دعمه على أجهزة الحاسوب المكتبية. 

ويتوفر النموذج الجديد اليوم عبر تطبيقات الشركة وواجهاتها البرمجية، فضلاً عن منصات الخدمات السحابية الشهيرة.

تحدي الأمن

في خطوة مباشرة لمعالجة أبرز المخاوف التي تسيطر على مجتمع التقنية تجاه الوكلاء الأذكياء، ركزت أنثروبيك بشكل كبير على قضايا الاستخدامات الخبيثة وهجمات حقن الأوامر (Prompt Injection) الخطيرة. 

تعتمد هذه الهجمات على إخفاء تعليمات ضارة وممنوعة داخل مواقع إلكترونية أو مصادر بيانات مختلفة، بهدف التجاوز التلقائي لآليات الأمان الخاصة بالنظام، وتقديم استجابات مضللة أو حساسة، مستغلة في ذلك الصلاحيات الواسعة الممنوحة للوكلاء.

تؤكد الشركة أن نموذج Opus 4.5 أصبح "يصعب تضليله" بشكل كبير مقارنة بأي نموذج متقدم آخر متوفر حاليًا في السوق. 

ومع هذا التأكيد، تُقر الشركة بأن النظام ليس "مُحصّنًا" بالكامل ضد الاختراق، وأن عددًا محدودًا من الهجمات المتقدمة لا يزال قادراً على اختراقه والتلاعب به، مما يعكس الطبيعة المتطورة للتحديات الأمنية.

نتائج مختلطة

تشير أنثروبيك إلى أنها أضافت اختبارات داخلية وخارجية جديدة مصممة خصيصاً لقياس قدرة النموذج على مقاومة الاستخدامات الخبيثة وهجمات الحقن، خاصة في بيئات البرمجة واستخدام المتصفح والحاسوب. 

وفي أحد التقييمات الخاصة بالبرمجة، الذي يهدف إلى فحص استجابة النموذج لـ 150 طلباً ضاراً محظوراً وفقًا لسياسة أنثروبيك، نجح Opus 4.5 في رفض 100% من هذه الطلبات بشكل مثالي، وفقًا للإحصاءات الرسمية للشركة.

في المقابل، كانت نتائج الأمان أكثر ضعفاً وتعقيداً عند اختبار النموذج ضمن بيئة البرمجة Claude Code التخصصية،فعند تقييم قدرته على رفض طلبات صريحة مثل إنشاء برمجيات خبيثة ضارة، أو كتابة شفرات لهجمات DDoS التدميرية واسعة النطاق، أو تطوير أدوات مراقبة غير مشروعة، لم تتجاوز نسبة الرفض الكلية 78%. 

تعكس هذه النتائج، بالرغم من التقدم الملحوظ في الأداء، استمرار التحدي الكبير الذي يواجه أنثروبيك وسائر منافسيها، وهو بناء نماذج ذكاء اصطناعي قوية وآمنة في آن واحد، قادرة على الإنجاز الفائق دون أن تكون عرضة للاختراق والاستغلال الخبيث من قبل جهات غير مرغوبة.